17 نوفمبر، 2024 7:51 ص
Search
Close this search box.

عن طلاسم رفض “جائزة ساويرس”

عن طلاسم رفض “جائزة ساويرس”

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

ليس بغريب أمر من ما زال يبحث عن جواب لسبب رفض الكاتب “شادي لويس” لجائزة ساويرس الثقافية.

كثيرون من الباحثين عن جواب يلهثون عن أجوبة فيسبوكية على السريع… هؤلاء اضحوا عاجزين عن القراءة والتمحيص وتشغيل عقولهم لأكثر من دقيقة ! عقولهم تُعاني من الجليد المتراكم عليها من جراء تركهم لها في ثلاجة: “الديب فريز” لثقافة الـ”احببت واعجبني واغضبني”؛ (في إشارة للأيقونات التفاعلية التي يستعملها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي)… واخواتهم !

تخيلوا هؤلاء وهم يحاولون حل “الطلاسم الغريبة” لطريقة تفكير وهواجس وتعقيدات كاتب ما زال يعايش صراعات وطنه في العقود الخمسة الماضية من خلال التصوير المنحاز لأوجاع أبناء الطبقات المهمشة.

تخيلوا هؤلاء يُحاولون استيعاب انحياز أحد مع مسّحوقين وهم يُعانون من العنف اليومي الممارس ضدهم في كافة مسّارات حياتهم من قبل طبقة بورجوازية رثة منفصلة جذريًا عن رؤية ما يعيشونه بالرغم من كونها نفس الطبقة المسؤولة عن استغلال وسحق الطبقات الأخرى نحو الحضيض.

وبعد كل هذا، تخيلوا هؤلاء يقرؤون (تاريخ للخليقة وشرق القاهرة)، فيحاولوا ربط ما يقرؤون مع حفل التكريم الساويروسي “للثقافة” والمثقفين واللغط حول رفض الجائزة !

ويبدو أننا نتوقع الكثير، بل المستحيل هنا…

ثم كيف لنا، ونحن في زمن هوس القبليات الدينية والطوائفية، أن نفهم أو نستوعب إلتزام وتضامن طبقي تجاوز (بل احتقر فعليًا) فكرة الانكسار أمام مرجعية من نفس الطائفة، خاصة إذا كانت من “علية القوم” في تلك الطائفة ؟! أنت زودتها قوي يا شادي !

لكن لا باس… ولا يهمك ! فصمتك الذي فهمه بعض الفيسبوكيين على قدر عقولهم “المثلجة”، يبقى المرآة الملائمة جدًا، خصوصًا في هذا الزمن، للصرخة العالية الموجعة التي ضمنتها كتاباتك المشحونة بآلام طبقات بلادنا المهمشة وبأمل قيامتها المجيدة.. ولو آجلا وبعد حين ! وعقبال من يرفض جوائز طوال العمر “الثقافية” في الخليج !

ونحن نبقى على أمل الرجاء الصالح.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة