ذكره السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني 1, ضمن جواب على سؤال وجهه إليه السيد عبد الرزاق الحسني2, حول ُمدعي المهدوية وهذا السؤال والجواب موجود ضمن كتاب (البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم ) للسيد عبد الرزاق الحسني من ص 105- ص 117 , منشوارت مكتبة اليقظة العربية بغداد 1983 .
قال السيد هبة الدين : لقد زارني في مكتبة الجوادين , شاب حلي اسمه …… المصور يوم الجمعة 19 ربيع الأول 1365 هجرية الموافق 22شباط 1948 وهمس في أذني انه المهدي الموعود. وقد أوحى الله إليه قبل ثلاثة أعوام بذالك وأمره أن يأتيني مستشيرا ومستعينا في ترويج دعوته لإصلاح العالم فقلت له :
إن كنت المهدي فلست محتاجا إلى مثلي ولا يوحي الله إلى أحد بعد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ثم ما هي العلائم فيك ؟
فقال اسمي …… وأنا ابيض الوجه وأقنى الأنف وأجيد الرسم وأصور الإنسان كما في آلة الفوتوغراف عينا. قلت له : هذا لا يكفيك إذ يوجد من فيه جميع هذه الصفات بلا حساب ثم قلت له هل أنت شريف حسني أو شريف حسيني ؟
فقال : لا هذا ولإذاك وإنما أنا من عامة الناس . قلت : له قد اجمع المسلمون على إن المهدي من ذرية محمد صلى الله عليه واله وسلم, فقال: لعل في أبائي شرفاء وأنا ضيعت نسبي . فقال له بعض الحاضرين إذا صدقت من نزول الوحي إليك فحقق نسبك من طريق الوحي . ثم طال الحجاج بيننا وبينه وأفحمناه وقد وقع على محاضر الجلسة وتفاصيل الحجاج
والحجج وفًشًل هذا المتمهدي جميع الحاضرين . وقد نشرت جريدة النداء في عددها 620,3 ,تفصيل ذالك ومن جملتها السند الذي كتبه بخطه وتوقيعه وهو :
إنني ……. أتعهد لعلماء الإسلام عامة وللسيد هبة الدين خاصة انه إذا فسر لي هذه الآيات الأربعة التالي ذكرها فأنني اترك دعوى المهدوية بتاتًاً وأعترف بان الوحي الذي ينزل علي وحي شيطاني أعوذ منه وأشهدت على نفسي جماعة المؤمنين الحاضرين في مكتبة الجوادين العامة الجمعة 19 ربيع الأول 22/2/1946 .
ومن جملتها السند الثاني الموقع بخاتمه وخطه وهو:
إنني ……. الذي يأتيني الوحي من الله وبعد أربع سنوات من حال التاريخ يتم النصر لي إنشاء الله باني المهدي الموعود المنتظر ويتم الله على يدي العدل في الأرض واتي بقران جديد وأما تفسير السيد هبة الدين في آية ” مثلهم كمثل الذي استوقد نارا……الخ” لم يقنعني لأني ملهم من الله بان الذي استوقد نارا هو موسى بن عمران تجاه بني إسرائيل المنافقين ولو لم تذكره التفاسير التي تتبع اللغة العربية وقواعدها لأنني لم ادخل المدرسة لا دينية ولا رسمية وإنما علمي به بالإلهام من الله لا سواه .
التوقيع …….
ثم شاع خبره وظهر أمره وانتشرت من هذا المتمهدي كتب علمية أشهرها “الإنسان بعد الموت” وصار يسير في البلاد بدعواته وأذاعت الإذاعة الرسمية شيئا من مقالاته فكتبت إلي مديرية الأوقاف العراقية بصورة رسمية ما يأتي : حضرة صاحب السماحة والمعالي السيد هبة الدين الحسيني المحترم.
تحية مباركة وبعد فنبعث إليكم مع كتابنا هذا كتابين طلبت منا مديرية الدعاية العامة بناءا على طلب مديرية الشرطة العامة أن نبين لها ما إذا كانا محتويين على ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية أم لا؟ وبما إننا رأينا أن نسال رأيكم فيهما تمهيدا لإجابة مديرية الدعاية العامة فان رجاءنا من سماحتكم هو إن توافونا بما ترونه في الكتابين المذكورين ولكم الشكر سلفا.
مدير الأوقاف العام
13/1/1949
فحررت الجواب على الفور بما خلاصته : ” إ ن المستندات التحريرية التي عندنا من هذا الرجل تورث العلم باختلال عقله وضعف دينه وسوء نيته فالرجاء عرضه على هيئة طبية
فيها أطباء اختصاصيون من المسلمين وغير المسلمين فان حكموا باختلال قواه العقلية فالرجاء العناية بمعالجته ثم استتابته أمام المحكمة الشرعية…..الخ” 4 الى هنا تم كلام السيد الشهرستاني .
(اقول) : بعد تتبعي لهذا الموضوع سوف انقل نص المحاورة التي جرت بين هذا المدعي والعلماء والتي نشرتها جريدة النداء بعددها 620 في عام 1947 حيث كان العنوان ( جلسه في افحام المتمهدي ….. في حضور سماحة الحجة السيد هبة الدين الحسيني . نواىر المتنبين ) وذلك لمشابهتها لدعاوي مشابه لها في عصرنا الحالي ونص هذه المحاوره كالاتي : نشرنا في اعداد (النداء ) الصادرة في شهر تشرين الثاني 1947 (اي قبل تعطيلها) بعض انباء ورىتنا من كركوك حول المتمهدي ….. وقد وردنا بعدها محضر جلسه في افحامه عقدت في حضور سماحة الحجة السيد هبة الدين الحسيني في مكتبة الجوادين في الكاظمية ننشرها ادناه مع نبذ من نوادر المتنبين في التاريخ الاسلامي جمعناها للقراء .من المضحك المبكي جلسة عامة حول متمهدي الحلة في هذه الاعوام ننشرها اليوم لقراء صحق العاصمة بمناسبة طلب جريدة النداء من عموم قرائها نشر معلوماتهم ومسموعاتهم حول هذا المتمهدي الموسوم …. المصور فاليكم ماياتي : لقد حضرنا وجماعة كثيرة في مكتبة الجوادين بصحن الكاظمية مجلس سماحة الحجة السيد هبة الدين الحسيني في صبيحة الجمعة بتاريخ 19 ربيع الاول سنة 1365هجرية الموافق 22 شباط سنة 1946 ميلادية واذا بسماحة السيد يحكي للحاظرين ان شابا زاره وهمس في اذنه انه قد اوحي اليه بانه المهدي الموعود وانه مامور ان يستعين بعلامة مقل سماحته , يقول السيد لما سمعت هذا الكلام منه تصورت قبل كل شي ان به خلا ولا ينبغي لي ان اخشن معه القول وليس حولي احد .
فسألته كيف كان الوحي اليك؟
فأخذ يصفه كالهامس في أذنه او المتكلم في مخه .
قال قلت له : هل انت في حسبك حسني او حسيني ؟ قال فأجاب لا هذا ولا ذاك نحن مع الاسف من العوام ولسنا من أشراف العترة النبوية قال فقلت له : أجمع المسلمون على أن المهدي الموعود من ولد فاطمة ومن ذرية رسول الله (ص) فكيف تدعي المهدوية ولست من ذرية محمد (ص) قال فقال لي يجوز أن ابائي ضيعوا انسابهم وكان أصلهم من ذرية النبي(ص) فان الحجاج قتل ال علي فتفرقوا واخفوا انسابهم من خوفهم ولعلنا من هؤلاء . قال السيد قلت له :هذا غلط مشهور عند العوام والحجاج لم يلوث سيفه بدم العلويين مذهبا … والمهدي يعلم اصله ونسبه ولو صح الوحي اليك لعلمت نسبك بالوحي كلما يهمك ويلزمك فسكت وخرج من عندي على ان يعود الي . فبينما نحن في هذا الحديث ونتفكه في امر هذا
المتمهدي واذا به قد دخل وهو شاب مهزول الجسم في بياض عينيه حمره وهما في جولان مستمر فلم يجلس وعرف نفسه لسماحة السيد فسائلوه عن العلائم والدلائل التي تشهد بانه المهدي الموعود فاجاب بهدوء واطمئنان انه قرأ كتاب بشارة الاسلام المطبوع ببغداد وطبق على نفسه العلائم المذكورة هناك من تسميته بمحمد بن الحسن وانه يخرج وله اربعون سنة وأنه ابيض الوجه وأقنى اللأنف وازج الحاجبين. فقال الحاج عبد الحميد الخياط : ان هذه الاوصاف لاتنحصر فيك في بغداد خمسون رجلا بهذا الاسم وهذه الحلية.. وقال السري الوجيه عبد النبي الدهوي ان المسموع عن المهدي الموعود هو ان كنوز الارض تظهر لديه ولو اظهرت كنزا واحدا كتلك امنا بك. فأجاب المتمهدي بان المؤمنين بامري اذا كثروا واسسنا دولة سهل علينا جلب الاخصائيين من العلماء في الفنون والخبراء بشأن المعادن ليخرجوا لنا كنوز الارض ومعادنها فقال بعض الحاضرين له :لو كان المهدي يستخرج كنوز الارض بوسيلة خبراء المعادن من الافرنج اذا فأوربا احق بالامر قبلك وفرنسا اولى منك بهذا الشئ واقدم منك . فأفحم ثم قال له سماحة السيد .. انك ادعيت الوحي ولا تعلم ان الوحي قسمان رحماني وشيطاني فان الشياطين ليوحون الى اوليائهم زخرف القول غرورا فلربما الوحي الذي تزعمه وحيا شيطانا فينبغي لك الاستعاذه بالله والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله (ص) فأجاب المتمهدي ان الوحي الذي ينزل علي يفسر لي جميع متشابهات القران واياته ويحل لي جميع اسرار الدين ومشكلاته في حين ان العلماء جميعهم يعجزون عن حل هذه المشكلات وتفسير هذه الايات فكيف يجوز ان يعد مثل هذا الوحي شيطانا فقال له سماحة السيد بين لنا شيئا من هذا الوحي واظهر لنا شيئا من هذه الاسرار والمشكلات قال المتمهدي اذكر لكم الان اربعة ايات قرانية يعجز عن تفسيرها علماؤكم وحتى انت ياسماحة العلامة ولكني افسرها احسن تفسير قال له السيد نعم اذا فسرت اية مشكلة وحسبن ان تفسيرك هذا هو احسن التفاسير ثم نحن نفسرها لك بتفسير خيرا من تفسيرك وانت لاتذعن ولاتؤمن بالذي نقول ففي مثل هذه الحالة ينبغي لك انتخاب محكمين يشهدون لي او لك بالصحة ويصدقوني او يصدقونك .فقال المتمهدي نعم انا ارضي بشهادة هؤلاء الجلساء وهم وجهاء وادباء فقال السيد نعم نعم الاختيار منك ونحن نرضى لحكم هؤلاء الجلساء غير ان هذه المشارطة يجب ان تكون تحريرية بتوقيع منك وتوقيع من هؤلاء الحاضرين هنا كتب المتمهدي بخط يده كتابتين الاحقتين ننشرهما بالنص حرفيا وثم التوقيع على هذا المحضر منه ومن الحاضرين : وهاهي المضبطة الاولى : اني …….. اتعهد لعلماء الاسلام عامة وللسيد هبة الدين خاصة انه اذا فسر لي هذه الايات الاربعة التالي ذكرهما فاني اترك دعوى المهدوية بتلتا واعترف بان الوحي الذي ينزل علي وحي شيطاني اعوذ منه واشهدت على نفسي جماعة المؤمنين في مكتبة الجوادين العامة. الجمعة 19 ربيع الاول 22-2-1946.
ملحوظة: والايات الاربعة هي ماياتي : الاولى في سورة البقرة وهي : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا . الثانية : مثلهم كمثل الذي ينعق بما لايسمع . الثالثة : كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران . الرابعة : واذ اخذ الله من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم الخ .
تواقيع الشهود : بسمالله وبه ثقتي , نعم قد شهدنا على ذلك والله خير الشاهدين : ضياء الدين الخالصي . احمد الحسيني المامقاني . محمد حسين الحيدري , عبد الرسول النعمة , الشيخ محمد شريف . عبد النبي الدهوي . عبد الرضا صادق .نعم وقع بما مسطور محمد عبد المجيد الخياط النعمة.
واما المضبطة الثانية فها هي بخط يده ايضا :
اني ……. معتقد بالالهام الذي ياتيني من الله . وبعد اربع سنوات من حال التاريخ يتم النصر لي ان شاء الله باني المهدي الموعود المنتظر ويتم الله على يدي العدل في الارض واتي بقران جديد . واما تفسير السيد هبة الدين الحسيني في اية (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا الخ ) لم يقنعني لانني ملهم من الله بان الذي استوقد نارا هو موسى بن عمران تجاه بني اسرائيل المنافقين ولو لم تذكره التفاسير التي تتبع اللغة العربية وقواعدها لانني لم ادخل مدرسة لادينية ولا رسمية وانما علمي بالالهام من الله لاسواه . ……. 22-2-1946 19 ربيع الاول 65
تواقيع الشهود : سيد محمد حسين الحيدري . احمد الحسيني المامقاني . عبد النبي الدهوي . عبد الرسول النعمه . عبد الرضا صادق .