اكد رئيس الوزراء نوري المالكي “أن العراق برمته يمر بازمة مالية، متوقعا انهيارا للاقتصاد العراقي وعجزاً في الموازنة “!؟
ماهي الاسباب التي دعت رئيس الوزراء لتصريح عبر وسائل الاعلام يخص اقتصاد البلد في هذا الوقت بالذات ومع نهاية ولايته الثانية ؛ فكان الاجدر ان يتكلم عن انجازاته الواهية ، واكثرها ترقيعية تتمثل بزيادة الرواتب لأعانة الافراد في مواجهتهم موجات التضخم ، وتوزيع سندات الاراضي لأنصاره بشكل متتالي ، وتعيين الاف الشباب ضمن صفوف القوات الامنية وزجهم في محرقة الانبار ، والتعيين يكون عن طريق تزكية من حزب الدعوة !!
فأنت كنت ولا زلت مسؤولاً شرعياً وقانونياً على كل مقدرات البلد مع ميزانيات سنوية انفجارية تفوق ميزانيات الكثير من الدول ، وحسب معطيات الموازنة العامة فأنها ترتفع مع ارتفاع انتاج النفط فضلاً عن ارتفاع اسعاره ، فأين انُفقت اموال الموازنة فلم نرى اي انجاز واقعي على سطح الارض .!
واين انت بعد ثمان سنوات من حكم العراق لتأتي وتصرح الان بأن الاقتصاد العراقي بطريقه للهاوية والانهيار !؟
فالكل يعلم ان الجهاز الانتاجي العراقي متخلف وعاطل ، وصرفت عليه اموالاً طائلة معظمها ذهبت للجيوب الفاسدة ، فضلاً عن المبادرات الزراعية والتي لم يرى اي من المحاصيل الزراعية الترويج والتسويق بشكل يحمي الانتاج المحلي الزراعي من الاستيراد المفتوح ؟!
ان القطاع الزراعي والصناعي ، يمثلان ركيزتين اساسيتين في اي اقتصاد ، فهاذين القطاعين يحميان بنية الاقتصاد من الاختلالات الهيكلية الناجمة عن استغلال المنتج الواحد الريعي ( النفط ) ؟!
فيا سيادة الرئيس حتى الانسان البسيط الذي لا يعرف سوى تحصيل لقمة عيشه يعلم بأنهيار الاقتصاد العراقي الحتمي ، لأن جميع واردات النفط تذهب لمشاريع “جيبوية ” والى هبات تصل الى مليارات الدولارات ، ومنها مليار دولار الى الانبار وتعيين عشرة الاف في القوات الامنية لما يسمى “ثوار العشائر ” !
فهذا كله وغيره يسمى انفاق حكومي دون وجود مخرجات لما انفقته ، فتتفاقم بعد ذلك ظاهرة البطالة المقنعة ..
ان الحكومة الان تتباها بميزانيتها الانفجارية المتتالية ، وتناست انها واحدة من البلدان النامية التي تعاني من عجز ميزان المدفوعات ، وعدم وجود انتاج مصدر يساعد عجز الموازنة التي اغلبها تمول من النفط ! فهل ياترى ادركتم خطورة انهيار اسعار النفط ، وهل ادركتم ان “اقتصاد المعرفة ” سوف يستحدث بدائل الطاقة الملوثة بطاقة صديقة للبيئة ، وهذا يعني الاستغناء عن النفط لانه مضر للبيئة .
فليس هناك داعي للتحليل الاقتصادي “والتفلسف ” الذي اوصوا به محلليل اقتصاديين حول حتمية انهيار اقتصاد البلد قبل عدة سنوات !
دولة الرئيس ، سئمنا من سردك في وسائل الاعلام وتصريحاتك المتكررة والمتناقضة ، نريد معالجات للمشاكل ، فهي معروفة وواضحة وضوح الشمس وهذا مالم تتكمن من معالجته طيلة فترة ريادتك اللامسؤولة والغير واضحة ؛ لا نريد فقط لباقة كلام تسرد به ليصدقك السذج !.