17 نوفمبر، 2024 1:41 م
Search
Close this search box.

الشرق الأوسط ما بين الماضي والحاضر

الشرق الأوسط ما بين الماضي والحاضر

صراع أطماع للاستحواذ والهيمنة،
وتوظيف خبيث للصراع السني الشيعي!
ان الصراع في منطقة الشرق الأوسط، في الماضي والحاضر،

هو ذات الصراع الإنساني الذي وجد على الأرض منذ بدء الخليقة، وهو قديم قدم الإنسانية،

لكن عنوانه الجلي الواضح هو صراع أطماع ، للاستحواذ على الأرض والثروات واستعباد الشعوب،

ومن لم يكن على قدر التحدي الناجم عن هذا الصراع، كان في الماضي ولا يزال في الحاضر، ضحية وقربان يقدم للنحر على مذبح هذا الصراع!

ان الصراع بجوهره حالة من الخلاف بين أفراد أو جماعات، كما انه محكوم بطبيعته، اعتماداً على المبادئ والأُسس التي يؤمن بها أطراف الصراع،

لذلك يعتمد نوع وطبيعة الصراع على العوامل التي نشأ بسببها هذا الصراع، والأهداف والدوافع والغايات، لدى الأطراف المتصارعة.

ان الصراع في الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية تحديدا، كان ولا يزال صراع متسلسل ومتشعب، لان هذه المنطقة محكوم عليها، بان تكون وتبقى ساحة للنزال والتنافس، وملتقى الأطماع ، وهدف لمحاولات الاستحواذ، من كل الأطراف التي تريد السيطرة على العالم كله،

لأسباب كثيرة متسلسلة ومتشعبة أيضا، ومن أهمها الموقع الجيوسياسي للمنطقة، والغايات الجيواستراتيجية الناتجة عنها، للاطراف المتصارعة للاستحواذ على المنطقة.

لذلك تعددت أشكال الصراع في منطقتنا ما بين الماضي والحاضر، ما بين الاختلافات والنزاعات والأزمات، وتطورت في كثير من الأحيان لتكون صراعات وصدامات دامية.

وفي كثير من مفاصل وأزمان هذه الصراعات تم استدعاء الخلافات البينية بين مكونات شعوب هذه المنطقة وتوظيفها، خدمة لأطراف هذه الصراعات،

حتى أصبحت أداة و ورقة الخلافات القومية والاثنية والدينية والطائفية الأداة الأكثر فاعلية بيد الأطراف المتصارعة!

وكان ولا يزال الصراع السني الشيعي من أهم أدوات الصراع، ومن أبرز الوسائل التي تم من خلالها تغذية وخدمة صراع الاستحواذ والسيطرة لصالح الأطراف المتصارعة،

ووسيلة لتحويل المنطقة ككل الى كرة تتقاذفها كل الأطراف المتصارعة وفق ما يخدم مصالحها!

على حساب شعوب المنطقة و وجودها ودماءها ومصالحها وهويتها وتاريخها،

لذلك فان الأدوات التي استخدمتها وتستخدمها الأطراف المتصارعة في الماضي والحاضر في صراعها للاستحواذ على المنطقة،

كانت كثيرة ومتعددة، ولكن أخطرها كان توظيف الانتماء القومي والاثني والديني أو الطائفي لخدمة تحقيق الأطماع، او حتى استخدامها كذريعة لشن حروب الاستحواذ،

ولكن لا بد هنا من الإشارة الى مفصل مهم جدا، وحقيقة جلية لا يمكن ان نمر دون التأكيد عليها،

هي ان الاختلاف بين السنة والشيعة كان مجرد اختلاف في الرأي تطور الى خلاف واختلاف عقائدي وفكري وفقهي،

وكان كنتيجة للخلاف والصراع السياسي على السلطة، والذي حدث بعد وفاة النبي عليه السلام،

وتطور بعد حقبة من الزمن تتراوح ما بين قرنين الى ثلاثة، بظهور الطوائف والفرق التي تفرعت من الإسلام،

ولم يكن هذا الاختلاف بين من أطُلق عليهم لاحقا بالسنة والشيعة، خلافا او صراعاً دمويا مطلقاً، بل كان مجرد اختلافا عقائديا، وفقهيا.

وكل ما جرى من صراعات دموية في حقبة ما بعد النبي، كان بحقيقته المجردة، صراع للاستحواذ على السلطة، جرى ابتداءاً بين الصحابة أنفسهم،

وتبعه صراع دموي آخر للاستحواذ على السلطة بين فرقة من قريش “بني امية” وبين مجموع الصحابة،

وتبعه صراع دموي آخر للاستحواذ على السلطة بين فرقة من قريش “بني امية” وفرقة أخرى من قريش “بنو العباس”.

ولم يتطور الاختلاف والخلاف بين من أطلقوا عليهم لاحقا بالطوائف الاسلامية “السنة والشيعة”، ليكون صداماً دمويا،

إلا بعد أن تم توظيفه لخدمة أطماع الاستحواذ وفرض السيطرة والهيمنة،

وعندما نُقلب صفحات التاريخ نرى ونقرأ بعين اليقين هذه الحقيقة الجلية، ونجد أيضا بان أول استخدام للصراع بين الطائفتين كان على أيام الدولة العباسية، وعلى يد البويهيين، وهم سُلالة من الديالمة الخزر القادمين من منطقة بحر قزوين،

الذين هيمنوا على الدولة العباسية وفرضوا الصراع الدموي بين الطائفتين بحد السيف!

وقد وظفوه ليقطفوا ثماره بالهيمنة المطلقة على أركان الدولة العباسية، فصاروا من خلال هذا الصراع، هم السلاطين على الدولة والحكام على الحقيقة.

ولم يكن هناك قبل عهدهم أي صراع دموي بين الطائفتين،

على الرغم من كل الأكاذيب التي تم الترويج لها في العشرات من كتب الشعوبيين، المدسوسة على تاريخ الأمة،

والمليئة بالخزعبلات والصراعات الموهومة المزيفة، والتي وصفوها وزعموا بأنها صراعات دموية بين الطائفتين،

وخصوصا عندما وظفوا أقلامهم المريضة الخبيثة الحاقدة، وزعموا بان الثورات التي خرج بها رجال من آل محمد، على حكم بني أمية أو على حكم بنو العباس زعموا لها اللباس الطائفي، ونسبوها للتشيع زورا وكذبا!

وتلك والله من أراجيز الشعوبيين وأكاذيب من زيفوا التاريخ،

وللأسف فالكثير من أهل الجهل والجهالة في زماننا، من كُتاب ومؤرخين وأدعياء علم ، قد آخذو هذه الأراجيز والأكاذيب على أنها حقائق مسلم بها، دون تمحيص وبحث في حقيقتها وغايات من كتبها!

ومن جهالة عقولهم سطروها في كتبهم، وزيفوا بها عقول الكثير من أبناء الامة!

حتى امسى الحقد الطائفي الأعمى سمة وصنم يقبع في عقول وأفئدة فئات كثيرة من أبناء الامة،

بل ان الحقيقة الجلية لكل باحث عن الحق، ولكل صاحب قلب سليم، هي ان الثورات التي خرج بها رجال من آل محمد، على حكم بني أمية أو بنو العباس كانت تحت عنوان “صراع سياسي” سواءاً على السلطة او ضد ظلم الحاكمين لعامة الناس.

وتذكروا ثورة أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي التي خرج بها ضد ظلم بني امية،

ولم يكن خروجه وثورته الا لطلب الاصلاح في الامة،

بل انه تبرأ من الشعوبيين وانكر ما زعموه من لباس التشيع المزيف،

فرفض الشعوبيين الخروج معه لأنه لا يقبل دعواهم الباطلة، ولذلك أطُلق عليهم بالرافضة!

وقد قال عند خروجه « فوالذي بإذنه دَعَوْتُكم، وبأمره نصحتُ لكم، ما ألتمس أَثَرَةً على مؤمن، ولا ظلماً لِمُعَاهِد، ولوددت أني قد حميتكم مَرَاتع الهَلَكَة، وهديتكم من الضلالة، ولو كنت أوْقِدُ ناراً فأقذفُ بنفسي فيها، لا يقربني ذلك من سخط اللّه، زهداً في هذه الحياة الدنيا، ورغبة مني في نجاتكم، وخلاصكم، فإن أجبتمونا إلى دعوتنا كنتم السعداء والمَوْفُوْرين حظاً ونصيباً.

ولكن الشعوبيين تفننوا في دس الكذب والزيف في كتبهم الموبوءة النتنة الخبيثة وتفننوا بالترويج لفكرة المظلومية وتسكعوا بها على مدى قرون خلت، لتحقيق غايات شعوبية ضد الأمة!

وجل هذه الكتب انما كتبت في الحقبة الصفوية، وحتى تلك التي زعموا بانها تسبق زمان الحقبة الصفوية، فقد خطوها ونسبوها لرجال سبقوا هذه الحقبة بقرون وزعموها لهم!

وهذه هي الالية التي كتبت بها اغلب كتب الشعوبيين، الموجودة في زماننا اليوم، والمنسوبة الى ازمنة متقدمة، ولكن في حقيقتها تم كتابتها في الحقبة الصفوية تحديدا.

وكانت غاية هؤلاء الشعوبيين اسقاط شرائح من شعوب الامة، في فخهم، ليكونوا الاداة التي يستعملوها لهدم بنيان الأمة والاستحواذ على المنطقة!

وكما جرى ويجري واقعا في عراقنا أمام أعيننا، ونحن اليوم شهود على تاريخ يتم تزييفه أمام أعيننا، وشعوب الأمة عاجزة عن تغيير شيء، بعد ان اركسوها في غياهب الوهن والضياع وفقدان البوصلة!

اما حكام شعوب المنطقة فهم منشغلين بالهرولة والسجود والركوع والقفز الى أحضان الأعداء، والولاء للقوى المتصارعة على المنطقة، عسى ان يبقوا على عروشهم بعد ان يخفت صوت البنادق!

ولقد روج الشعوبيين كثيرا وعلى مدى قرون خلت، وأشاعوا لفكرة المظلومية الى الحد الذي تطور هذا الفكر الهدام، وصار في عقول السذج والمغيبين اضطهاداً!

وزعموا بأنه اضطهادا تاريخياً ، ووظفوه كأداة، لينسبوه لمن خالفهم من الطرف الأخر، ليروجوا أراجيزهم الشعوبية الحاقدة،

وفي كل حقبة يقوموا باختيار طرف جديد في معادلة الصراع، ويصبوا حقدهم الدفين على الامة من خلال استهدافه وبث السموم في كتبهم،

فتحول الظالم والعدو لدى هؤلاء الشعوبيين على مر الأزمان،

من المغتصبين للخلافة ابتداءا ، الى الطغاة بني أمية ، الى المارقين الظلمة بني العباس، الى النواصب العثمانيين، وصولا الى كل من تقلد الحكم على شعوب الأمة في زماننا!

والغاية هي اسقاط الامة، وفرض الوصاية عليها في حرب الاستحواذ وصراع الهيمنة!

لكن الحقيقة الجلية تشير الى ان كل ما وثقه التاريخ من حوادث ونكبات ومؤامرات ومذابح جرت في عصر الصحابة وما تلاه من العصر الأموي والعباسي وصولا الى الحقبة العثمانية والصفوية والبريطانية،

كانت في حقيقتها صراعات سياسية ، غايتها التمدد والسيطرة والاستحواذ والهيمنة بين الأطراف المتصارعة.

ونستذكر هنا تتابع الصراع الدموي للاستحواذ على السلطة بفتنة تساوت مع فتنة البويهيين، وهي فتنة الشعوبيين القرامطة،

الذين كان منبتهم ومنبعهم على يد دجال يهودي من أصفهان إيران اسمه حمدان بن الأشعث ولقب بقرمط لانه قصير قزم،

هؤلاء الذين لبسوا لباس التشيع لآل البيت زورا وكذبا،

ولكن كان دينهم هو الإلحاد وهدم الأخلاق، وكانت غايتهم سياسية بحتة هي القضاء على الدولة، والاستحواذ على السلطة،

حتى تم استئصالهم على يد القاسم بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي العلوي الهاشمي والذي سُمي بفارس العرب،

والذي جمع قبائل العرب ابتداءا من المدينة المنورة واستأصل فتنة القرامطة،

ولكن الشعوبيين يخُفون هذه الحقيقة حتى لا تفُتضح حقيقة مزاعمهم وأكاذيبهم، ويسقط عنهم لباس التشيع لآل محمد، والذي خدعوا به المغيبين من الناس زورا وكذبا!

وهذه الحقيقة أيضا لا يذكرها مؤرخي العرب في زماننا، جهلا منهم بحقيقة الصراع والتحدي القائم في الماضي والحاضر،

فقيمة هذه المعلومة كبير الى الحد الذي يسقط به الكثير من أراجيز ومزاعم الشعوبيين وموشحات المظلومية باسم آل محمد!

ولذلك أطلق الشعوبيين على جعفر الزكي بن علي الهادي، بجعفر الكذاب ونعتوه بالكذاب في كتبهم المسمومة!

ويزعمون بان مهدي السرداب “السراب” هو من نعته بذلك،

مع العلم بان جعفر الزكي هو اخو الحسن العسكري وعم مهدي السرداب!

مع التذكير بشهادة اكبر مراجع ومنظري الطائفة ودهاقنة فكرهم المعاصرين لتلك الحقبة، بان صاحب السرداب هذا لا وجود له مطلقا بل انه لم يولد أصلا!

ولكن الشعوبيين الفرس وغيرهم من الشعوبيين، عمدوا في كل كتبهم على نعته بالكذاب لان أبناء جعفر الزكي بين علي الهادي وأحفاده، قاتلوا الشعوبيين وحاربوهم ابتداءا بجعفر الزكي،

ووصولا الى فارس العرب القاسم بن إدريس بن جعفر الزكي الذي قطع دابر القرامطة،

بعد جرائمهم المنكرة تجاه البيت الحرام وذبحهم لآلاف المسلمين داخل الحرم وخارجه، وسرقتهم للحجر الأسود وغير ذلك من الجرائم،

وقد أبلى القاسم بن إدريس بن جعفر بن علي الهادي العلوي الهاشمي بلاءً عظيما، وقاتل قتال الفرسان العظماء، دفاعا عن الحرمين الشريفين والأمة ، وقاد قبائل العرب المسلمين، وقاتل القرامطة ، و نصره الله عليهم، واستأصلهم وأنهى فتنتهم،

فأطلق عليه العرب بعدها: بفارس وسيد العرب وعُرف به.

لذلك فان الصراع كان ولا زال هو صراع سياسي، للتمدد والاستحواذ والاحتلال ، واستعملت فيه ووظفت القومية والدين و الصراع الطائفي لتحقيق غايته،

وتجدد الصراع السياسي للتمدد والاستحواذ والاحتلال،

بين العثمانيين و الصفويين و وظف الصفويين التشيع لخدمة غاياتهم في التوسع والاستحواذ،

ووظفوا الكثير من رجال الدين المندسين على الإسلام من أمثال المدعو علي الكركي،

هذا الدعي اليهودي الاصل القادم من جنوب لبنان من جبل عامل تحديدا، حاله كحال أجداد بعض المرجعيات الدينية الموجودة اليوم، الذين هاجر أجدادهم من جنوب لبنان الى أحضان الدولة الصفوية،

والكركي هذا هاجر الى ايران ايضا ايام الصفويين و أصبح خلال فترة وجيزة بمثابة الحاكم الفعلي في زمن شاه طهماسب الصفوي،

وهذا اللعين قد الف الكتب كما فعل الخميني الدجال ومحمد كاظم يزدي وبقية شواذ الشعوبيين،

وكانت غايته توظيف وتعميق الخلاف الطائفي بين الطائفتين،

لخدمة الأهداف السياسية والتوسعية للصفويين، لهدم الدين والدولة وتعميق الخلاف بين الطائفتين ودفعه الى الصدام الدموي!

وكتب هذا اللعين كتابه الشهير:

نفحات اللاهوت في شتم الجبت والطاغوت،

و يقصد هذا اللعين بالجبت: أبو بكر الصديق وبالطاغوت عمر بن الخطاب!

وهذا الكتاب يعد بمثابة اللبنة الأولى والأساس الذي قام عليها بنيان هذا التيار الشعوبي الظلامي النتن، العابر للحدود،

والذي وصل لزماننا على هيئة شخوص كالخميني الهندي والخامنئي الاذري الاشكنازي والسيستاني الايراني ابن القرعة والصدر الاشكنازي والشيرازي وغيرهم من قاذورات الشعوبيين.

وبالمقابل وظف العثمانيين كذلك الدين والطائفة لخدمة مشروعهم التدميري الاحتلالي، وروجوا للمذهب الصوفي، ورفعوا شأنه، وجعلوه هو المهيمن على الطوائف الاخرى!

ولم يكن استخدامهم للطائفة او مزاعمهم نصرة الدين الا لتثبيت اركان دولتهم، وكانت غايتهم هي الهيمنة والاحتلال والاستحواذ على أرضنا وثرواتنا واستعباد شعوبنا باسم الدين!

ولم يكونوا يختلفون عن الصفويين في حجم جرائمهم وإطماعهم ضد الأمة وانحطاط اخلاقهم، واستعبادهم لشعوب الامة، وتاريخهم اسود ومليء ايضا بالكثير من الكوارث والنكبات بحق الامة، وهي لا تخفى على أرباب البحث والتاريخ.

مرورا بما فعلته وزارة المستعمرات البريطانية، عندما وظفت الدين والطائفة لتثبيت هيمنتها واحتلالها لعراقنا والمنطقة ،

من خلال زرع وكلائها وكلابها الذين جاءت بهم من الهند وإيران وزرعتهم بين مجتمعنا.

وكما فعل من قبلهم العثمانيون والصفويين والبويهييون،

عندما دفعوا بوكلائهم وأدواتهم ليتصدروا المراكز السياسية والدينية ويعتلوا كل المنابر والمناصب، توظيفا للدين وتغذية للصراع الطائفي لضمان الاستحواذ والاحتلال والهيمنة!

وبعد هذه المعالم الجلية والتي توضح كيف عمدت كل هذه الأطراف المتصارعة، على مدى كل القرون التي خلت،

لتوظيف القومية والدين وتغذية الصراع الطائفي، خدمة لتحقيق أهدافها السياسية وتحقيق الهيمنة،

في صراع الأطماع للاستحواذ على الأرض والثروات واستعباد الشعوب،

ووصولا الى زماننا وكيف عمد الصفويين الجدد بثورتهم البائسة النتنة ، لتوظيف الصراع الطائفي لخدمة أجنداتهم،

وكيف عمدوا الى تغذية هذا الصراع الى حد الدفع بالصدام الدموي بين الطائفتين لتحقيق مخططهم التدميري الظلامي الأسود ضد الأمة والمنطقة وشعوبها،

وقد وظفوا كل ما ورثوه من أراجيز المظلومية التي سطرها الشعوبيين، واسلافهم الصفويين، لخدمة مخططهم للاستحواذ والاحتلال والهيمنة على أرضنا ومقدراتنا واستعباد شعبنا،

من هذا كله لا يمكن لنا وصف ما جرى ويجري حتى يومنا،

إلا كونه صراع أطماع للاستحواذ على الأرض والثروات واستعباد الشعوب،

هذا الصراع كان ولا يزال بمثابة المؤامرة على شعوب المنطقة ككل، ومؤامرة على مقدراتها ووجودها وأجيالها ومستقبلها،

ومؤامرة على نتاجها الفكري والثقافي والتاريخي،

بعدما صاغوا هذه المؤامرة بأساليب خبيثة وقذرة، والبسوها رداء الصراع الديني والطائفي خدمة لأجندات الأطراف المتصارعة،

وللأسف ما زالت شعوبنا تدفع الثمن،

ولكن علينا أن نعي جميعا بان هذا الثمن الذي دفعته وتدفعه شعوبنا وامتنا في الماضي والحاضر، ومن المرجح ان تستمر في دفعه حتى في المستقبل،

هو نتيجة حتمية لفقدان الوعي وغياب وتغييب الفكر لدى شعوب الامة، وانحدار من يزعمون بأنهم مفكريها، والانحطاط السياسي والقيادي لمن يقود دفة الحكم فيها.

ونتيجة حتمية كذلك للانحدار في مستنقع الجهل والجهالة، وفقدان البوصلة والهوية!

ونتيجة لانزلاق مجتمعاتنا في أفخاخ العدو، الى الحد الذي باتت مجتمعاتنا وأبنائنا يقتل بعضهم بعضا، خدمة لأجندات العدو وتحقيقا لمخططاته!

حتى وصلنا الى الحد الذي كان ولا يزال كل من هب ودب من أعداء الأمة، في الماضي والحاضر،

يتلاعبون بمصيرنا ووجودنا ودماءنا ومستقبل شعوبنا وأرضنا وثرواتنا وهويتنا.

خدمة لغاياتهم في السيطرة والهيمنة والاحتلال والاستحواذ!

وختاما نعيد التذكير بما ذكرناه آنفا، عسى أن يعيها من له أذن واعية:

من لم يكن على قدر التحدي، ولم يكن له مشروع قابل للحياة والبقاء والتحدي والازدهار، كان في الماضي ولا يزال وسيبقى ضحية وقربان يقدم للنحر، على مذبح الصراع بين القوى المتصارعة في المنطقة من أعداء الأمة.

 

أبو القاسم

يسٓ الكليدار الحسيني الهاشمي،

أحدث المقالات