في وطن لا نصيب فيبه للأمنيات , والأحلام فيه زلات تاريخية , دولته ترتكز على ثلاثة قوائم لا ارضية لها , تميل حيث الرياح القادمة من شرقها وغربها وشمالها كما عابرات القارات , حكومة لا فرق بين رئيسها ورؤسائها , يطاردها الأرهاب تبتزها العشائر تضطهدها المليشيات, ابتلعت نفسها فساداً , عمليتها السياسية كــ ( سيرك ) بهلوانييها يؤدون ادوار الفتنة بأقتدار .
عمود الكتلة العراقية قد تشظى ولم يبق من هيكليته سوى الأسم وتصريحات غير منضبطة لرئيس ــ كان ــ , متحدو النجيفي وتوافق المطلق , وكيانات اخرى ترطن تخريفات النفس الأخير في رئة داعشيها , يناطحون صخرة الحراك العراقي بقرون من مطاط , عمود التحالف الكوردستاني معلقاً يعتمد تصريف الفائض من ازماته الداخلية بأفتعال هزات اعلامية من خارجه لترقيع الأختراق الذي احدثته كتلة التغيير ( كوران ) في جدار سلطة الحزبين الرئيسيين , عمود التحالف الوطني بعوائله الثلاث استهلكت سمعته حمى الفساد ورعشة اقتسام ورقة المذهب ليلعبوها مع وعلى بعضهم وقيعة واشاعات تسقيطية , استحوذوا على الدنيا وتركوا سراب الآخرة يبلل جوع الطائفة , انهم لا يرغبون التماسك وغير مسموح لهم التفكك فحبل المرجعية في اعناقهم .
حكومة شراكة !!!, لعملية سياسية من خارج حدود الوطنية العراقية , موثوقة الذيول لأوتاد التدخل الخارجي , مضمونها اكاذيب ولصوصية وفرهود شامل تجمعهم لعبة تضليل واستغفال الرأي العام وتغييب دوره في اعادة صياغة حاضره ومستقبل اجياله في بيئة وطنية مشتركة , عبر دولة مدنية متماسكة وحكومة تحترم القانون والحقوق والعدل والحريات , حريصة على الثروات الوطنية وخبز المواطن .
نعود الى آخر الأمنيات, خاصة بالنسبة للذين تجاوزت اعمارهم عتبة الستينيات , ان يروا المتواضع من الأنجازات الوطنية , تبرر لهم الأمل في تحقيق احلام ضحوا من اجلها جل شبابهم , كانوا يحلمون بوطن يجدون فيه دفيء يعالج فيهم برد الهجرة ووجاع الأغتراب القسري , فيه دولة تحترم الحقوق والحريات والكرامة الأنسانية وحكومة تقدم لهم الخدمات التي يستحقوق وتجنبهم قسوة التجاهل والأحتقار , كانوا يحلمون ايضاً , ان يروا ابن تكريت يعمل في البصرة وابن ميسان في الرمادي وابن بغداد في السليمانية وابن اربيل في الناصرية, اشقاء نسبهم العراق , لا يفصل بينهم ما يتنازعون عليه من اشكالات جغرافية وتاريخية مشحونة بأحتمالات الأقتتال المؤجل .
يحلمون ان يقتنع المواطن العراقي الكوردي, على ان الوطنية العراقية, هي الطريق الأنجع والأسلم لتحقيق اهدافه القومية, ويقتنع شقيقه الأخر, على ان شفافية العلاقات العراقية العراقية , لا يمكن لها ان تكون راسخة بين مكونات المجتمع العراقي ان لم تكن طوعية تتشكل عبر الثقة والصدق والأخاء والأحترام المتبادل لخصوصيات الآخر , وان تكون مشتركات القوى التي تتصدر العملية السياسية , مميزة بالنزاهة والكفاءة وصدق الأنتماء للشعب والوطن, كما يتمنون , ان احداث التاريخ , صادقها وكاذبها , تبقى معلقة على رفوف الماضي من داخل بيوت العبادة بعيدة عن دنيا المجتمع المدني وحياة الناس , وان يتنافس رجال الدين بكل طوائفهم ومذاهبهم واجتهاداتهم بنخوة وحمية من اجل قيادة عمل الناس بما هو خير الناس , يتمنون وايديهم ماسكة بقلوبهم , ان تعود الروح وكامل العافية الى جسد الوطنية العراقية هوية وبيتاً آمناً لكل العراقيين .
حتى لا نتهم بالمثالية واللاواقعية , نتخوف من ذكر بعض الأمنيات , التي لا تخلو من المشروعية , في ان نرى ابن الجنوب محافظاً في الرمادي , وابن تكريت محافظاً في البصرة, وابن الموصل محافظاً لذي قار , وابن بغداد محافظاً للسليمانية وابن اربيل محافظاً لبغداد , وقوات من البيشمركه حرساً للمواني الجنوبية , وافواج مختلطة من اجنوب ووسط وغرب البلاد , حرساً للحدود العراقية التركية , وقوات يشترك فيها الجميع لحراسة حدود الوطن الشرقية والغربية .
لا اعتراض , ان اتهمني البعض في التخريف او مصاباً بخلطة الكوابيس , لكنه الحلم يمتلك دائماً الحق في ان يعبر عن ذاته .
امنيات كثيرة كنا نأمل ان تتحقق على انقاض النظام البعثي البغيض , لكن حصادها كان المشروع الطائفي العرقي الأكثر بغضاً , استورث الأسوأ مما تركه الزمن البعثي , ثقافة وغايات ووسائل وممارسات ومؤسسات فساد محترفة, فكان الأحباط وخيبات الأمل والهامشية حصاداً للأمنيات المشروعة .
لماذا حصل كل هذا … ومن المسؤول … ؟؟؟
تلك الكتل , او التحافات الثلاثة التي تتشكل منها العملية السياسية وحكومة الشراكة اللاوطنية , مسؤولة عن كل المصائب العراقية للأعوام العشرة الأخيرة , ومن داخل خيمتها تخرج كل اشكال الفساد واسباب الأرهاب وثقافة التجزءة والتقسيم ,انهم عراقيو سلطة وتسلط ولصوصية لا نقطة وطن على جباههم , يؤدون ادوارهم لرسالة كانت ادوار البعث وجهها الآخر , الصراعات الشيعية السنية الكوردية , لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل , متفقون فيما بينهم على حقن الوعي العراقي بمفردات المشروع الطائفي العرقي , سمعتهم التاريخية ملوثة بجريمة قتل المشروع الوطني العراقي . متحدون واخواتها يحلمون ان يقلبوا جبل التاريخ على قمته ليستعيدوا حكم الملايين ( الأكثريات) بأسم اقليتهم السنية, التحالف الوطني بقضه وقضيضه يتسابق فيه السادة في مراتون جنوني حول من سيضع عمامته اولاً على راس العراق ليصبح امارة ( نفطستان ) لأبناء واحفاد العائلة , هكذا يمارسوا خرافة الوهم حتى تفسد بيضات طموحاتهم من تحت جعبة التحالف, التحالف الكوردستاني, هو الآخر يحلم بعيداً عن الواقع التاريخي والعراقي منه بشكل خاص , وسيستمر يحرث مياه المفترضات دون طائل .
انها امنيات , اخرها قد لا يختلف عن اولها , لكننا نبقى معلقين في تسائلات الحلم العراقي :
ـــ هل ستنتفض اصوات الملايين من داخل صناديق الأقتراع للعملية الأنتخابية في 30 / 04 / 2014 , لتمسح عن وجه القضية العراقية لصوص العملية السياسية وتغتسل من اوحال حكومة شراكة الفرهود الشامل ( الوطنية !!! ) , وتضع تلك المرحلة السوداء على ذات الرفوف التي استقرت عليها مرحلة دولة البعث.. ؟؟ .