17 نوفمبر، 2024 7:23 ص
Search
Close this search box.

منظمة دير صهيون.. تمتلك كنز هيكل سليمان وتحافظ عليه بشكل سري

منظمة دير صهيون.. تمتلك كنز هيكل سليمان وتحافظ عليه بشكل سري

 

خاص: إعداد- سماح عادل

من أبرز الجماعات الشيطانية التي نشطت في مناطق نفوذ تنظيم “فرسان الهيكل” جماعة “الألبيين”، والتي حكمت عليها الفاتيكان عام 1139 بالهرطقة وبدأت بمطاردتها، ثم انضمت إلى الجمعيات السرية المشابهة التي انبثقت عن “فرسان الهيكل” بعد حلّها.

وتوجد في أوربا والقارة الأمريكية في الوقت الحالي عشرات المنظمات السرية التي تقول إنها وريثة “فرسان الهيكل”، وكثير منها تضع في اسمها الهيكل أو فرسانه أو اسم أحد أساتذة فرسان الهيكل العظام، كما تحاكي في تنظيمها ودرجاتها ورموزها وطقوسها “فرسان الهيكل”.

ومن أهم هذه المنظمات تنظيم “دي مولاي” الدولي المخصص للشباب في الولايات المتحدة، الذي كان الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلنتون” من أعضائه، ومنظمة “فرسان الهيكل” الإسكتلندية، و”عصبة فرسان الهيكل” الإسكتلندية، ومنظمة “هيكل الشمس”، ومنظمة “دير صهيون”.

ومن أكثر المنظمات انتشارا اليوم “التنظيم العسكري السامي لهيكل أورشليم” OSMTH، وهي تؤكد أنها امتداد ل”فرسان الهيكل” وأن “دي مولاي” عهد بالأستاذية إلى “يوهانس لارمينيوس” ثم توالى الأساتذة العظام دون انقطاع، إلى أن أخرجها الماسوني الفرنسي “برنارد ريموند فابري بالابرا” إلى النور سنة ١٨٠٤، وأن “نابليون بونابرت” كان أبا روحيا لها. وفي سنة 2001 اعترفت الأمم المتحدة بهذا التنظيم كمنظمة عاملة من أجل السلام ووضعتها في قائمة الجمعيات المدنية التي تحظى باستشارة منظمات الأمم المتحدة لها في الأزمات وتفويضها في فض النزاعات. بينما تعلن المنظمة أنها تهدف إلى الحفاظ على الأراضي المقدسة في أورشليم وحولها، وإجراء البحوث الأثرية، ودعم السلام. وكثيرا ما يتم إرسال وفودها تحت غطاء الشرعية الدولية من الأمم المتحدة إلى أماكن النزاعات في العالم الإسلامي.

منظمة دير صهيون..

طبقاً للوثائق السرية التي نشرها الفرنسي “بيير بلانتار” في ستينيات القرن العشرين فإن جذور “دير صهيون” تعود إلى جمعية سرية غنوصية لا يعرف تاريخها، حيث أسسها رجل اسمه “أورمس” ومزج فيها المسيحية مع الوثنية، ثم أعيد بناؤها حسب بلانتار سنة 1070 عندما اجتمع عدة رهبان في إيطاليا لتأسيس منظمة سرية اسمها دير أورفال، وشاركوا بأنفسهم في الحملة الصليبية الأولى. وبعد سقوط بيت المقدس في يد الصليبين ساهموا في انتخاب دي بويون ليكون أول ملوك مملكة أورشليم الصليبية، لأنه سليل الأسرة الميروفنجية المتحدرة من الملك داوود.

وفي السنة نفسها أسس هؤلاء الرهبان ديرًا في جبل صهيون حسب رواية بلانتار، وكانت مهمتهم الأولى هي البحث عن كنز هيكل سليمان الذي نهبه الرومان أثناء اجتياحهم أورشليم إبان ثورة اليهود عليهم سنة 70م، ثم إعادة تكوين الأسرة الميروفنجية وإعادتها إلى حكم فرنسا وصولا إلى حكم أوروبا كلها، وكانت منظمة “فرسان الهيكل” جناحا عسكريا ل”دير صهيون” طوال مائة عام تقريبا.

اصطدم ملك فرنسا “فيليب الثاني” مع ملك إنجلترا “هنري الثاني “عام 1188 في معركة عند قلعة جيزور بفرنسا في صراع على شرعية الحكم، حيث تنافس كلاهما على أحقية تمثيل السلالة الميروفنجية، وكان النصر من نصيب “فيليب الثاني”، لكن المعركة تسببت بانشقاق “فرسان الهيكل” المؤيدة للإنجليز عن “دير صهيون” المنحازة للفرنسيين، وهكذا اندثرت آثار الجمعية السرية وظلت خفية ثمانية قرون كاملة، وفقا لمزاعم بلانتار.

وفي عام 1989 نشر بلانتار قائمة بأسماء أساتذة “دير صهيون” العظام، زاعما أنه كان هو نفسه أستاذها الأعظم ما بين عامي 1981 و1984، كما ادعى أن كلا من إسحق “نيوتن وروبرت بويل وكيجان كوكتو وليوناردو دافنشي وفيكتور هوغو” كانوا في القائمة، واشتهرت هذا الجمعية باسم أخوية صهيون (أخوية سيون)، ولا سيما بعد ظهورها مؤخرا في الرواية الشهيرة “شفرة دافنشي” للبريطاني “دان براون”، والتي تحولت إلى فيلم هوليودي.

وبعكس المنظمات التي انحدرت من “فرسان الهيكل” أو زعمت أنها هي “فرسان الهيكل” أو أحد فروعها، فقد قدمت “دير صهيون” نفسها على أنها هي الأصل وأن “فرسان الهيكل” فرع منها. ويعد “بلانتار” هو المصدر الوحيد لهذه الوثائق والمعلومات، ما دفع الكثيرين للتشكيك فيها، حيث يقول المؤرخ “أحمد دراج” في كتابه “وثائق دير صهيون بالقدس الشريف” إن المراجع الأوروبية تجمع على أن بناء دير صهيون في القدس لم يتم إلا بعد أن اشترى ملك صقلية روبرت أنجو المنطقة من السلطان محمد بن قلاوون عام 1335، كما أن وجود الدير هناك لا يعني بالضرورة ارتباطه بجمعية سرية.

منظمة الجمجمة والعظام الحديثة..

کتب “روبرت ريتشاردسون” في مجلة غنوسيس في ربيع عام ١٩٩٩ أن قصة الدير بأكملها كانت مزيفة، يقصد “دير صهيون”، وأن تاريخه خلق من خلال كمية كبيرة من الوثائق السرية موجودة في المكتبات الفرنسية، وأكد أن “دير صهيون” كانت منظمة رهبانية كاثوليكية كانت موجودة زمن الحملات الصليبية في القدس، وأنها اختفت عام ١٩١٧.

لكن الصحفي الفرنسي دوسيد قد كتب عن نظام “دير صهيون”، وقال إن بلانتارد، كان السكرتير العام لقسم التوثيق المتضمن أقسام أخرى ل”دير صهيون”، وزعم الباحثون الثلاثة (بيغت، وليغ ولينكولن) إن «بلانتارد، قد انتخب کسيد أعظم لدير صهيون وكتب ذلك في الصحافة الفرنسية عام ١٩٨١، وأن انتخابه كان خطوة في تطور مفهوم النظام وروحه فيما يتعلق بالعالم لأجل ال ١٢١ شخصية رفيعة المستوى كلهم رجال دولة وأصحاب مال وثروة ومنظمات عالمية سياسية وفكرية، وأن بيبر بلاننارد هو الحفيد المباشر من خلال داجوبيرت الثاني من الملوك (الميروفينجبينين) سلالة المسيح.

وتم نشر المزيد عن وثائق “دير صهيون” بإصدارات صغيرة خاصة وكميات قليلة وكان ذلك محسوبة من أجل التمهيد لظهور “دير صهيون” بشكل جديد في العصر الحالي.

وكان «بلانتارد، الذي انتخب السيد الأعظم للدير يمتلك ممتلكات في منطقة رينيه لوشاتو، وقيل إن والده كان على صلة بالكاهن سونييه الذي ذكرنا قصته، وقبل أيضا أنه قد عمل مع المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية

ومما كتب عن «بلانتارد، أنه تم أسره من قبل الجستابو الألماني إبان احتلال ألمانيا لفرنسا وظل أكثر من سنة قبيل انتهاء الحرب، وأنه ساعد بعد ذلك مع الوزير الفرنسي أندريه مارلو في تنظيم الحركة التي أعادت شارل ديجول إلى السلطة في فرنسا عام ١٩٨٥.

واستطاع الباحثون بيفت وليغ ولينكولن في مقابلة بلانتارد وإجراء أحاديث مستفيضة معه حول علاقته ب”دير صهيون”، فوجدوه شخصية غير عادية أرستقراطية مهذبة فصيحة، إلا أنه كان غامضة فيما يتعلق بنظام الدير، وبالرغم من تحفظه في معظم أوقات اللقاءات معه إلا أنه صرح لهم أن منظمة دير صهيون تمتلك بالفعل كنز معبد سليمان المفقود، وأنه يخطط لإعادته إلى دولة إسرائيل في الوقت المناسب، وأن الدير يسعى إلى إعادة تأسيس الملكية في فرنسا من جديد ودول أوربية أخرى.

وقد تأكد الباحثون أن هناك علاقة وثيقة بدير صهيون وأسياد ذوي أهمية عالمية رفيعة المستوى تحرك الأمور من وراء الستارة، ويرى بعض الباحثين أن دير صهيون هو امتداد طبيعي لجماعة الصليب الوردي المرتبطة بإعادة بناء هيكل سليمان في القدس مرة ثالثة والتي تأسست بواسطة جوزيفين بالادين عام ١٨٩١.

كنز دير صهيون..

وأما قصة الكنز الذي يمتلكه دير صهيون والذي أشار إليه بلانتار وأنه كنز هيكل سليمان، فقد تم البحث عنه بعد استيلاء الحملة الصليبية الأولى على القدس، وقامت جماعة فرسان الهيكل بالتنقيب الجدي والمضني عن هذا الكنز، وقيل إنهم عثروا عليه وكان سببا في اختلافهم مع السلطة البابوية وأدي إلى قيام حرب باركها البابا الخامس وقادها ملك فرنسا فيليب في عام ١٣٠٧ م وألقى القبض على الكثير من فرسان الهيكل واستجوبوا وعذبوا وأحرقوا بعد أن اتهموا بعدد من الممارسات المختلفة مثل السحر والهرطقة وغيرها من التهم الأخرى،

لكن الحقيقة أن الحرب عليهم كانت لأسباب أخرى مثل عثورهم على كنز الهيكل واعتقادهم بأن المسيح قد تزوج مريم المجدلية وأنجب منها وأن سلالته موجودة في جنوب فرنسا وأوروبا كما نادى بذلك إخوانهم الكاثاريون.

وقد أيد هذا الرأي الكاتبان نايت ولوماس وهما من الماسون حين قالا: نحن نشعر بقوة أنه بينما كان للفرسان في المراتب الأعلى وجهات نظر شاذة تتعلق بألوهية المسيح، فقد كانوا طوال وجودهم كونوا نظاما كاثوليكيا مخلصا، ولقد تمت خيانة فرسان الهيكل من قبل الكنيسة.

وخلال الحرب على الفرسان فر الكثير منهم خارج فرنسا ودعمهم الفرسان والكنوز المجمعة في محفل باريس الخاصة بهم وربط معظم الباحثين بين اختفاء أسطول الفرسان والكنوز المفقودة.

وزعم الكاتب غاردنر أن كنز الفرسان فقد بقي في فرنسا زمن اعتقال الفرسان في مدافن وسراديب لم يستطع الملك فيليب ورجاله في العثور على هذا الكنز، وأضاف آخرون إلى أن فرسان الهيكل استطاعوا تهريب كنز الهيكل وجزء من أموالهم إلى القارة الأمريكية والتي كانت وقتها لم تكتشف من قبل كولومبوس لأن الماسونية اليهودية كانت على علم بتلك القارة وأن كولومبوس وهو ماسوني الأصل قد توجه إليها ومعه خرائط دالة على وجود القارة وكانت رحلته ممولة من جانب اليهود المرابين أصحاب المال في ذلك الوقت. ويعتقد البعض أيضا أن الوثائق التي اكتشفها فرسان الهيكل في القدس كانت نسخة من الوثائق التي وجدت فيما بعد في جماعة قمران بالبحر الميت.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة