يعيش أكثر من 4000 طالب عراقي بعمر الزهور ممن يحملون أحلاماً وطموحات علمية هائلة في أوكرانيا بحالة من الهلع والخوف والأضطهاد نتيجة لموجة الأضطرابات التي تمر بها جمهورية أوكرانيا , هؤلاء الطلبة حملوا أمالهم وأحلامهم وذهبوا بها الى أوكرانيا لكي يعودوا بالعلم الحديث لبلدنا الحبيب ويقدموا خدماتهم له بكل حب وأعتزاز , أولئك الذين فر بعضهم من الغبن والظلم الذي يمثله النظام التعليمي في العراق وبعضهم أجبرته سوء الأوضاع الأمنية على الهجرة وبعضهم حاول أن يحقق أماله التي تتلائم مع ما تمليه عليه رغبته واندفاعه نحو دراسة علم يعشقه , ولكن أحلامهم هذه بدأت تتشوش قليلاً مع ما يحدث اليوم في أوكرانيا فقد بدأت المضايقات والتعرضات التي يتعرض لها طلبتنا على ايدي المجاميع الأوكرانية المتطرفة وأصبح هاجس الحرب يلاحق طلبتنا هناك , فقد اصبح من الضروري على حكومتنا الألتفات الى هؤلاء الشباب الذين يمثلون مستقبل العراق القريب , وأن تتخذ قراراً مهماً وحاسماً ينقذهم من حالتهم التي يعيشون فيها , بدلاً من القرار الخجول الذي اصدرته وزارة التعليم العالي العراقية والذي لا يختلف كثيراً عن قرار النقل الذي اصدرته قبل بداية العام الدراسي بل وقد أضافت اليه أجبار الطلبة على التقديم الى الجامعات الأهلية حصراً وبمعدل لا يقل عن 80 % ,هذا القرار حتماً هو قرار متسرع وغير مبني على وقائع وحقائق على أرض الواقع فمن مجموع هؤلاء الطلبة في اوكرانيا ما يساوي نسبته ال 70 % هم من اصحاب المعدلات الأقل من 80 % في السادس الاعدادي , لذا فأن هذا القرار الصادر لا يرتقي الى درجة الخطورة التي يعيشها طلابنا تماماً فهو يلائم وقتاً كانت فيه اوكرانيا تنعم بالأمان ,
فمن السهل جداً تشكيل لجنة وزارية مختصة عليا من أجل تحديد قرار يتلائم مع خطورة المرحلة والوضع مع مراعاة الأمور العلمية في قرار النقل , وأقترح على أن يتم نقل جميع الطلبة الى الكليات المناظرة لكلياتهم في العراق مع استمرار دفع الرسوم التي كانوا يدفعونها في اوكرانيا مع أجراء مقاصة علمية للمواد التي كانوا يدرسونها واجبارهم على تعويض النقص في المواد حتى وأن تطلب الأمر أضافة سنوات دراسية اضافية لتعويض النقص العلمي المفروض في المناهج العراقية والتي تختلف حتماً عن المناهج الأوكرانية وأعتبار مقياس الأمتحانات التي يجريها الطلبة مع زملائهم في العراق مقياساً لتطوير قابلياتهم العلمية , أو فتح القنوات الدبلوماسية مع احدى البلدان المجاورة لأوكرانيا والأمنة تماماً من أجل نقل طلبتنا الى كليات تلك الدول واكمال مسيرتهم الدراسية بامن وسلام وهذا الأمر يتطلب ايضاً قرار حازم وفوري
لذا فأننا نناشد السيد رئيس الوزراء المحترم بأتخاذ قرار سريع وعاجل ومدروس من اجل انقاذ هؤلاء الشباب الذين هم حتماً عتاد المستقبل وقادته , وأنقاذهم من الخطر المحدق بهم , و ايلائهم رعايته الأبوية الكريمة فهؤلاء شبابنا وحياتهم حتماً غالية علينا جميعاً , والله ولي التوفيق