من الشجاعة والاقتدار اعادة الحسابات في مجال المواقف السياسية والاجتماعية والفكرية ضمن منظور عدم ثبات الاشياء وفلسفة التغيير حيث ان عملية التحول والانصهار غير مقتصرة على الظواهر الفيزيائية والكيميائية اذ من الممكن ان تنطبق عمليات التغيير المستمرة وفق الفلسفة الماركسية والطبيعية وهذا يراد به الاصلاح والتغيير في ذات البنية الفكرية للإنسان عندما تتجلى فيه القدرة على الرفض والقبول.
وعلى ضوء هذان النقيضان اي نقيض الرفض والقبول نشير الى ان المجتمع العراقي ضعيف القدرة على التحول من حالة الى حالة اي لا يستطيع ان يتسامى مع الحقائق بل تشده عوامل اخر منها الاصرار على الابقاء على منظوره الفكري والاجتماعي على اساس استمراره الوراثي والبيئي والتكويني فهو ليس بحاجة ان يبحث ويمحص المباديء والقدرات الذاتية وبالتالي رفضه مبدأ الرفض وبقاءه عند القبول بكل شره تحت مبررات وهمية فالامساك بالبيئة ان كانت ايجابية او سلبية متحضرة ام متخلفة فهو يقبلها وهذه المسلمة اخذت منه اشياء واشياء وجعلته يصر دون هواده على منظومة قيمه واخلاقه بكل تجلياتها وفي هذه الحالة تراه مستعصياً بكل صلف على ما يحمله من تاريخ فج بكل المعطيات.
من هنا تثار الغرابة عندنا كعراقيين عمليات اكتشاف الذات لاحقاً وهي ليست عيباً بل شجاعة عندما تتحول مباديء وافكار الانسان الى جانب الاختيار العلمي والصحي وفق المباديء الانسانية ذات الجوهر الاجتماعي غير منظور الا ان هناك نماذج مزودة بطاقات عظيمة مكتشفة ولو بعد حين ان الطريق الذي سلكته كانت تشوبه حالات الفقر الفكري والعودة الى الذات الحميده التي هي الاصل في جوهر الوجود الا وهي حالة دالة الخير.
ولقد انجب العراق العديد من الفقهاء والرجال في جوانب الحياة الاجتماعية والسياسة رجال امعنوا في الحياة واختاروا طرق اكثر نوراً وضياءاً وحقيقة.
ورجال الدين بكل مقدساتهم الاسمى عن الخوض بغمار السياسة الحالية للدولة حيث سياسة الارتماء في الحضن الاجنبي الذي جلب للسياسة الكذب والتضليل والعمالة وغيرها.
لذلك فان مقولة فصل الدين عن الدولة هي المقولة الانضج وكلما ابتعد الدين عن السياسة كلما زادت نقاوته وزادت منعته كون السياسة تحتاج الى تضليل الرأي اي مشروع تحت مبررات واهية اما الدين فهو مفهوم مقدس لا يقبل التأويل والتضليل والكذب.
من هنا جاءت (الخطوة المتأخرة) للسيد مقتدى الصدر حيث بعد جولات وصولات وطروحات من قبل كافة السياسيين وبضمنهم سياسي التيار , انا اعتقد جازماً بأن لحظة اكتشاف الذات وقدسيتها كشفت عن الحالة المزرية لواقعنا السياسي الذي لبدته اكاذيب سياسي الصدفة الذين اعتاشوا على صوت المرجعيات الدينية وجعلوا منها جسوراً للعبور وحيث اعتلوا سلم السلطة انكشفت نياتهم وسوء ادائهم وفسادهم بعد ان تلبس الشيطان في مكنونهم ولذلك فان هذا العبور كان بحاجه لاعادة الوعي واعادة الخطاب الديني الصحيح الخطاب الرباني المنزه عن اي مثلبه خطاب المقدس النقي الى جموع البشر ولكن ان يوظف هذا الخطاب كما حالنا فانه يلقي بضلاله على العديد من الاشياء من هنا فان خطاب السيد الصدر كان صاعقة لجمت اشباه السياسيين وطوقت اعناقهم حيث فقدوا المبرر الداعم لاستمرار وجودهم وهذه لحظة انتصار للشعب العراقي حيث ان البعض كان يمني النفس بلحظة الانعتاق هذه ولحظة فضح فشل سياسة هؤلاء الاتباع.
حيث ادخلوا في نفق مظلم لقد امتلك السيد الصدر الشجاعة المطلقة عندما فك رمز السياسة والسياسيين وكشف درجة التخلف والفساد لعموم الدولة دون استثناء وبموجب هذا (الدستورالصدري) و (خطاب العهد) افترض عمومية هذا الخطاب ان يصدر من كافة المرجعيات الداعمة في السر والعلن لمختلف الاحزاب والقوى الحاكمة وتجميد كل الانشطة المتعلقة بالسياسة كي يستطيع الشعب ان ينقض عليهم ويبدل هذه الاسقاطات السياسية ويزيح هذا الغبار والفساد الذي دمر العراق وجعله من البلدان الاكثر تخلف وليبارك الله قرار السيد مقتدى الصدر ويكون صاحب الريادة والحافز الحقيقي لبقية المرجعيات ان توقف اي خطاب يدعم الساسة الذين اوصلوا العراق لهذا القدر المر.