. في هذا الجزء من المقال سنحاول توقع كيف سيحدث الانهيار وتوقع الاثار السلبية التي ستحدث جراء انهيار الاقتصاد الأمريكي فالعالمي.. الصين الآن هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد الولايات المتحدة. إنها دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 1.4 مليار نسمة. هي أكبر دولة تجارية في العالم، ويمثل حجم تجارة الصين 12.77٪ حسب إحصاء 2018 من الإجمالي العالمي واحتمال تضاعف هذه النسبة وارد جدا الان ، والصين هي أكبر مصدر في العالم لـ 33 دولة وأكبر مصدر للواردات لـ 65 دولة، وفي الوقت نفسه، تعد الصين أيضًا أكبر شريك تجاري من بين 120 دولة في العالم لذلك فأنها مؤهلة لقيادة اقتصادية جديدة للعالم أو موازية لأمريكا
قلت في المقال السابق أن تعديل سعر الفائدة قد دفع رأس المال العالمي إلى الولايات المتحدة، وبدأت الشركات في استرداد السندات الخارجية مقدمًا لكن تعديل الفائدة كان أحد أسباب انهيار بنك سليكون فالي الأمريكي لذلك فانه من الخطورة أن تقوم الدول بشراء سندات حكومية أمريكية جديدة أو بنكية لأنه لا يستبعد انهيار بنوك أخرى ولأني أنصح اذا جاز لي النصح بالابتعاد التدريجي عن الاقتصاد الأمريكي فان الانهيار قادم أكاد أقول لا محالة! وعلى كل ما متوفر من معلومات فالصين بدأت منذ مدة بالابتعاد قدر الإمكان عن هيمنة الدولاروتبني اقتصاد مميز ومستقل لها وكنتيجة لعقوبات قامت بها أمريكا كدولة مستهترة ضد الصين والآن ضد موسكو لذلك بدأت الصين تنصح الدول التي تتعامل معها تجاريا بالتعامل باليوان الصيني بديلا للدولار وشجعت دول كثير منها روسيا والسعودية والهند ودول جنوب اسيا على تبادل عملات هذه البلدان فيما بينها والتوقف عن استعمال الدولار الذي لم تتوانى أمريكا عن طباعة مليارات ورقية لا قيمة لها لدرجة ان وزيرة الخزانة الامريكية حذرت الإدارة الامريكية من ان الديون قد بلغت القمة واذا استمر الصرف وتزويد أوكرانيا بالسلاح فان أمريكا ستصبح عاجزة عن سداد ديونها عندها تبدأ الكارثة فتنهار بنوك كثيرة وستسحب خسائرها أموال بنوك عالمية أخرى فيحدث انهيار الاقتصاد العالمي..
الذي يؤكد كلامنا هو قيام وكالة تصنيف الائتمان المالي العالمية (موديست ) بتصنيف النظام المصرفي الامريكي من مستقر الى سلبي وقدرت خسائر البنوك الاممريكية بأكثر من 64 مليار دولار خلال يومين
كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه من المنظور الحالي، فإن الركود الاقتصادي العالمي أمر لا مفر منه، أما ولفريد فقال “ربما نواجه الكساد الكبير وليس الركود الاقتصادي. أي يشبه الوضع في عام 1931 وليس الوضع في عام2008 .
صحيح يبقى الدولار الأمريكي هو العملة الأكثر استخدامًا في العالم، وهو كذلك منذ إنشائه في عام 1879. وهو مقبول في أكثر من 150 دولة وله قيمة تتقلب وفقًا لطلب السوق. ولكن السوق بدأ ينأى بنفسه عنه بسبب سياسات أمريكا المتهورة وأصبحت النزعة للاقتصاد الوطني هي التي تسيطر على الاقتصاد العالمي اليوم وكثير من الدول التي كانت ملتحمة مع الدولار بدأت تحاول فك الارتباط وعلى سبيل المثال فالسعودية و للشهر الثاني على التوالي ونحن في شهر مارس تخفض حيازتها على السندات الامريكية لتصل الى 111 مليار دولار فقط.
في حالة حدوث انهيار اقتصادي عالمي، ستفقد البلدان إمكانية الوصول إلى التمويل والائتمان. سوف ينهار الدولار أو تنخفض قيمته بشكل كبير لدرجة أننا سنواجه تضخمًا مفرطًا. في اقتصاد عالمي لا توجد فيه بنوك مركزية أو حكومات، يصعب على أي شخص التنبؤ بما يمكن أن يحدث بعد ذلك لكن احتمالات توقف المشاريع نتيجة ذلك واردة جدا ..
لقد كان انهيار الاقتصاد الدولي السابق كارثة للعديد من البلدان. لقد فقد الكثيرون عملاتهم وكذلك اقتصاداتهم في هذا الانهيار. بالرغم من حقيقة بقاء الدولار الأمريكي قويًا نسبيًا وسيظل كذلك حتى تكون هناك عملة أقوى تنافسها وهذا ما يحدث مع اليوان الصيني الذي بدى واضحا انه يزيح الدولار الأمريكي في كثير من التعاملات الدولية ويأخذ مكانه.. أؤيد فكرة تقول ان من الصعب معرفة ما إذا كان انهيار الاقتصاد العالمي سيكون مدمرا أم ضارًا للعالم ، لكن من الواضح أن بعض البلدان ستخسر أكثر من غيرها. على الأرجح، فإن البلدان ذات الاقتصادات الأصغر معرضة لخطر الخسارة الاقتصادية الشديدة في حالة حدوث مثل هذا الحدث. قد تخسر دول مثل فنزويلا وإيران وبعض دول الخليج العربي قدرًا كبيرًا من عائداتها النفطية إذا انهار الدولار الأمريكي. أما اذا انهارت البنوك الامريكية. فان خسائر الدول ستتباين وتختلف وستزداد البطالة وعليه فأن هناك ثلاثة أشياء تبدو صحيحة بغض النظر عن أي شيء: 1) سيستمر الأمريكيون بصورة محدودة في شراء السلع الأجنبية خصوصا إذا ما اعادت تقييم دولارها بكمية الذهب الذي تمتلكه !، 2) سيظل الدولار يحتفظ بقيمة ما في البلدان الأخرى، وحتى لو انهارت طرق التعاملات التقليدية 3 – فان التعامل التجاري عن طريق العملات المشفرة و بي بال
payPal
سيستمر في العمل على الرغم من الاضطراب حول البنوك..
و نعم ، إذا انهار الاقتصاد العالمي ، فستحدث مجاعة عالمية مع عدم وجود مصارف لتمويل المزارع يصاحبه الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغذائية بسبب توقف طرق تحويل الأموال بصورة سلسة كالسابق وسيكون هناك ندرة هائلة في إنتاج الغذاء …
نعم من المتوقع أن يعاني الاقتصاد العالمي بشدة في حالة حدوث انهيار اقتصادي عالمي. على وجه الخصوص، ستضرب الأزمة المالية البنوك العربية بشدة اذا لم تطور وضعها باتجاه تنمية اقتصادها الوطني وتنويع ايراداتها ,,في الوقت الحاضر، يمكننا أن نتوقع بالفعل كيف ستؤثر هذه الأزمة على القطاع المصرفي وما هي الدروس التي يمكن ان تستخلصها البنوك العربية من الأزمات السابقة لأن البنوك العربية تستثمر بكثافة في سندات الخزانة الأمريكية، فإن انهيار الاقتصاد الأمريكي سيكون له تأثير مدمر على هذه البنوك. كما ستتأثر اقتصادات بلدانهم الأصلية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، والمزيد من حالات الإفلاس والمزيد من الاضطرابات. على الرغم من أن الموقف قد يزداد سوءًا تلاحقيا قبل أن يتحسن، إلا أننا نتوقع ان تعافيًا نهائيًا سيتأخر وسيمتص أرواح كثيرة حول العالم وتحدث وفيات كثيرة تنفيذا لأوامر الدولة الشيطانية العميقة . وسيكون من الحكمة الارتباط بمجموعة الأسيان حيث تعد الصين والآسيان أكبر شريك تجاري لبعضهما البعض، فلقد ارتفع حجم التجارة الثنائية 100 مرة مقارنة بما كان عليه قبل 30 عاما، وتجاوز الاستثمار المباشر ثنائي الاتجاه 310 مليارات دولار. وان تتكاتف هذه الدول وتفتح المجال لدول أخرى بالانضمام اليها والا فلن نجد من يقوم بدفن الجثث التي ستتساقط جوعا وقتلا جراء السرقات والفوضى والقتل للحصول على السلع.