بين فترة واخرى اتذكر حوادث مهمة في حياة زعيم الطائفة السيد ابو القاسم الخوئي{قدس} منها موقفه من يوم الشهيد الذي اراد منه المقبور صدام حسين ان يظهر للعالم تأييد رجال الدين الشيعة لشعاراته المزيفة .. فعمل احتفال بيوم الشهيد الذي تم تسميته يوم الاول من ك1 عام 1982..
صدرت الاوامر الى جميع شرائح المجتمع العراقي بالاحتفال والاستنكار ضد الجمهورية الاسلامية في فترة الحرب بين البلدين.. كانت الاوامر ان تتوقف الحركة في جميع مدن العراق دقيقة صمت تتوقف السيارات والمدارس والمعامل وجميع الدوائر الحكومية . وتقرع اجراس الكنائس وتقام صلاة الغائب في جميع المساجد السنية والشيعية على ارواح الشهداء.
لم اتوقع ان اجد محطة تلفزيون بغداد ان تنقل اجهزة التصوير والبروجكترات وكادر اعلامي كبير يصورون صلاة المغرب للسيد الخوئي في جامع الخضراء .. كنت في السطر الرابع من المصلين وبدأ كادر التصوير يهيئون الكاميرات والانارة قبل الاذان بدقائق , وانظار المصلين تتجه نحو المحراب , حقيقة ما كنت اعرف المغزى في البداية ,اعتقدت ان المسالة تصوير طبيعية . الا ان السيد رحمه الله التفت الى الخلف وسال احد العلماء المصلين لم اسمع ما قال له : لكن عرفت ان العالم اجاب عدم معرفته بالأمر, فأشار الى مساعديه الذين يحملونه من السيارة للمحراب لعدم قدرته على المشي . ترك الصلاة وغادر المسجد.
في اليوم الثاني ظهر تقرير تلفزيوني عن يوم الشهيد وتلبية الشعب لأمر القيادة وتم تصوير اغلب الجوامع وقرع نواقيس الكنائس وتوقف الحركة في شوارع بغداد والمحافظات فعرفت ان السيد الخوئي فوت الفرصة على الطاغية ان يحول تصوير صلاة المغرب ان تعلن انها صلاة الغائب كما تمنت قيادة الحزب.
بعد فترة بدأت وفود المحافظات تزور القصر الجمهوري قسرا لتهنئة القيادة بالانتصارات المزعومة ..كنت عسكري في مقر ل703 سائق سيارة حوضية وعندنا في المعسكر الخلفي تلفزيون يعمل على الكهرباء والبطارية.
حين عدت للمعسكر كانت الساعة تشير الى السابعة مساء. وكانت هناك نشرة للأخبار تقدم في الساعة السادسة. في ذلك اليوم ظهر وفد محافظة النجف شيوخ عشائر ورجال دين. فقال احد الجنود هذه صورة السيد الخوئي رئيس وفد النجف . اثناء عودتي همس احد الاخوة باذني ان السيد الخوئي حضر لدى صدام لتهنئته بالانتصارات . قلت انا اعرف موقف السيد الخوئي عن قرب , مستحيل ان يذهب الى صدام . فاخبرني ان فلان من اهالي النجف اخبرهم انه السيد الخوئي . اجبته ان الاخ المشار اليه لم يعرف السيد ولم يصلي معه مرة واحدة بل لم يزر الامام بالسنة مرة واحدة..
انتظرنا الساعة الثامنة وانا على ثقة ومطمئن من كلامي , وتم عرض الفلم ولقاء وفد النجف مع صدام المقبور. هنا سالت الاخ النجفي . اين السيد الخوئي ؟ اشار الى الشاشة . قائلا هذا هو..! اجبته هذا المعمم كاظم الكفائي وهو من رجال السلطة في النجف.. هكذا يتم تشويه اسماء كبيرة من جاهل لا يعي ما يقول.