17 نوفمبر، 2024 6:46 م
Search
Close this search box.

لندن وواشنطن تتبادلان المواقع لتصعيد التصعيد !

لندن وواشنطن تتبادلان المواقع لتصعيد التصعيد !

الحدث الأبرز والأكثر سخونة والمنتشر في كافة وسائل الإعلام العالمية وبتفاعلاتٍ وتطوراتٍ متصاعدة الى غاية هذه الساعات , هو اعلان بريطانيا بتزويد الجيش الأوكراني بقذائف اليورانيوم المنضّب , وإذ يبدو اوّلاً أنّ بريطانيا تتحدّث بالنيابة عن الإدارة الأمريكية وفق اتفاقاتٍ دبلوماسيةٍ – تكتيكيةٍ غير منفصلة كلياً عن اساليب الحرب النفسية والى حدٍ ما , حيثُ كان بمقدور القيادة البريطانية تزويد نظام كييف بهذه الأسلحة او الذخائر من دون الإعلان المسبق لذلك ودونما الإشارة بأنّ لندن مصدرها .!
بغضّ النظر من أنّ هذا الموقف البريطاني قد جاء بالتزامن او التصادف الممنهج مع زيارة الرئيس الصيني ” شي جين بينغ ” الى موسكو وما افرزته هذه اللقاءات ولاسيما ممّا لم يجرالإعلان عنه .! , إلاّ أنه من الصعوبة حساب او عدم حساب لندن لردود الفعل الروسية تجاه تنزيل اليورانيوم الى ساحة المعركة في الجبهة الأوكرانية الساخنة اصلاً , فعلى الأقل فإنّ اوّل خطوة روسية متضادة في هذا الشأن هي تزويد موسكو لبيلاروسيا باليورانيوم المخصّب وليس المنضّب .! , وهذا – يعني فيما يعني – النيّة لفتح محورٍ آخرٍ وجديدٍ للمعركة بما لم تتحسب له القيادة العسكرية الأوكرانية ولم تخصص له القَطعات اللازمة للمواجهةالجديدة – المفترضة .
ضمن هذه الخطوات الأولية لردّ الفعل الروسي , فقد اختزلها الفريق اوّل ” سيرغي شويغو ” وزير الدفاع الروسي بتصريحه قُبيل ساعاتٍ , بأنّ الموقف البريطاني يُمثّل بدايةً فعلية لِ < صدامٍ نووي > ! ولم يقل حرباً نووية , وذلك معناه الشروع القادم بأستخدام اسلحة ذريّة تكتيكية وموضعية ضد القوات الأوكرانية .
السلاح ” اليورانيومي ” هذا مخصص بالدرجة الأولى لتدمير وحرق الدبابات مع اطقمها , فلماذا هذا التنبيه البريطاني المسبق للقيادة العسكرية الروسية .؟ لإتخاذ ما يلزم للحؤول ” كحدٍ ادنى ” لتغيير تكتيك الهجوم المدرّع بالدبابات والمناورة فيها , مع التركيز على صواريخ ارض – ارض , والقصف الجوي بالقاذفات والقاصفات من ارتفاعاتٍ عالية , وتكثيف القصف المدفعي مع استخداماتٍ جديدةٍ لمسيّرات درونز غير الأيرانية ايضاً , وهنالك اشاراتٌ لمصادرٍ اخرى قد لا تكون من الصين او كوريا الشمالية , او حتى كلاهما بحساب الفرضيات العسكرية غير المحسوبة .!
كُلّ ما حملته الأسطر اعلاه ليس سوى بدايات لا يمكن التفكّر المسبق في نهاياتها ولا حتى الدنوّ او الإقتراب من نهاياتها المبهمة , حتى على صعيد الإعلام والتحليلات الصحفية المتخصصة في الشؤون الحربية .. الأيام المقبلة تشكّل المفاتيح الأولى لدرجة حرارة تصعيد التصعيد .!

أحدث المقالات