احتمالات دخول الجيش علي خط الاحتجاجات الإسرائيلية تتزايد .. و”نتانياهو” يتعهد بإنهاء الانقسام !

احتمالات دخول الجيش علي خط الاحتجاجات الإسرائيلية تتزايد .. و”نتانياهو” يتعهد بإنهاء الانقسام !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تؤدي إلى زيادة الوضع اشتعالاً، أقر “البرلمان الإسرائيلي”؛ (الكنيست)، الخميس، القانون الأول من عدة قوانين تُشكل الإصلاح القضائي المُثيّر للجدل، فيما نظم المتظاهرون المعارضون للتغييّرات يومًا آخر من الاحتجاجات بهدف دق ناقوس الخطر بشأن ما يرون أنه انحدار للبلاد نحو الاستبداد.

ووافق ائتلاف رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، على تشريع من شأنه أن يحمي الزعيم الإسرائيلي من اعتباره غير لائق للحكم على خلفية محاكمته بشأن الفساد وادعاءات تضارب المصالح المحيطة بمشاركته في التغييرات القانونية. ويقول منتقدون إن القانون مُصّمم خصيصًا لـ”نتانياهو”، ويُشّجع الفساد ويُعمّق الفجوة بين الإسرائيليين بشأن الإصلاح القضائي.

وقسّمت التغييّرات القانونية المجتمع بين أولئك الذين يرون أن السياسات الجديدة تُجرد “إسرائيل” من الديمقراطية، وأولئك الذين يعتقدون أن الدولة يتغول عليها القضاء الليبرالي. وأغرقت خطة الحكومة، “إسرائيل” في واحدة من أسوأ أزماتها المحلية.

وتتجذر المعارضة في شرائح واسعة من المجتمع، بما في ذلك قادة الأعمال وكبار المسؤولين القانونيين. وحتى الجيش تورط في الصراع السياسي، حيث يرفض بعض جنود الاحتياط أداء الخدمة بسبب التغييّرات. كما أعرب حلفاء “إسرائيل” الدوليون عن قلقهم.

وينص القانون على أن رئيس الوزراء نفسه أو ثلاثة أرباع أعضاء حكومته يُقررون عجزه البدني أو النفسي عن أداء وظيفته.

وقد طرحت حكومة الائتلاف مقترح القانون الشهر الماضي، بعدما قالت المدعية العامة؛ “غالي باهاراف ميارا”، إن “نتانياهو”، لا ينبغي له أن يُشارك في الإصلاحات القضائية بسبب إمكانية تضارب المصالح، باعتباره يخضع للمحاكمة حاليًا.

ويواجه “نتانياهو” تهمًا في ثلاث قضايا تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، ولكنه ينفي أنه خالف القانون ويزعم أنه ضحية مؤامرة لاستهدافه شخصيًا.

وقد يمنع القانون الجديد؛ المدعي العام؛ “بهاريف ميارا”، من إعلان أن “نتانياهو” غير مؤهل لأداء وظيفته، إذا ما اعتقدت أنه يُحاول أن يوقف محاكمته.

ويرى “عوفير كاتس”؛ عضو حزب (الليكود)، الذي ينتمي إليه “نتانياهو”، أن القانون يُحقق: “الاستقرار” لأنه يجعل عزل رئيس الوزراء دون رغبته أمرًا صعبًا.

تهدئة النفوس ووضع حدٍ للانقسام..

وعلى خلفية تلك التظاهرات؛ تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، مساء الخميس، بـ”تهدئة النفوس” و”وضع حدٍ للانقسام في صفوف الشعب”.

وأعلن “نتانياهو”؛ الذي كان حتى حينه منكفئًا عن هذا الملف، أنه دخل: “الساحة” مبديًا تصميمه على المُضي قدمًا في التعديل، مؤكدًا في المقابل أنه سيبذل كل الجهود من أجل: “التوصل إلى حل” يُرضي المدافعين عن المشروع ومعارضيه.

وقال “نتانياهو”: “لا يمكن أن نسّمح بأن يعرض خلاف، مهما كان حادًا، مستقبلنا جميعًا للخطر، معارضو التعديل ليسوا خونة، ومناصروه ليسوا فاشيين”، في إشارة إلى اتهامات متبادلة بين المعسكرين.

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: “سأبذل كل الجهود، من أجل تهدئة النفوس ووضع حدٍ للانقسام في صفوف الشعب”.

وسبق أن وصف “نتانياهو” مرارًا في الأسابيع الأخيرة المتظاهرين بأنهم دعاة: “فوضى”.

من الديمقراطية إلى إعادة توازن القوى..

والمشروع الذي يهدف إلى زيادة سلطة المسؤولين المنتخبين على القضاء، يرى منتقدوه أنه يُهدد الديمقراطية في الدولة العبرية.

وفي المقابل؛ يعتبر “نتانياهو” وحلفاؤه من اليمين المتطرف والمتشدّدين أن المشروع ضروري لإعادة توازن القوى بين المسؤولين المنتخبين والمحكمة العُليا التي يقولون إنها مسّيسة.

ووجه “نتانياهو” خطابه المتلفز؛ بعدما أجرى محادثات مع وزير الدفاع؛ “يوآف غالانت”، الذي كان أعلن عصرًا نيته التحدث علنًا أيضًا.

وقد ألغى “غالانت”؛ الذي طالب مرارًا الائتلاف الحكومي بتعليق المسّار التشريعي لإتاحة المجال أمام إجراء مفاوضات مع المعارضة حول هذا الإصلاح، كلمته في نهاية المطاف.

وعلى مدى أكثر من ساعة، تحدثت محطات التلفزة الإسرائيلية عن احتمال استقالة الوزير أو عن سيناريو يفترض تفكك الائتلاف الحكومي، وهو من الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل”.

احتجاجات مستمرة..

وقد تظاهر الخميس؛ مجددًا عشرات الآلاف من الأشخاص احتجاجًا على الإصلاح خلال يوم تعبئة تخللته مواجهات بين متظاهرين وعناصر في الشرطة.

في “تل أبيب”، استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق الحشود التي أغلقت الطريق الدائري في مدينة “تل أبيب”.

وفي “القدس”، تجمع الآلاف أمام منزل “نتانياهو”؛ على ما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية. ونظمت تظاهرات أخرى في كل من “حيفا”؛ (شمال)، و”بئر السبع”؛ (جنوب).

مخاطر حرب أهلية ودعوات للانشقاق..

من جهته؛ تحدث الرئيس؛ “إسحاق هرتسوغ”، صراحة عن مخاطر: “حرب أهلية”.

وبدوره؛ قال زعيم المعارضة؛ “يائير لابيد”: “الليلة، اختار نتانياهو تجاهل وزير دفاعه.. واختار إلقاء خطاب منفصل عن الواقع، مليء بالأكاذيب. هذا تصرف غير مسؤول”.

ووصف “لابيد”؛ تصريحات رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، بالأكاذيب، كما دعا “لابيد” أعضاء حزب “بنيامين نتانياهو”؛ إلى الانشقاق عنه، وذلك بعد أن قال “نتانياهو” إن المعارضة ترفض الجلوس على طاولة الحوار، وإن التعديلات القضائية تستجيب لمطالب كافة الأطراف.

وقال المعارض؛ “بيني غانتس”؛ (يمين الوسط): “لم يتغير شيء تحت الشمس ونتانياهو؛ (لا يزال)، كما هو”، معربًا عن أسفه لأن رئيس الوزراء: “لا يرقى إلى مستوى التحدي”.

وقال “نتانياهو”؛ في خطابه: “أنوي تكريس الحقوق الفردية في القانون. سنضمن الحقوق الأساسية لجميع مواطني إسرائيل – اليهود وغير اليهود، العلمانيون والمتدينون، النساء والمثليون. الجميع بدون استثناء”.

غليان بالجيش والأجهزة الأمنية..

إلى ذلك؛ قالت قناة (كان) الرسمية الإسرائيلية، مساء أمس، إن رئيس جهاز (الشاباك)؛ “رونين بار”، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي؛ “هرتسي هاليفي”، حذرا رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، من غليان داخل الجيش والأجهزة الأمنية، وأكدا أن الاحتجاجات على مُخطط إضعاف جهاز القضاء، ستتصاعد خلال الأيام المقبلة، وأن تداخل التهديدات يضع “إسرائيل” في موقف خطير.

وكشفت القناة عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي؛ “هرتسي هاليفي”، عقد اجتماعًا الأربعاء، مع “نتانياهو”؛ عبّر خلاله عن تداعيات خطة إضعاف القضاء على الجيش الإسرائيلي في ظل اتسّاع دائرة معارضي مخطط الحكومة الإسرائيلية داخل الجيش والتهديدات بالامتناع عن تأدية الخدمة العسكرية.

ونقلت القناة الرسمية الإسرائيلية؛ عن مصادر مُطلعة، قولها إن مخاوف الأجهزة الأمنية لا تتعلق فقط باتسّاع احتجاج جنود الاحتياط بل من تصاعد الغليان الداخلي في صفوف العناصر الذين يخدمون في قوات الأمن.

توقعات بتصاعد الإجراءات الاحتجاجية..

وبحسّب التقديرات التي نقلها قادة الأجهزة الأمنية؛ لـ”نتانياهو”، فإن الإجراءات الاحتجاجية ستتصّاعد، وهناك مخاوف من تأثير ذلك على كفاءة القوات الأمنية الإسرائيلية.

وأوضحت القناة أن “هليفي”، حذّر خلال الاجتماع الذي عقده مع “نتانياهو” في (الكنيست)، من تأثر وحدة الجيش الإسرائيلي إذا تمت المصادقة على التشريع الرامي لإضعاف جهاز القضاء من قبل (الكنيست)، الأسبوع المُقبل.

وذكرت القناة أن “رونين بار”؛ رئيس جهاز (الشاباك)، عقد اجتماعًا منفصلاً مع “نتانياهو”؛ وحذره من تصاعد التهديدات الأمنية إلى جانب الصدع في المجتمع الإسرائيلي.

وشدّد “بار” على أن تداخل التهديدات؛ (الصدع الداخلي والتهديدات الأمنية الخارجية)، يضع “إسرائيل” في موقف خطير، وذكرت القناة أن هذه ليست المرة الأولى التي يُحذر فيها رئيس (الشاباك)؛ “نتانياهو”، من التهديدات خلال الآونة الأخيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة