18 ديسمبر، 2024 8:54 م

قبل ان اقدم الموضوع الذي اود نشره وهو بعنوان(حديث عن ثورة الموتى) اود ان اقدم
تهنئتي لكل النساء على هذه الارض الطيبة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي مرت ذكراه اول امس الاربعاء 8/آذار/2023.
نتمنى ان تحقق المرأة تقدما وازهارا على مختلف الاصعدة وان تحيا بمجتمع انساني مزهر بعيدا عن الحروب والدمار والقتل.
اعلم ان الاماني لا تتحقق بالكلمات انما هو سعي وجهاد وعمل متواصل ولا يخلو عالمنا الكبير من شخصيات ومؤسسات ومجتمعات أخذت على عاتقها العمل من اجل تحقيق هذه الاهداف السامية التي تكفل بناء مجتمع انساني حر مزدهر يسوده العدل وتنيره شمس العلم بعيدا عن الحروب وويلاتها ومآسيها وما تفرزه نتائجها من هدم للحياة الانسانية .
……………..
حديث عن ثورة الموتى
اتابع القراءة اذ ان الموضوع الذي اقرأ عنه هو مسرحية لكاتب عالمي كبيرو موضوع المسرحية يعتبر صوت الانسانية المعذبة وتحديا للجبروت والطاغوت وحكم الاقوياء في كل زمان ومكان ,هو رفض اكيد لكل حرب تقوم ورفض لكل الحروب التي قامت على مدى التاريخ اجل رفض لكل الحروب ولا ننسى ان بعضا منها حروب مقدسة يضحي بها الابطال بكل غال ونفيس وهم منارات مجد تنير طريق الحرية لذا فأن رفض الحرب يدين المتسبب بتلك الحروب اصحاب الشأن وذوي المصالح ,تجار الحروب ومشعلي الاوار.
انها ثورة الموتى ,ليس موتى العمر والزمن ,لا ليس ذلك الموت فالموت له طريقان طريق الموت الطبيعي حين ينتهي العمر ويأذن الله تعالى بالأجل بإرادته وهذا موت طبيعي ولا راد لأمر الله تعالى اما الطريق الثاني فهو الذي يحدث بأمر يلقيه المخلوق الذي هو في الغالب محصن بالسلطة والقانون فلكل قانون سواء كان دوليا او وطنيا او طبقيا او عرفيا او اجتماعيا حتى ضمن نطاق الاسر او العصابات فيكون الامر ملزما للتنفيذ مجرد ان يتلقى المرؤوسين الامر ينفذ القتل بالقتيل بإحدى الوسائل سواء كانت رصاص او سم او مشانق او حرائق او انفجارات و ربما بواسطة قنينة دواء فاسد او وجبة غذاء منتهي الصلاحية او حبوب مخدرة او اصابع تطبق على الحنجرة او وخز ابرة فيها سائل الموت حين تمتد يد القاتل الى القتيل وايضا موتى الحروب .
تتحدث المسرحية عن موتى اصابتهم رصاصات الحرب فوضعوا بشكل جماعي في قبور رفضوا ان يناموا بها وظلوا واقفين لانهم يرفضون الحرب وهذا الرفض هو رسالة الى الانسانية واعلان اكيد على انهم مغتالون طالتهم يد الغدر وسلبتهم حياتهم التي كان يجب ان يتمتعوا بها ويحققوا امانيهم المختلفة على النطاق الشخصي او الاسري وان يستنشقوا نسيم الحياة رفقة احبابهم واسرهم واصدقائهم لكنهم قدموا ضحايا من اجل ان يحقق كل ذي ظفر وناب اهدافه اللامشروعة على حساب دمائهم وسعادة قلوبهم وقلوب احبتهم.
على الانترنيت ويكبيديا سطور عن المسرحية هو الاتي:
“مسرحية ثورة الموتى أو ادفنوا الموتى
تدور أحداثها حول مجموعة من الجنود الذين دفع بهم ليلقوا حتفهم فى حرب من الحروب العالمية التى كانت غير مبررة وضد الإنسانية، فثار الموتى ضد ظلم بعض الحكام وضد من اعتدى على آدميتهم وجردهم من إنسانيتهم”.

“تعد المسرحية من أعنف الاتهامات المكتوبة التى وجهت ضد الحروب على مر العصور والتى راح ضحيتها الكثير من الجنود المحاربين الذين لا يرغبون فى الحروب غير الإنسانية”.
انتهى
مما يؤسف له ان الاغلب يطالب بوقف الحروب والعمل وفق مبادئ السلام …نعم الاغلب يطالب بالسلام .
على صفحات الصحف واقوال المتحدثين الرسميين باسم الدول والمجتمعات وايضا ضمن المجتمعات المختلفة بل تكاد كلمة السلام بلفظها وحروفها تتردد ملايين المرات على مدى اللحظات والثواني والدقائق والساعات والايام والاسابيع والشهور والسنين ولكن الذي يحدث عمليا هو غير ذلك !!!
ستقولون كيف …؟
لاشك انكم تعلمون …
لكني احب ان اوضح …
تعالوا معنا نطالع البرامج المختلفة للدول فنجد ان اول اولوياتها هو الترسانة العسكرية .
نعم الدفاع عن حرية الدول أمر واجب ومقدس ولكن لا ينبغي ان يتضمن هذا الدفاع السماح بالاعتداء على الدول الاخرى والتدخل في شؤونها الداخلية تحت مختلف المسميات والذرائع.
وعلى الصعيد المجتمعي فكلمات وافعال المتبجحين والمتعصبين والمتطرفين لمختلف الاتجاهات تشعل حرائق الفتن والحروب وتعمق مهاوي النزاعات لتشمل اوسع المساحات واكبر الاعداد…..
الم تضطرم الحروب المختلفة بسبب كلمة…؟أو فعل لشخص ما …؟
يحفظ لنا التاريخ العجب العجاب .
واما على الصعيد الثقافي والفني فحدث ولا حرج حين يضاف حرف الراء الى
كلمة(حب ) فتكون (حرب)
وحين يرفع حرفي اللام والسين من
كلمة(السلام)فتكون(آلام)…………………!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تكاد تخلو مسلسله او قصة فلم ويشمل ذلك برامج الاطفال من احداث عنف وقتل وعصابات وافتعال مشاهد يرفضها العقل والمنطق وان حدثت وتحدث بفعل جبروت البغضاء والكراهية والضغينة والحقد.
من يدفع الثمن …؟
الانسانية …البؤساء…الضعفاء …
نريد عالما سالما معافى …نريد عالما تكون الكلمة الفصل فيه للخير والازدهار والبناء لحياة انسانية افضل تسودها انظمة وقوانين تضمن الحرية والعدل في ارضنا الطيبة.

الموضوع لم ينته بعد…لنا لقاء آخر بأذن الله تعالى