لاشك بان التاريخ الذي يكتب بأ قلام كتابه المنصفين ؛ سيكتبون كل شاردة وواردة ؛ ويميزون الافعال قبل الاقوال ، والرجال قبل غيرهم ، والابطال الذين يصنعون امجاد اوطانهم امام العالم قبل المتخاذلين منهم ، فالمنصفين كثر في هذا العالم رغم قلة متصديهم ، فالانتصارات دائما ما تكون بأسم اصحاب الخطوط الامامية وقادة الملاحم واصحاب الانجاز ، رغم طمسها وتحريفها من قبل محرفي الانجاز والتاريخ المزيف ، فالحقيقة لا يحجبها الغربال وستكون يوما ما في متناول الجميع .
رسمت شركة نفط ذ ي قار منذ تاسيسها القريب جداً الى اليوم خارطة انتصارات عدة حققتها وبكامل الدرجات، متميزة عن بقية الشركات الاستخراجية في العراق والمنطقة ، تمثلت في زيادة انتاجها في حقل الغراف النفطي اكبر حقولها الى 250 الف برميل في اليوم ، وكذلك وصول مشاريع استثمار الغاز المصاحب في مرحلته الاولى الى نقاط الانتاج والكبس ،واستمرار اعمال تدشين حقل اريدو لصالح المشغل لوك اويل الروسية غرب المحافظة ، و توظيف اكثر من 8 الالاف موظف في هيكلها وهيكل المشغل شركة بتروناس العملاقة والشركات العاملة في الحقل ، كما كانت جهودها في مواجهة جائحة كورونا واضحة للجميع .
هذه المرة كان التحدي مع الصحراء صعباً جدا ، بل فوق المعقول ، لعنادها الكبير من جهة واخرى لصعوبة المكمن النفطي بداخلها، تلك هي الحكا ية الطويلة لابطال ومحاربي نفط ذ ي قارمع حقل ( صبة) ، حيث عاش ابطال نفط ذ ي قار اياما ًعصيبةً طيلة السنتين الماضيتين في ادخال حقل صبة وهو من الحقول النفطية التابعة لشركة نفط ذي قار ، دخل في الانتاج في العام 2018 لفترة وجيزة وتوقف العمل به لأسباب فنية قاهرة ، واصلت كوادر شركة نفط ذي قار العمل الدؤوب لإعادة العمل بالحقل مجدداً وتجاوز العقبات السابقة والقاسية بكل ما تعنيه القسوة ، من حر وبرد وعناد الصحراءالمعروف ، اخذت ماخذت من الابطال .
اشتعلت نار حقل صبة من جديد لتضيء الصحراء نوراً ، وتمنحها دفئاًكبيرأ ، فظلمة شهر يناير وقسوة صقيعه ؛ جعل صحراء صبة تشكوى تلك القسوة لابطال نفط ذ ي قار الذين شمروا عن سواعدهم واناروا وادفؤا تلك االرمال الباردة والبعيدة عن الانفاس الدافئة لابنائها .
تم اخيرا بعد عناء وتحد لسنتين نصب منظومة إلكترونية متكاملة في الحقل النفطي و تم تحويل تشغيل الحقل من اليدوي الى الاوتوماتيكي ، ليتوقع ان يتراوح معدل الإنتاج بين 10 الى 25 الف برميل كمرحلة أولى سيعزز انتاج حقل صبة النفطي من انتاج حقول شركة نفط ذي قار مما ينعكس إيجاباً على الواقع الاقتصادي في محافظة ذ ي قار .
هذه بصمة من بصمات العراقيين عندما يقرروا الانتصار . بوركت تلك السواعد البطلة التي رسمت لوحة من لوحات الصحراء العاشقة لابناءها،والمحبة لما تحتها من خيرات ؛ فلسان حالها ينطق مغردا للتاريخ، انا عصية على الغرباء ، اما ابنائي فانا معهم في السراء والضراء وافتح ذراعي لهم واشكرهم على الاثنين…الدفء والنور .