17 نوفمبر، 2024 2:36 ص
Search
Close this search box.

مهرجان المسرح العراقي السادس.. تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”

مهرجان المسرح العراقي السادس.. تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”

 

خاص: إعداد – سماح عادل

افتتح مؤخرا مهرجان المسرح العراقي في دورته السادسة، والذي تنظمه دائرة السينما والمسرح، في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة” بعد انقطاع دام أكثر من اثنتين وعشرين عاما. أقيم حفل الافتتاح على قاعة مسرح المنصور، في السادسة من مساء يوم الخميس 16 آذار- مارس 2023، في حضور عدد كبير من مثقفين وأكاديميين وفنانين وأدباء وإعلاميين وشخصيات فكرية وسياسية.

حفل الافتتاح..

أدار حفل الافتتاح الفنان “مازن محمد مصطفى”، حيث عزف النشيد الوطني، ثم وقفة على روح شهداء العراق عامة وشهداء الفن والمسرح. وألقى ممثل رئيس الوزراء الدكتور “عارف الساعدي” كلمة رحب بالحضور المهيب للفنانين والنقاد والمخرجين مشجعا إياهم على الاستمرار في العمل الدؤوب من أجل عودة الروح إلى المسرح العراقي.

ثم كلمة مدير عام دائرة السينما والمسرح ورئيس المهرجان الدكتور “أحمد حسن موسى” ذكر فيها الانجازات التي حققها المسرح العراقي على مدار مائة عام، كما أشاد بدعم المسرح العراقي في الوقت الحالي المتمثل في إقامة قصور للثقافة في كل محافظة. عرض بعد ذلك فيلم وثائقي بعنوان “مسيرة البناء والإبداع” رصد عدد من أهم الأعمال المسرحية وحملات البناء والإعمار لمسارح بغداد خاصة مسرح الرشيد الذي نهض من بين ركام التدمير إلى البناء الحضاري الذي يليق بالمسرح العراقي.

وتوهج حفل الافتتاح بعرض فلكلوري قدمته الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، بقيادة الفنان “فؤاد ذنون”، وتميز باللوحات الاستعراضية، التي بينت مفردات المسرح العراقي تحت مسمى “سلاما عليك يا وطني”.

وتضمن الحفل تكريم أعضاء لجنتي المشاهدة والاختيار، وتكريم أعضاء لجنة التحكيم، ثم تكريم عدد من رواد المسرح العراقي ضمن مبادرة اللجنة العليا للمسرح، منهم “طه علوان وخليل عبد القادر وعدنان شلاش وزهرة الربيعي وسالم الزيدي وسناء سليم وسمر محمد وهلال العطية وأحلام عرب وبتول عزيز وفيصل جابر وعباس شهاب وأميرة جواد وحكمت داود وحيدر الشطري وخالد علوان وناظم زاهي وبشار طعمة وبشرى إسماعيل”. كما عبر عددٌ من النقاد الحاضرين عن أملهم بأن يكون هذا المهرجان نقطة انطلاق حقيقية لعودة عظمة المسرح العراقي.

وقد حضر “د. جبار جودي العبودي” نقيب الفنانين العراقيين حفل الافتتاح وأيضا الدكتور “ليث مجيد حسين”، رئيس هيئة الآثار والتراث، مع تواجد لافت لوسائل الاعلام.

المشاركة..

شارك في المهرجان 12 عرض محلي من محافظات بابل وصلاح الدين والموصل والناصرية والسليمانية وواسط والديوانية والسماوة وأربيل وكركوك.

صرح “أحمد حسن موسى” رئيس المهرجان لوكالة الأنباء العراقية أن “بعد إعادة الحياة لمهرجانات كانت متوقفة نعيد الحياة مرة أخرى لمهرجان المسرح العراقي الوطني بدورته السادسة، وبمشاركة أهم الفرق المحلية من جميع مدن العراق الحبيب”، ليكبر عمر المهرجان دورة أخرى ونكبر معه بالفرح والإبداع والمحبة”. وصرح “منير راضي” مدير المهرجان أن: “زمن المسرح، لنحتشد دوم تحت خيمته، سنكمل رحلة السندباد المسرحي ونحلق ببساط ريحه في كل زمن”.

وقال “عارف الساعدي” ممثل رئيس مجلس الوزراء خلال حفل الافتتاح أن: “المهرجان هو جزء من تفعيل الواقع الثقافي المسرحي في العراق بشكل عام، وضرورة وضع منهاج وبرنامج مسرحي على طيلة السنة، المهرجان يمثل عتبة مهمة لمراجعة شأن المسرح العراقي بشكل عام وتنشيط قطاع المسرح العراقي ضمن مؤسسة دائرة السينما والمسرح أو الفرق الأهلية”، مشددا على ضرورة “عدم الاكتفاء بمهرجان واحد فقط باعتبار هذه المهرجانات تمثل ورشة نقدية تعالج المشاكل الموجودة بالمسرح العراقي”.

ونظم المهرجان الذي توقف في العام 2001 على مسارح الوطني والرافدين وآشور والرشيد، متضمنا جلسات نقدية وملتقى فكريا و12 عرضا من بغداد والمحافظات.

الجوائز..

فازت مسرحية “الملك لير وساحرات ماكبث” بجائزة أفضل عرض متكامل، وفاز بطل العمل “كامران رؤوف” بجائزة أفضل ممثل، والفنانة “هيرو جواد” حصلت على جائزة أفضل ممثلة في دور ثان عن العرض نفسه.

فاز “جواد الساعدي” بجائزة أفضل إخراج عن عرض “واقع خرافي”، وحاز العرض على جائزة أفضل نص مسرحي للكاتب “علي عبد النبي الزيدي”. وفازت “هوار فارس” بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في عرض “الكراسي” الذي فاز أيضا بجائزة أفضل تصميم ديكور بالمهرجان.

وفاز عرض “ملف 12” إخراج “مرتضى نومي” بجائزة أفضل أداء جماعي، وحاز العرض على جائزة أفضل إضاءة. وفاز “مهند بربن” بجائزة أفضل ممثل في دور ثانٍ عن مسرحية “الراديو”، وعرض “طقوس الحطب” فاز بجائزة أفضل موسيقى ومؤثرات صوتية.

حفل الختام..

تضمن حفل الختام الذي أقيم بالمسرح الوطني في بغداد فقرة فنية لفرقة النهرين للتراث العراقي، كما تم تكريم أربعة من الفنانين العراقيين هم “بشرى إسماعيل، وعرفان صديق دايلا، وناظم زاهي، وغفور عبد الله رحيم”.

وصرح “علي هادي الربيعي” الباحث الأكاديمي، في كلمة الوفود المشاركة في المهرجان في حفل الختام أن: “عقدان من السنين، ازدادا سنتين، مدة بينية فاصلة بين آخر دورة من دورات مهرجان المسرح العراقي. سنون مرت على العراق والعراقيين بفيض من الأحداث الجسام، سنون اصطبغت بالحلو والمر، غير أن المسرحيين العراقيين وخلال هذه السنين لم يستكينوا أو يهجعوا أو تتعطل مشروعاتهم الإبداعية”.

مؤكدا على أن: “من حسنات تجمعنا هذا في بغداد، أننا نبسط عروضنا أمام الجمهور العراقي، وبذلك نضع لبنة في صرح المسرح العراقي الذي أخذ صرحه يتعالى بفضل من الله سبحانه وتعالى وفضلكم أيها الزملاء”.

وتألفت لجنة المشاهدة من “عزيز جبر يوسف” رئيساً وعضوية كل من “عواطف نعيم ومثال غازي ورحمن عبد الحسين فاضل وطه ياسين المشهداني”. توزعت العروض بواقع 3 مسرحيات يومياً تعرض على خشبات الرشيد والوطني والرافدين على مدار 5 أيام.

قال “علي عبد النبي الزيدي” الفائز بجائزة أفضل نص مسرحي: “يأتي هذا الفوز ليكون تتويجا لي في مهرجان المسرح العراقي السادس الذي شاركت فيه أغلب المحافظات العراقية بعدة عروض مسرحية على مسارح متعددة”.

وأضاف: “المهرجان الذي نظمته دائرة السينما والمسرح – وزارة الثقافة، فزت فيه بجائزة أفضل نص مسرحي يحمل عنوان “واقع خرافي” اخراج جواد الساعدي من محافظة صلاح الدين حيث أن النص يحاول العمل على مناطق كثيرة ويحاول أن يشتغل على المقدس خاصة مع موضوعة حساسة وهي موضوع الشهادة، كما يحاول أن يقرأ الواقع العراقي قبل 2003 وبعده أيضا”.

مؤكدا أن: “الفوز يأتي ليشكل سعادة كبيرة لي كونه في مهرجان مهم وجائزة وطنية تحمل الكثير من المعاني وهذا أيضا يشكل استمرارا للكثير من النجاحات التي حصلت عليها خلال العشرين سنة الماضية ضمن مشروعي في التأليف المسرحي، عراقيا وعربيا ودوليا”.

والمخرج “مرتضى نومي” الفائز بجائزة أفضل أداء جماعي قال: “أن العمل ملخصه لأهالي منطقة لم يعلموا بأنهم سيكونون الأبطال الحقيقيين لجملة تم قولها قبل مئات السنين “البحر من ورائكم والعدو من أمامكم” مع فارق الاتجاهات فالبحرُ ملهم والقوارب أطواق نجاة أمام عيون الأشرعة، بعد أن أكلت النارُ أمنهم الأخضر. لجأوا للسفر عبر برزخ الماء في رحلة قد تجعل منهم وجبة للأسماك الجائعة وقد تكون مفتاحاً لباب مستقبل أكثر بياضاً من الذي كانوا يروه في مدنهم المعتمة هم فقط كانوا يعلمون ما معنى أن تكون خائفاً لدرجة أن تغمض عينيك للحظة وتخطو بكامل إرادتك خارج الأرض الصلبة لترمي بثقل جسدك وحزنك وإحباطاتك الى سطح ذلك البحر الرخو”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة