رغم توافر مستلزمات الاستثمار في السياحة على مساحة الرقعة الجغرافية العراقية شاملة مختلف القطاعات من وجود الاف المواقع الاثارية والمسطحات المائية الى السياحة الدينية ..الخ الا ان الاستثمار فيها لايزال متخلفا ودون المستوى الذي يشكل موردا اقتصاديا مؤثرا في الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الريع النفطي ونسبته في تكوين الدخل الوطني اسوة ببلدان اخرى تمتلك اقل بكثير مما هو موجود لدى بلادنا .
ما لفت نظري للكتابة عن هذا الموضوع الهام هو الاعلان من الهيئة الوطنية للاستثمار عن التخطيط لاستثمار منطقة الرزازة سياحيا بالتعاون مع محافظة كربلاء , وكلا الجانبين مهتمين في انجاز مشروع بالمنطقة .
ان المشاريع قرب البحيرات والمسطحات المائية في أي مكان ناجحة في استقطاب الاهالي وتعطي مردود استثماري وتنعش المنطقة وجوارها , وهي اولا واخير مشروع فيه ترويح عن المواطنين الذين عز عليهم قضاء اوقات للراحة والاستجمام في مدنهم وبلدهم , وكم من السواح تحسر في سفراته خارج البلد عند رؤيته الى اماكن اقل مما هو موجود ة عندنا عامرة .
تذكرت بحيرة الحبانية وكيف كانت وما زالت مقصدا للناس وللسفرات المدرسية ولقضاء ايام العطل او في اقامة الافراح والمباهج .. وهي مرفق اقتصادي يدر الدخل ويوفر فرص عمل ضرورية لتشغيل العاطلين عن العمل ..
الان ليس الرزازة لوحدها تحتاج الى انشاء المشاريع فيها , وانما هناك بحيرة ” ساوه ” والاهوار وشط العرب وغيرها مما يمكن ان يكون مجالا للنشط الاقتصادي الخاص الذي ينتظر اشارة وتسهيلات للعمل والدعم الذي يعود بالفائدة السريعة.
كثير من الناس سيجدون في هذه الاماكن اذا ما تم التخطيط الحسن لها وتنفيذها ظروفا ملائمة للسياحة الداخلية وبالتالي انعاش اقتصاداتها والانفاق فيها وتعزيز الروابط مع اهلها بدلا من اضطرار البعض الى السفر خارج البلاد .
ان تنفيذ مشاريع استثمارية في هذه المناطق لا يتطلب رأسمالا كبيرا وهو في حدود امكانات القطاع الخاص وقدراته المالية والفنية وخبراته اذا ما تمت رعايته , الى جانب ان هذه المشاريع تساعد على نمو حواضر سكانية جديدة على تخومها وهذا مكسب بحد ذاته يخفف العبء عن المدن المكتظة .