شهد العراق في الاونة الاخيرة ارتفاعاً كبيراً في حالات العنف ضد الأطفال على أيدي ذويهم او في المدارس، والطرقات ، تنوعت بين الضرب العنيف والتوبيخ .
وكثيرا مانطالع في الاخبار عن ضرب وحشي اوتعذيب لاطفال من قبل ذويهم ، مثل خبر وفاة طفلة تعرضت للضرب من قبل والدتها بسبب تقصيرها الدراسي .
او اب يعذب طفلته ، كما ظهر في فديو اثار ضجة كبيرة في اوساط المجتمع .
وصور طفل عراقي وهو يتلقى ضربات عنيفة على يد والده، وقد حصل على تعاطف شعبي كبير ، ادى الى القاء القبض على الاب .
كما انتشر العنف ضد التلاميذ في المدارس بشكليه الجسدي واللفظي وتحول لمشكلة حقيقة في غياب الجهات الرقابية للمؤسسات التعليمية .
وفي كل يوم نشهد عشرات الأطفال يمارس ضدهم العنف من دون رقابة او محاسبة .
وقد حذرت تقارير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تبعات العنف المستمر ضد الأطفال ووصفته بأنه بلغ مستويات خطيرة ، وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن 80% من أطفال العراق يتعرضون للعنف .
وهذا الامر لا يقتصر على العراق وحده ، فقد نشرت اليونسيف تقريرا يبين فيه ان 90٪ من الأطفال في العالم العربي هم ضحايا للعنف ، بما في ذلك سوء المعاملة أو الزواج المبكر أو ختان الإناث أو العمل القسري .
ولم تتخذ الحكومات اية سياسات حازمة لمكافحة العنف وسوء المعاملة للاطفال .
حتى اصبح العنف والايذاء الجسدي والنفسي ضد الاطفال من الظواهر البارزة في المجتمعات العربية .
ويعد من الممارسات الخطيرة لانتهاك حقوق الإنسان .
وقد نقلت بعض العائلات المهاجرة السلوك السئ هذا الى اوروبا .
فقامت بعض الدول الاوروبية باخذ الاطفال من عوائلهم عند معرفتهم باساءة معاملة الطفل جسدياً اونفسياً . وهذا يشمل ايضا العنف اللفظي ، اوالإهمال من ناحية تغذية الطفل او صحته .
وقد اعترض الاهالي على ذلك واعتبروه من الممارسات العدوانية تجاه المهاجرين ، ولم ينظروا الى ممارساتهم الخاطئة والمسيئة للاطفال .
لايعاني الاطفال من العنف وسوء المعاملة فقط . بل ان هناك مايسمى بالأفتقار العاطفي والذي يتمثل بالحرمان من الحنان او العطف او حتى الجهل في معاملة الطفل فتظهر عليه علامات الانعزال او العناد وهي انماط سلوكية ، يصعب التعافي منها بسهولة مقارنة بالأطفال في نفس العمر .
فنوبات غضب الطفل التي لا يمكن السيطرة عليها ، والافتقار الى الاندماج في محيطه ، والاستيقاظ الليلي ، والسلوك العدواني المعارض
، هي واحدة من نتائج سوء المعاملة .
إذا تبنينا تربية قائمة على العنف اوالتهديد والوعيد ، فان الطفل سيعيش تحت ضغط الخوف ، وسيترك اثاره السلوكية عليه مستقبلا .
يحتاج الطفل بالفعل إلى انشاء رابطة عائلية سليمة بواسطة الكلام اللين والحوار بدل العقاب والعنف ، او الشتائم والصراخ .
فالأطفال الذين يتعرضون للعنف في المنزل غالبا ما يصبحون أشخاصًا عنيفين ، ويسلكون النهج العدواني تجاه الاخرين مستقبلا .
اذا اردنا مجتمعا” يعيش بامان وسلام فعلينا العناية الجسدية والنفسية للطفل ، فهو ذخيرة المجتمع واساس المستقبل .
والتوعية المجتمعية سواء عن طريق الاعلام والندوات او المنظمات والجمعيات الانسانية ، لها دور مهم في الوقاية من هذا السلوك الضار .
وثمة حاجة ماسة لقيام مراكز الطفولة بوضع الية تحمي الاطفال من كل الاعمال الضارة او المسيئة لهم .
وعلى الدولة تشريع القوانين لحماية الطفل من جميع أشكال الاساءة او العنف الجسدي واللفظي من اي جهة كانت سواء في البيت او المدرسة او المجتمع .
فمثل هذه التشريعات تحمي الأطفال من الانتهاكات المسيئة للطفولة والمنافية للانسانية ، وهي لاتتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية وقيم المجتمع ، كما يدعي البعض .
ادهم ابراهيم