لديَّ قاعدة اعتمدتها خلال مسيرتي الشخصية والوظيفية,وهي تقييم المسؤول أو مدير أي دائرة من خلال نظافة وترتيب دائرته, وتشكل دورات المياه المقدمة في هذا التقييم.
قد يتندر أو يتهكم عليَّ أحد ما على اعتقادي هذا, لكن لتوضيح الأمر نقول, ببساطة إن أي مدير لا بد أن يكون متابعا دقيقا لمرؤوسيه ولدائرته, من حيث الأثاث والنظافة,فالمدير الذي ينشغل بنظافة غرفته ودورة المياه الخاصة به ويترك باقي الدائرة اعتبره مديرا غير جدير بالمسؤولية, كونه يهتم بما يخصه ويترك باقي شؤون الدائرة.
التفاصيل الدقيقة والصغيرة تعطي انطباعا عن سعة نظرة المدير المسؤول, وعن احاطته بكل شاردة وواردة في ميدان عمله, وإن هذه الامور الصغيرة إذا تم ضبطها ستمثل منهجا تراكميا لتحسين الاداء ورصانة الخدمة المقدمة, طبعا هنا الكلام يشمل المديرين في القطاعين العام والخاصوكذلك المختلط, ولكن القطاع العام يمثل أولوية كونه يمثل مظهرا من مظاهر الدولة.
حدثني أحد الاصدقاء عن صديق له اجنبي زار العراق,تحدث عن بؤس مطار بغداد الدولي وخصوصا المرافق الصحية “دورات المياه” فيه وكذلك عن قذارة مقتربات الخط الدولي وكمية الاوساخ على جانبيه.
نظرة بسيطة لكل دوائرنا ستجد أن دورات المياه بائسة جدا,وغير نظيفة, بل تكاد تكون مغلقة من شدة قذارتها في بعض الدوائر, وما السبب في ذلك إلا لكون المدير غير متابع وغير مهتم إلا بمنصبه وبإرضاء من مكَّنه من المنصب أو رؤساءه في الترتيب الوظيفي, أما بقية مرافق الدائرة فليست من جل اهتماماته.
المدير الناجح هو من يحيط معرفة بكل تفاصيل دائرته, وأن يعمل بصفته قائدا لا بصفته مديرا وأن ينظر للمنصب على إنه مغرم لا مغنم وإنه تكليف لا تشريف وعليه أن يترك طيّب الاثر عن خروجه من المنصب فالمناصب لا تدوم.