بطولة خليجي البصرة بنسختها ال25 كانت تجربة سمحت للدول الخليجية بالاطلاع على الواقع العراقي بشكل مباشر من دون الاعتماد على ما هو منقول وقد يجافي الحقيقة أحيانا، أو يسلط الضوء على الجانب السلبي دون النظر للإيجابيات، وفي ذات الوقت كانت فرصة لاستعادة مكانة العراق داخل المنظومة العربية شعبيا،
وتبدو الفرصة مؤاتية لاستثمار بطولة كأس الخليج، وتكرارها في قطاعات مختلفة في الفن والثقافة والأدب وصولا للملفات الاقتصادية، لتثبيت الحضور العربي في الساحة العراقية، وهي خطوة ستؤدي لحالة توأمة بين العراق واشقائه، وقد تفتح الباب على المدى البعيد لانضمام العراق لمجلس التعاون الخليجي نظرا لموقع العراق الجغرافي وهو عمق ستراتيجي لدول الخليج، فظلا عن مشتركات وروابط لا حصر لها تجمع بين العراقيين واخوتهم من شعوب الخليج، هذا الخليج الذي يعتبر القاسم المشترك بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي،
رفع خليجي البصرة اخر معوقات التقارب بين العراق وأشقائه العرب بعد قطيعة قسرية استمرت أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وفي المجالين الرسمي والشعبي لا يوجد ما يمنع التواصل حاليا وهذا ما يمكن البناء عليه، على المستوى المجتمعي هناك مزاج عام عربي وعراقي يتجه بقوة لتعزيز العلاقات، وهذا ما فهمه الساسة وترجموه رسميا باتخاذ خطوات لتقريب المواقف أكثر،
لا نات بجديد اذا قلنا بان ما يجمع الدول العربية وأنظمتها أكثر مما يفرقها، وهي بحاجة ماسة اليوم للتوحد أكثر وتعزيز المشتركات، بعيدا عن سياسة المحاور يمكن بناء علاقات خارجية متوازنة للعراق مع محيطه العربي والاقليمي والدولي.
سيمضي العراق باتجاه الانفتاح على اشقائه وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي بانشاء علاقات متوازنة مبنية على روابط الاخوة وتحقيق المصالح المشتركة، بعدما تجاوزنا حالة الانكفاء الداخلي وتمكنا من تعزيز مكانة العراق كطرف محايد وموثوق به للعب دور الوسيط في بعض الملفات الاقليميه كما حصل بين إيران والسعودية.