بين الحين والاخر تعلن الادارات المحلية في المحافظات عن تعطيل الدوام في المدارس بمناسبات لا تستوجب ذلك اطلاقا ,في مناسبات وطنية واجتماعية ودينية واضيف لها هذا الموسم , ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة , في الشتاء والصيف.
اخر هذه العطل الاجبارية ما اعلنته ثلاث محافظات ” ديالى وصلاح الدين و الانبار ” هذا الاسبوع من تعطيل الدوام جراء تساقط الامطار , وهناك مدارس كثيرة في طول البلاد وعرضها تلغي الدوام من دون اعلان من قبل الادارات لهذا السبب او ذاك . وكل من هذه الادارات اصبحت جمهورية مستقلة في تقرير العطل متى شاءت ووقت ما ارادت .
ايام الدوام محدودة اقل من ستة اشهر , وتلتهم ايام العطل ربعها على اقل تقدير, وما يتبقى لا يكفي لإكمال المناهج المقررة مما يضطر بعض الادارات الحريصة الى الغاء عطلة يوم السبت وهذا ما دفع وزارة التربية على تخويل المدارس صلاحية ذلك من اجل اكمال المناهج المقررة , وقد تسيء استخدام هذه الصلاحية بان تكون على حساب العملية التربوية .
طبعا ,لا نقلل من اهمية مراعاة الظروف القاهرة التي تلجآ المدارس الى هذه الظاهرة السيئة , وهي ظاهرة برزت بعد عام 2003 ومن دون العمل على معالجتها والتخلص منها , بل ان بعض المدارس تغض النظر عن هذه الظروف ولا تلاحق الجهات المسؤولة للعمل على تجاوزها واستقامة الدوام في المدارس . والا ما معنى ان يبقى طريق لا يتعدى عشرات الامتار مليء بالحفر ويتحول مع زخات الامطار الى مستنقعات لا يمكن عبور الطلبة منه ووصولهم الى مدارسهم , بل ان المدارس تفيض وتطفح مجاريها ولا يبقى فيها “محط رجل من اليابسة ” ولا تكتب الى التربية وتضغط من اجل اصلاحه .
ما يلفت الانتباه انه مع الاحتلال قدم انموذجا في تدفئة الصفوف وتبريدها وتوفير قاعات للتدريس اجوائها مناسبة للتعلم , وتساعد المعلمين والمدرسين والطلبة على حد سواء لتكريس انتباههم على التعلم ولا تشتته العوامل المناخية , ولكن هذا النموذج بقي محدودا ولم تزداد المدارس التي اخذت العمل به .
الله يكون في عون الطلبة يجلسون على الارض ولا تتوفر لهم المقاعد وفي المدارس الطينية والكرفانية وبلادنا تعاني من تخمة الموارد المالية التي تمتد اليها ايادي الفاسدين ولا تجد من يخصص لطلبتها بعضا من الثروة لتهيئة مستلزمات الدراسة .