17 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

التقدم الى تراجع والعملية السياسية بالون فارغ!!

التقدم الى تراجع والعملية السياسية بالون فارغ!!

يبدو ان العملية السياسية الجديدة في العراق ورجالها ((سياسي الصدفة)) قد صَدقوا انفسهم بانهم قادة مجتمع من خلال قيادتهم الفوضوية والعدد الكبير من الحمايات الخاصة لهم ومن خلال رغبة التسلط الذي بات يرافقهم حتى في منامهم داخل مساكنهم في ((قصور الشعب المستقبلية)) وان محبتهم للدكتاتورية اكثر من محبة ابناء ومكونات الشعب ولذلك ترى ان الخلاف اصبح واضحا بين اغلب المكونات المشاركة بالعملية السياسية…
اليوم نجد ان الاختلاف بين المشاركين من ابناء مكون البيت السني اصبح يطفو على سطح النظام البرلماني والذي تناقلته كل وسائل الاعلام واصبح الحديث هنا وهناك عن استقالة بعض النواب بسبب انزعاج رئيس الكتلة منهم.. وهذا يذكرنا بالأنظمة الديكتاتورية السابقة التي تفعل ما تشاء حسب ما كان يقوله المستشارين لرئيس النظام..
ان العملية الديمقراطية الهشة التي جاءت بها الدبابة الأمريكية لابد ان تكون لها عواقب كثيرة اولها الاستبداد بالسلطة كوننا مجتمعات شرقية وما زال نظامنا السائد هو نظام التعصب القبلي وما زالت تفرقنا القومية والعشيرة والمذهب فلماذا نضحك على انفسنا ونؤمن باننا ديمقراطيين فعلا……
واين الديمقراطية في هذا البلد واغلب نتائج الانتخابات جاءت بالتزوير او بقوة المال والسلطة…
ان المتابع للأحداث الاخيرة في مجلس النواب يجد هشاشة العملية الديمقراطية بكل وضوح وان اختلاف الآراء قد وصلت الى لوي الاذرع وضرب النظام الانتخابي عرض الحائط ويكشف زيف ادعاء رؤساء الكتل بعدم دفع الاموال للمرشحين مقابل التوقيع على ورقة بيضاء تتحول الى طلب استقالة مستقبلا في حالة عدم تنفيذ شروط رئيس الكتلة.. وهذا هو اكبر خطر وسوف يعرض العملية السياسية بأكملها الى موضع السخرية…
ان الجميع اليوم ومع الاسف الشديد يريد ان يبرز ويثبت قوته بانه القائد الاوحد.. فهنيئا لكِ ايتها الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الديمقراطية وهنيئا لرعاة البقر بما اتوا به الينا من ديمقراطيّة عرجاء…
ان المكون العربي السني لا يمكن ان يولد من بينه اليوم زعيم اوحد اسوة بما موجود لدى المكونات الأخرى. لان الشارع السني اصبح لا يعترف نهائياً بكل مسميات الاحزاب
السياسية الدينية منها او القومية او الاشتراكية لما عانى من تصرفات هذه الاحزاب.. وعليه فان كلمة قائد او زعيم او رئيس لا تنطبق مع معايير ومتطلبات المكون العربي السني.. ومن هذا المنطلق لابد لنا ان نخاطب الطبقة التي تعتقد بانها ممثلة للعرب السنة وان نقدم لهم النصيحة مجانا ونذكرهم بأسلافهم وما جرى لهم ونقول لهم اياكم انكم تتصورون بانكم بعيدين عن المشهد فان التاريخ السياسي في العراق يعيد نفسه باستمرار وانه تاريخ قذر بمشانقه ويحب دوماً سفك الدماء.. وان ارضاء الشعب اصبح شيء من المستحيل لأنكم هدرتم بالمال العام وسرقتم قوت الشعب في وضح النهار واياكم ان تصدقوا من يصفق لكم لانه مستفاد من فتاتكم الذي تعطونه له واعلموا ان من يمدحكم اليوم هو نفسه المنافق الذي كان يمدح النظام السابق في الماضي القريب..
اياكم واياكم ان تذهب بكم انفسكم بعيدا وتصابوا بداء العظمة عندها سوف قد تصابون بصفة الغرور وسوف ينتهي مصيركم وربما تكونون عبرة لغيركم من الذين ارادوا ان يسرقوا نور الشمس في وضح النهار..

أحدث المقالات