لم ازل على قيد الحياة…
لكن…هناك خطر ,وخطر كبير, لم ازل على قيد الحياة يعني انني لم ازل بمساحة محددة في هذه الحياة ولم يزل تنفسي يعلو ويهبط بانتظام او دون ذلك فهناك قلب ينبض واوردة وشرايين تعمل ربما ليست بالدقة المتناهية كما لوكنت صحيحا متعافيا ولكنها تؤدي عملها على كل حال وربما كان للتدخل الطبي اثر في جعل تنفسي بعمليتي الشهيق والزفير مستمرين بما يمد هذا الجسم بكمية من الهواء تجعله قادرا على اداء مهامه الحيوية اللازمة للبقاء في حيز الحياة ومساحتها.
لم ازل على قيد الحياة …
بعد تلك الصدمة العنيفة وما اعقبها من اصابات وما سيفرز ذلك من خطر وربما خطر شديد وما سيمر علينا من ساعات الرهبة والخوف والانتظار لمرور وقت تجاوز الخطر .
لم ازل على قيد الحياة…
لكن الفحوصات الطبية الواجب اجراؤها لمعرفة مدى الضرر وشدته لم تزل في قيد الغيب حتى تعرف النتائج .
شعرت بقلبي ينشطر نصفين لسبب لا أعرفه وعاودني الهمس بعبارات تقال بينها اشارة الى امكانية معرفة الجاني من خلال مراجعة الفديويات التي ربما تكون قد سجلتها كاميرات المراقبة للمحال التجارية التي تواجه مكان الحادث
العين البشرية لم ترصد وربما رصدت لكن الافكار وما يمكن ان تواجه من صعوبات او يمكن ان يلحقها من اذى او ضرر كانت حاجزا ومانعا دون ان تدلي بالشهادة ذلك امر وارد فأن من يتقدم للشهادة لاشك سيواجه الاخر الذي يهمه ان يظل الفاعل مجهول الهوية لأنه ربما كان ممن لا يتورعون عن الحاق الاذى ومد يد البطش الى من يواجهونهم بشهادة الحق التي تحملهم عقوبات ما اقترفت ايديهم من الجرائم …
انني اعذرهم …هكذا قالت لي نفسي فالأغلب الاغلب يتبعون عبارة معروفة ويعتبرونها حكمة واجبة التحقيق وهي (ابعد عن الشر او غنيله) او (باب اليجلك منه ريح ,سدة واستريح)…
انني اعذرهم
وهنا طرحت نفسي على َّ السؤال الاتي:
لو كنت انت مكانهم ماذا كنت ستفعل….؟
اجبت سريعا ودون ان يطرف لي جفن
اذن انا اعذرهم لرفضهم الادلاء بالشهادة التي ربما ستعرضهم الى الضرر وهذا ضد مصلحتهم ليس هذا فحسب بل انني لم احمل حقدا على سائق المركبة الذي دهسني وفر هاربا ورحت اخلق له الاعذار ولم يدر في خلدي ان اتهمه او اقيم عليه اية دعوى وان كان هروبه سبب علامة تساؤل كبير يمكن ان تضم احاديث واحاديث وقصص وهي دالة تؤكد ضعفا في منظومته الاخلاقية .
عدت افكر من جديد في ان الامر لازال معلقا سيثبت الحقائق من خلال كاميرات المراقبة التي يتم العمل بها بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (434)لسنة 2019 الذي تضمن سبع مواد اردت ان اراجعها في ذهني فأغمضت عيني مستسلما لأمر الله تعالى وقدره الذي قدره لي وانا استمع الى الاحاديث حولي وصوت الطبيب يأمر بأعداد صالة العمليات والاسراع بإدخالي اليها لإجراءعملية عاجلة .
تدور بي عجلات السرير المتحرك الذي وضعت فيه وبمهارة فائقة حملت الى فراش آخر هو الفراش الذي اعد في صالة العمليات . كنت اشعر بنبضات قلبي وتدفق دمي في الشرايين والاوردة فتوجهت بوجهي لخالقي وبارئي واودعته سري وسريرتي وتوكلت عليه في هذا الامر الجلل الذي لا أكاد احتمل المه وهتفت لنفسي (ربما كانت هي النهاية ,ربما هو الموعد الذي حدد لي في لوح القدرربما لن اعود ثانية ولن ارى احبتي ) وراحت صورهم ترتسم في ذهني صورة بعد أخرى الاحباء الاحباء واستمرت كشريط طويل يتراجع عبر السنين كأنني عدت طفلا امسك بيد امي.