“اعتماد” الإيرانية تكشف .. مسلسل تطبيع العلاقات (2)

“اعتماد” الإيرانية تكشف .. مسلسل تطبيع العلاقات (2)

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

يتعين على “إيران” في إطار تحسّين علاقاتها مع دول المنطقة، إلى طرح الملفات التي كانت سببًا في تأزم العلاقات على طاولة المفاوضات، ويقول “داوود غراياق زندي”؛ الأستاذ الجامعي والمحلل الإقليمي: “على إيران في سبيل تعميق وتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، التفاوض مع هذه الدول حول مسألتين، الأولى: البرنامج الصاروخي الإيراني؛ لأنه يُثير مخاوف دول المنطقة، ويربطونه نوعًا ما بالبرنامج النووي. وعلى طهران أن تقدم إجابات مقنعة لدول المنطقة. الثانية: قبل الخوض في مشكلاتنا مع دول المنطقة، يجب الخوض في القضايا الثنائية، وبخاصة تلك المتعلقة بالمخاوف من السياسات الإيرانية الإقليمية، وعلى إيران أن تجري مباحثات إقناعية مع رفقاها الإقليميين. والموضوعات من مثل المشكلات العراقية، واليمنية، والسورية، والفلسطينية، بل والسياسات الإيرانية تجاه البحرين من جملة الموضوعات التي تعتبر محددة في العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة. ولو لم تتمكن إيران في التصالح مع حكومات المنطقة حول هذه النقاط، فسوف تفشل كل الجهود السابقة بخصوص تحسين العلاقات مع السعودية وغيرها من دول المنطقة”؛ بحسب تقرير “شهاب شهسواري”؛ الذي نشرت صحيفة (اعتماد) الإيرانية الجزء الثاني منه..

مشكلات رئيسة في العلاقات “الإيرانية-السعودية”..

وهناك مشكلات رئيسة على صعيد العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ طوال العقود الأربع الماضية، وكل طرف يُريد من الآخر تنفيذ بعض المطالب قبل تحسّين العلاقات.

وبينما تدعي “السعودية” أن على “إيران” التوقف عن التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية المنطقة، تزعم قيادة العالم العربي وتتدخل باستمرار وبشكلٍ سياسي وعسكري في الدول الأخرى؛ مثل: “اليمن، ولبنان، والبحرين”. وقد اتخذت “الإمارات العربية” جانب “السعودية” في الحرب على “اليمن”.

ولطالما أعبرت “إيران” عن قلقها وأكدت على ضرورة البحث في المصادر المالية والعقدية للتنظيمات السّلفية المتشددة وغيرها من الجماعات الإرهابية كـ (القاعدة) و(داعش)؛ في “المملكة العربية السعودية”، ودعت إلى ضرورة الحيلولة دون تصدير هذا النوع من التفكير إلى المنطقة.

ولقد سّيطرت “المملكة العربية السعودية” على العملية السياسية في الدول الإقليمية المختلفة بدعوى مناهضة المداخلات السياسية الإيرانية.

والمؤكد أن الإجراءات السعودية بالمنطقة، وتطلعات هذا البلد النووية والعسكرية، وجهود “الرياض” وحلفاءها لتمكين القوى الأجنبية بالمنطقة، ستكون جزءًا من المطالب الإيرانية في الحوارات الإقليمية.

دور “شمخاني” في تحسّين العلاقات مع الدول العربية..

مشاركة الأدميرال “علي شمخاني”؛ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيرانية، في مفاوضات تطبيع العلاقات مع الدول العربية باعتبارها مندوبًا عن الحكومة الإيرانية، من الموضوعات التي حظيت بالاهتمام الإعلامي.

وقد بدأت المباحثات “الإيرانية-السعودية” بعد خمس سنوات من قطع العلاقات، في نيسان/إبريل 2021م، على مستوى أمني، وخاض “أمير سعيد ايراواني”؛ مندوب “إيران” الحالي بـ”الأمم المتحدة”، مارثون المفاوضات مع مسؤولين أمنيين سعوديين.

ورغم أنه كان متوقعًا استمرار المفاوضات على المستوى الدبلوماسي بعد عدة دورات من المفاوضات الأمنية، إلا ان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي كان هو من وقع على بيان استئناف العلاقات الدبلوماسية مع “السعودية”.

لذلك يعتقد المحللون أن المجلس الأعلى للأمن القومي باعتباره المنسّق وبما له من علاقات واسعة مع كل الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية المختلفة، يستطيع على نحو أفضل من السلطة التنفيذية التفاوض حول كم هائل من الموضوعات مع دول المنطقة.

يقول “داوود غراياق زندي”: “خلال فترة رئاسة؛ حسن روحاني، كانت هناك مسّاعي لتحسّين علاقات إيران مع دول المنطقة، لكن فشلت هذه المساعي بسبب التحركات الإقليمية الإيرانية وعجز الحكومة في اقناع هذه الأطراف بالسلوكيات الإيرانية. ومشاركة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي قد يؤثر في مسار المباحثات الإقليمية لأن صلاحياته ومكانته بالدولة مختلفة. وعلى عكس الدورات السابقة حيث كانت المفاوضات تحت سيطرة الحكومة ووزير الخارجية، فإن مكانة شمخاني باعتباره المنسق بين أجهزة السلطة في إيران، وإمكانيات المجلس الأعلى للأمن القومي في التنسيق بين الأجهزة المختلفة المشاركة في السياسات الإقليمية الإيرانية، أتاح الوصول إلى نتائج أفضل في المفاوضات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة