للعمل التلفزيوني سياقات و ضوابط محددة و واضحة .. الرسالة موجّهة إلى جميع القنوات الفضائية والمنابر الإعلامية العراقية .. لإصرارهم و تعمّدهم على إستضافة شخصيات و نماذج بائسة و إعطائهم المساحة على شاشاتهم ،، أولاً عندما تتهافتون على إستضافة و تقديم قادة الميليشيات على أنّهم قادة عسكريون و إفساح المجال لهم بالحديث عن الخطط العسكرية و المعارك و بطولاتهم الشخصية (الباطلة) والغنائم والخسائر وهو لا يملك أدنى معلومات المفهوم العسكري كونه لم يدخل الكلية العسكرية وليس أحد تلامذتها وخرّيجيها ولا مدرسة الأركان !! هذا تشويه مُتعمّد للجيش العراقي و إعطاء صورة للمُتلقّي على أن العصابات هُم حُماة البلد ! رحم الله مؤسس الجيش العراقي و أول وزير دفاع له الباشا جعفر العسكري وهو يعتبر الأب الروحي للجيش العراقي ، والرحمة لعبد الجبار شنشل و عدنان خير الله و كل قادة و صفوف الجيش العراقي الباسل .
ثانياً إستضافة المشبوهات والعاملات بالملاهي وبنات الليل !!! أتمنى أن أجد تفسيراً واحداً أو أن تُفسروا لي ما هي الرسالة الإعلامية المراد إيصالها للجمهور من إستضافة هؤلاء ؟؟
هل تعرفون التلفزيون و مدى تأثيره على الناس ؟ وهو بِلا شك موجود في كل بيت ، عندما تعرضون على الشاشة بائعات الهوى على أنهم من شخصيات المجتمع !! أنتم تروجون لهذه الأعمال الإنحرافية على إنه عمل طبيعي و مقبول !! وتضعون الأم و الأب في مأزق عندما يسألونهم أبنائهم عن هذه السلوكيات ويبدأون بالتفكير بما أن هؤلاء نجوم الشاشات ويحصلون على المال والهدايا والسيارات الفارهة من العمل بالملاهي لما لا نسلك نفس السلوك ؟؟ لِما هذا التشويه المقصود للمرأة العراقية و إختزالها بهذه النماذج التعيسة والمرفوضة سلفاً من المجتمع !!!
المرأة العراقية جاهدت بما تجود النفس خلال حرب الثمان سنوات مع جار السوء إيران وتحمّلت سنوات الحصار الجائر الظالم وكيف صنعت من اللاشيء أشياء وما زالت صابرة تحتسب من الإحتلال المشؤوم وما خلّفه من طائفية ودمار إلى يومنا الراهن ،، هذه المرأة هي الأُم والزوجة وأخواتنا وبناتنا وهي الطبيبة والأستاذة والمعلمة والمهندسة والصحفية والأديبة والفنانة والموظفة والكادحة على بيتها وأولادها .. لا يمكن إختصارها بالمشبوهات وتقديمهم من على شاشاتكم على أنهم النموذج والمثال للمرأة العراقية !!! وهي من ربّت أجيال وقدّمت كوكبة من علماء بكافة الإختصاصات .
أنا لن أطلب منكم غلق الملاهي والنوادي الليلية وصالات القمار في بغداد وهي أُحدْ مصادر أبواب الرزق للحكومة و الأحزاب !! لكن ما أطلبه من القنوات التلفزيونية عدم إعطاء المساحة للعاهرات الترويج عن أنفسهم من خلال شاشاتكم وهي تتفاخر بعلاقاتها مع فلان و علّان ومدى نفوذها وقدرتها على نقل هذا المنتسب وغيره بإتصال هاتفي صغير منها .. أنعم و أكرم تگدرين و تستطيعين أكثر من ذلك !!!
أنا لم أشاهد قناة تلفزيونية تستضيف بائعة هوى سوى بالعراق .. عدا البرامج الوثائقية التي تريد عمل تقرير عن النوادي الليلية والعاملات بها ويتم تغطية وجوههم بهالة ضبابية ويتم الرمز للأسم بحروف معينة حتى لا تقع القناة التلفزيونية بالمحظور ويقال عنها إنها روّجت لهذه الأعمال ،، لا ننكر ان الحانات والنوادي الليلية والملاهي موجودة في كل مكان بالعالم لكن لا يُروّج لها ولا للعاملين فيها من خلال التلفزيون !!
نعلم جيداً بعد حَلّ وزارة الإعلام بالعراق بعد إحتلاله إنتهت الرقابة وأصبحت دكاكين ومحلات صغيرة للإعلام ! المسؤول ورئيس الحزب وزعيم الميليشيا واللصوص وحيتان الفساد كل من لديه دكان ومحل !!
لكن السؤال المهم والذي يدور يومياً في ذهني .. الإنسان السوي هو رقيب على نفسه و تصرفاته ؟؟ أليس كذلك ؟؟