19 ديسمبر، 2024 1:01 ص

المجرشة العراقية بإختصار …!!

المجرشة العراقية بإختصار …!!

حسبك وانت مواطن عراقي بت في حيرة تامة من أمرك لاتلبث تناقش مجمل ما يجري في العراق من تراجع وانهيار وتأكل واضمحلال وغلاء وركود وانكماش اقتصادي وفقر وبطالة وجوع وتناحر ونزاع ، أن تناقش – المجرشة العراقية – ككل وبعيدا عن التعميم لأنه تعتيم ، وبعيدا عن التخصيص ايضا لأنه – تخبيص –  ، ولأن المشكلة عامة وليست خاصة …مطلقة وليست مقيدة …ولو سألتني وما هي مشكلة العراق الحقيقية والكارثية برأيك ؟ لأجبتك وهذه عامة للجميع وليست خاصة ولا أقصد بها أحدا بعينه اطلاقا .المشكلة تكمن بـ سباعية ” أولا العصبية القومية والطائفية والعشائرية ، وثانيهما بازدواجية الجنسية لتسنم المناصب السيادية وغير السيادية من دون التخلي عن الجنسية الثانية حين تسنم المنصب مشفوعة بحرمان أو إقصاء أو تهميش ” أحادي الجنسية ” كليا او جزئيا ..ربما لمواصلة تسلم المخصصات المالية من البلد الثاني وبما يشبه ( واقع حال مليونير او ملياردير عراقي يتسلم راتب الرعاية الاجتماعية وهو يمتلك مصانع ومزارع وسيارات وعقارات …وواحدهم يرفع شعار ” شعراية من جلد خنزير ” أو وعلى حد وصف أمثال هؤلاء ” أريد أرجع حقي من النفط !!” )…كذلك تطبيق واشاعة وترويج مفهوم ” مال الدولة سائب ولا ولي عليه ” وهذه لوحدها قد أسفرت عن – خمط – المال العام من دون تحفظ ومن دون الشعور بالمسؤولية ولا بتأنيب الضمير ولا خوف من الله تعالى ..والمشكلة تكمن ايضا بـ ” بهت الخصم وجواز الكذب عليه ” يقابلها ” جواز الكذب لإعلاء الشأن الخاص ” والاخيرتان قد حولتا السياسة في العراق الى منظومة من الكذب المتواصل والكذب المضاد ، يطبق فيها الشعار الشهير ” اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ” كذب احد طرفيه موجه للخصوم السياسيين أو الاثنيين أو القبليين لتسقيطهم وتشويه صورهم ..والثاني كذب لتلميع صورة السياسيين من المتحالفين والاصدقاء لرفع شأنهم ” لتتوج المنظومة في نهاية المطاف وبما يصدق فيه قول البغادة ” بالوجه مرايه ..وبالكفه سلاية ” وبمعنى ادق ” الظهور امام الجمهور بوجه ..وامام الساسة خلال الاجتماعات المغلقة بوجه آخر تماما ، وبما يمكن تسميته وبخلاف العرف والشرع والدين والقانون بـ التقية السياسية ، فالغاية وإن كانت – خسيسة – ستشفع لصحابها – مادامها من وجهة نظره – نفيسة-  ، وقد سبق أن صاغها ميكافيلي في كتابه الشهير ” الامير ” بـ الغاية تبرر الوسيلة ” ، والنتيجة هي ” شخص يأتي من الخارج بعد أن عاش فيه ردحا طويلا من الزمن – بذريعة المعارضة السياسية – بعيدا كل البعد عن معاناة الشعب العراقي خلال الحصار وما قبله وما بعده من الكوارث المتلاحقة ..بجنسيتين او ثلاث جناسي ..وينخرط في إحدى التيارات والأحزاب السياسية الأقرب إلى – شعاراته – ولا اقول الى – قناعاته – لأن ما يرفع من شعارات لاعلاقة له بالقناعات والادبيات والايدولوجيات المضمرة والتي يؤمن بها كثير من ساسة العراق واقعا ..فالمرفوع المعسول الظاهر مخصص للجمهور فقط لاغير ..اما المخفي المغزول المستتر فهذا للأشباه والنظائر فقط لاغير ..وبعد الانخراط والترشح تبدأ عملية – بهتان الخصوم – مقابل – تلميع الاصدقاء – لتبدأ بعدها عملية – خمط – المال العام لكونه سائبا ولا ولي عليه …ليتم التعتيم على كل ذلك بـ” وجهين اولهما يتحدث عن حرمة الفساد المالي والاداري والسياسي ” وضرورة مكافحته في برامج التوك شو وخلال المؤتمرات والندوات والمهرجانات و الخطابات .وثانيهما وجه – يبارك و يمدح ويثني بل ويمارس كل ما يتم هجاؤه اذاعيا وورقيا وتلفزيونيا …ولاسيما حين تكون الفائدة من كل ما تقدم تماما كالجناسي والجوازات – مزدوجة- بمعنى فائدة للشخص ولذويه وحزبه وجماعته من جهة …اضافة الى فائدة لدولة الجنسية الثانية ..شرقية كانت أم غربية ..لضمان العودة اليها في القريب العاجل ..او في البعيد الآجل وهي راضية تمام الرضا عن ابنها المدلل الذي راعى مصالحها وعلى مدار سنين طيلة وجوده في المنصب ، علما بأن ابناء واحفاد وبنات أي مزدوج جنسية …ما زالوا وسيظلون مستقرين في بلدانهم الثانية ويتحدثون لغتها ويحملون جوازها ويدرسون في مدارسها وجامعاتها حتى اثناء تولي كبيرهم المنصب في العراق …وهذه هي خلاصة الطامة العراقية …والتي سبق لملا عبود الكرخي ان وصفها بـ المجرشة ” .
ولايسعني أن أختم من دون أن ألخص “حجم الجرش” داخل تلكم المجرشة وألفت عناية الجميع الى ضحالة السلطة الرابعة والإعلام فيها الا مارحم ربك والذي تصر كثير من وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة وعلى مدار الساعة ، على وصف الأمطار التي تَسقي زَرعَهُ، وتُحيي أرضه، وتخصب وتثبت وتطهر تربته ، وترفع مناسيب نهريه وبعد طول عطش ، وخطر جفاف،والعراق يعيش منذ سنوات وضعا مأساويا يواجه فيه زحفا صحراويا مرعبا ومخيفا  قضى على معظم اراضيه الصالحة للزراعة ، أقول يصف أمطار الخير بـ”سوء الأحوال الجوية” ، فما أجهل هكذا إعلام ، طائفي أحيانا ، وشوفيني أخرى ، و مُسيس ثالثة  ، و”عرب جول” رابعا ، وذيل لدول اقليمية خامسا ، وذنب لدول كبرى سادسا ، ولايفرق يقينا بين ما ينفعه ، وما يضره ،لينعت الأمطار التي تفرح بها البشرية بـ السوء ، ويفوته ، ربما لأنه جاهل أو لأنه إمعة ، بأن العراق مصنف واحدا من الدول التي سيصيبها الجفاف التام من بين (16) دولة مهددة بالعطش والعيش (تحت خط الفقر المائي) بحلول العام 2040 ، وفقا للامم المتحدة .اودعناكم اغاتي