تعتبر الجامعات واجهة البلدان الثقافية والعلمية, وأهم نخبه المستقبلية، وارتفاع أعدادها و ازدياد الطلبة الوافدون إليها، مؤشرا كبيراً على الازدهار والتقدم الفكري و الأكاديمي, اذا ما قورن مع البلدان المجاورة .
بعد اختراق الثقافات الغربية لمجتمعاتنا، بحملات غزو ممنهج متخفي بأسماء متعددة، منها العولمة والانفتاح وتطوير اللغات والمهارات والثقافات، بوساطة مؤسسات اجنبية وبعناوين المنظمات المجتمع المدني, المتسترة بشعارات بناء الفرد والاسرة، أومن خلال هجمات الانترنت بمواقعه المتعددة، والتي مفاتح التحكم العنكبوتي بأيديهم، أضحى هناك خرقاً كبيراً في جميع عقدنا المجتمعية وخللا واضحاً بروابطنا ومشتركاتنا المجتمعية ولا سيما الجامعات, التي بدت اهم اهداف العدو ثقافيا.
نتيجة لاستمرار الصورة أعلاه لعدة عقود، والتي أسقطت الشعب كاملاً تحت التأثير الخارجي والجامعات خاصة، بحصر الدين بعيداً عن المجتمع الأكاديمي، لذلك اصبحت الكيانات الثقافية تنظر للمتدين بعين سوداوية، والشاب المؤمن سقط للأسف مرغماً لتلك الحالة، فيعتقد أنه بات غريباً في وسطه الدراسي الثانوي او الجامعي, مدافعا عن دينه، يذهب أحيانا كثيرة للعزلة عن الطلبة ليحفظ نفسه، وأحيانا أخرى لإخفاء هويته الدينية ومجاراة الانفتاح والمخالطة ممارسا التقية معهم خشية التنمر وإعابة تدينه .
على عكس ما تقدم فإن على الشاب المؤمن، ان يعلم بالدور العظيم الذي هو فيه، والمهمة الجهادية التي انيطت به في هذه الأوساط، وبدلاً من العزلة وكتمان الدين وأخذ ساتر الدفاع، ممارسة مهمته القيادية في ميدان الجامعة الذي تمددت فيه قوى الضلال على حساب ساحته الإيمانية، وان يبين عظمة الدين ودوره في قيادة الحياة، وان يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد وضعه في موضع البلاء والاختبار، ونجاحه في تحریر تلك المساحة ثقافيا هو جزء مهم من التمهيد لدولة القائم الموعود, وان يتقين ان هناك شواهد تاريخية تعضد مهمته كأبي ذر وعمار ومالك, في مجتمع الفاسقين اخلاقيا والتي قادهم فسقهم في المروق على الدين.
في الختام نذكر الطالب المؤمن إنه ليس الوحيد في ساحات الصراع، بل الأغلب يواجهون ما يعانه لكن ساحته هي الاشرس, في زمان لبست فيه الشبهات العقول.