على الرغم من كثرة الجهات السياسية والدينية في العراق الا هناك شبه اجماع على ان الجهة الوحيدة المنظمة وتأتمر بأمر قيادة معروفة هي التيار الصدري وقيادته المعروفة المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر وهذا الاجماع يشترك فيه العدو والصديق ومع ذلك فان الصدريين بصورة عامة(واقولها بمرارة) في اكثر الاحيان لايعرفون ما تريده منهم قيادتهم التي يعتقدون بحكمتها الا بعد حين والادلة على ذلك كثيرة وكان اخرها ما صدر من سماحة السيد من بيان بإغلاق المكاتب واعتزال العمل السياسي (وانا اعتقد ان هذا القرار لن يستطيع ان يقوم به اي من مراجع الدين الحاليين والماضين الا ما ندر) وماتبعه من بيان متلفز وضوح به السيد مقتدى الكثير من الامور ومع ذلك نجد ان الصدريين (وهذا مانلاحظه على مواقع التواصل الاجتماعي) نراهم لم يستوعبوا الدرس فاخذوا يشرقون بتعليقاتهم ويغربون فمنهم من قال ان السيد يقف بمسافة واحدة من الجميع ايضا لن ننتخب من القوائم الصدرية وانما نبحث عن الاصلح في القوائم الاخرى والبعضالاخرى اخذ يشن حربا شعواء على كتلة الاحرار البرلمانية وكأنها السبب الرئيسي في خراب العراق وبعض اخر استنتج من البيان ان سماحة السيد غير راض على قوائم التيار الصدري ولا يؤيدها وغيرها من التصورات او الاستنتاجات والتي لا اعرف من اين اتوا بها فكأن بالسيد يقول لهم كما قال جده امير المؤمنين (ع) (لِلَّهِ أَنْتُمْ! أَتَتَوَقَّعُونَ إِمَاماً غَيْرِي يَطَأُ بِكُمُ الطَّرِيقَ، وَيُرْشِدُكُمُ السَّبِيلَ؟) نعم فهل ينتظر الصدريون غير سماحة السيد يرشدهم ويأخذ بيدهم الى الصلاح وهل ينتظر الصدريون اكثر من هذا البيان والتوضيح هبلتهم الهبول!! فمتى يسمعوا ومتى يستوعبوا ومتى يتمعنوا بما يقوله قائدهم ويمكن ان اقدم لهم هذا السؤال واقول لهم لو ان الامام المهدي ظهر الان وخطب بالناس قال بأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع وهؤلاء الجميع بينهم المسلم والمسيحي والصابئ والشيعي والسني ولو فرضنا ان هناك انتخابات فهل يصح ان اقول ان الامام يقول انه يقف على مسافة واحدة اذن انتخب الشخص الذي اراه مناسبا بغض النظر عن عقيدته فهل يصح ذلك ؟!! وانما الذي يتوجب علي هو انتخاب الشيعي لاغير فما لكم كيف تحكمون .