18 ديسمبر، 2024 10:10 م

بين ضحايا الزلزال وضحايا المجاعة

بين ضحايا الزلزال وضحايا المجاعة

الموت لا بد منه وهو افضل واعظ بالرغم من صلافة عين الانسان بين الاستهزاء بالموت والتفنن في طرق الموت التي يموت الاف من البشر بين استهتار الحكومات وقضاء الله عز وجل ، والعجيب درجة الغباء الثقافي عند الحكومات وبعض الشعوب في تعاملهم مع موت البشر .

نحن نعيش ماساة الزلزال المدمر الاعنف حتى الان في تركيا وسوريا واسال الله النجاة للعالقين والشفاء للجرحى والرحمة للموتى جميعهم ومن اي قومية او ديانة كانوا ، اسال الله ان يدفع البلاء حتى عن شعوب دول دائمة العضوية في الامم المتحدة لانهم بشر .

ولكن تعالوا لنقارن ردود افعال البشر ( اعلام وحكام ومنظمات ) في تعاملهم مع موت البشر ، الزلزال امر الهي والضحايا رحلوا بامر من الله عز وجل ولا علاقة للحكام بما فيهم طواغيت الارض في موت الضحايا ، والى الان قرابة (35) الف ضحية من تركيا وسوريا والعدد في تزايد، وهذا رقم كبير ، وجاءت ردود افعال العالم برغم من تفاوتها من حيث حجم المساعدات المهم تفاعلوا مع هذا الحدث الكارثي لانقاذ البشر ،هذا الحدث بامر من الله عز وجل ، انه محنة ومن يفسر الزلزال بغير ذلك فهو واهم وتفكيره سلبي .

ولكن هل تعلمون كم عدد الضحايا بسبب المجاعة ؟ المجاعة سببها البشر الحكام الطواغيت ، حسب احصائية منظمة “أوكسفام” (Oxfam) الدولية أن حوالي 11 شخصا يموتون كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية. 11 شخصا كل دقيقة يعني الوفت الذي تستغرقه فرق الانقاذ لانتشال جثة ضحية واحدة اذا كانت عشر دقائق يموت اكثر من مئة شخص جوعا .

المجاعة التي عجز طواغيت الارض من ايصال الطعام لهم وهم الذين يتبجحون بصناعة صواريخ عابر القارات ، وهم الذين يفتخرون بمد انابيب نقل الطاقة حول الكرة الارضية ، وهم الذين وخصوصا امريكا التي تتعقب اوكار الارهابيين بالاقمار الصناعة وتشخص اماكنهم لا تستطيع ان تشخص بشر يموت جوعا ، امريكا التي ترمي اطنان من المواد الغذائية في البحار لتحافظ على سعر سوق الحبوب في امريكا هذا البلد الذي لا يحتاج للكشف عن نواياه فهي معروفة وقد صرح بكل قباحة ووقاحة ان النظام السوري يمنع وصول المساعدات الى المناطق المحررة ، محررة من من ؟ من سيطرة الحكومة السورية الشرعية ؟ وكيف تحررت ؟ اليس بالاسلحة والمتفجرات التي تصلهم عن طريقكم ايها الامريكان ؟ فلماذا لا توصلون مساعداتكم بنفس الاساليب التي اوصلتم لهم السلاح ؟

هذا العالم الذي تعاطف مع ضحايا الزلزال وهو امر حسن لماذا لا يتعاطف مع الجياع وهم اكثر وباستمرار مع الايام ؟

وبالنسبة لما يتم تناقله من اخبار عن عدد الضحايا والجرحى من الزلزال اقول ان العالقين تحت الانقاض ماساتهم اعظم من المقتول او الجريح لانه تحت الارض ولا يعرف هل يصله الاوكسجين لكي يتنفس هذا فضلا عن الطعام وهو يكابد الموت الذي يفر منه ، عدد سكان المناطق المنكوبة قدرت باكثر من 13 مليون نسمة وعدد الضحايا والجرحى والناجين من الزلزال لم يتجاوزوا المليون وحتى لو فرضنا عدم دقة الارقام فعلى اقل تقدير الا يوجد اكثر من مليون تحت الانقاض وقد مر عليهم اكثر من اسبوع تقريبا ؟

اسال الله عز وجل النجاة لهم فكما ان الزلزال بامره يبقى الايمان بامره في نجاة العالقين .

اما من قتل بسبب الحروب والاوبئة فانها تشخص القتلة علنا بدون مراوغة وليس كما هو الحال في المجاعة الت هي من صنع البشر .