جرح قديم نكأه خبر حديث ؛ جدد وجعي .. وانا اتصفح احد المواقع الاليكترونية وجاء فيه : ان سفير العراق في الدولة الفلانية والذي ينتمي الى الحزب الفلتناني قد استقبل ….الى اخر الخبر ..
وهكذا اصبح تمثيل العراق في الخارح رديفاً للتبعية للاحزاب والتيارات والقوميات والمذاهب .. بل ومتقدم عليها بعد ان استحوذ هؤلاء النكرات وباسم المحاصصة البغيضة التي ارسى دعائمها بريمر سيء الصيت وباركها من نصبّهم على الشعب العراقي ؛ على كل وظائف الدولة من الوزارات الى وكلائها الى المديريات العامة والدرجات الخاصة الى السفارات والقنصليات التي يفترض ان تكون عيناً وواجهة حضارية لبلد مزقته ثلاث حروب كونية ؛ وحصار مدمر ؛ ومن ثم احتلال بغيض ؛ الى ارهاب اعمى يبطش بالابرياء .. والابرياء فقط ويستثني المتخمين والسارقين والفاسدين والمسؤولين وتجار السياسة الجدد في المنطقة الخضراء ..نعم لم تترك احزاب الاحتلال ومن لفّ لفها لابناء البلد المخلصين وكفاءاته الزاخرة بحب الوطن والعلم والنزاهة والاخلاص الا الفتات والشوارع والمواقع الخلفية ..ولم يتركوا للخبراء الحقيقيين او اساتذة الجامعات او الشرفاء ممن لم ينتموا الى احزابهم الا الهجرة الى الخارج ؛ او الانكفاء غيضا داخل الوطن الجريح.. وتراهم في اعلامهم كلهم : وطنيون ويحبون العراق حريصون عليه ..وهم يقتسمون خيراته وثرواته وامواله سراً وعلانية ..وهاهو الشهر الثالث من العام الجديد يكاد يهل علينا دون ان يصوتوا على ميزانية البلد ؛ ولكنهم صوتوا بلمح البصر وبسرعة البرق على رواتبهم التقاعدية الفلكية ضاربين عرض الحائط بفتاوى المرجعيات و مطالبات الشعب المغلوب على امره ..وبدل ان يتفقوا على مصالح هذا الشعب ودرء خطر االارهاب عنه ؛ فقد راحو يفتعلون معارك وهمية وجانبية مثل : الموازنة او تصدير نفط الشمال والعلاقة بين المركز والاقليم المدلل ..او اضافة محافظات جديدة ؛ وغيرها الكثير حتى اوقعوا الفؤوس برؤوس العراقيين وسمحوا للارهاب الاعمى بان يضع موطئ قدم راسخ له في غير منطقة من العراق ..بعد ان طال كل ارض العراق دون استثناء.
وهذه هي انجازاتهم .. وهذه فقط وليس شيئا غيرها .. وبعد هذا فليس غريبا ان نسمع او نرى بعد حين ان سفير جمهورية العراق في دولة المريخ الذي ينتمي طبعا الى حزب ( الديك ذي العرف الاحمر ) كان قد بحث مع مسؤولي هذا البلد تطوير العلاقات التجارية والنضالية مع حزبه .. كما تم التطرق بعدها للعلاقات الثنائية بين البلدين !!.
ليس عليكم عتب بعد ان تبرأت منكم الناس والتاريخ والمرجعيات .. وبما ثبت عليكم من ثراء واكتناز اموال وعقارات دون وجه حق ؛ وفساد وفشل وهدر وتناحر وشخصنة للمشاكل والملفات دون ان تقدموا للشعب شيئا ..ولكن العتب ؛ كل العتب على الشعب الذي يمتلك كل مفاتيح التغيير ولكنه مصرّ على عدم استخدامها.. فهل سيفاجأكم شعب العراق العريق العظيم بثورة بنفسجية في نيسان القادم تطيح بكم الى خلف اسوار المنطق والتاريخ ؟.
[email protected]