18 ديسمبر، 2024 9:31 م

قبل 6000 عام، السومريون وهم العراقيون الاوائل اسموه البحر السفلي وخاضوا فيه اول رحلة بحرية استكشافيه في تأريخ البشرية ووصلوا الى جزر متناثرة واسسوا هناك حضارة دلمون .
في العهد الاكدي 2700 قبل الميلاد خاض سرجون الاكدي معارك الوحدة الوطنية لتوحيد الجزر والممالك في جنوب بلاد الرافدين حيث كان البحر او الخليج يسمى ( البحر المر ) ويتصل بمناطق الاهوار وتحديدا عند مدينة قلعة صالح جنوب محافظة العمارة .
في العصر البابلي القديم والعصر الثاني 2000/1600 قبل الميلاد كان يسمى ببحر النار وتسمية اخرى بحر دلمون .
في العصر الاشوري 934 قبل الميلاد سمي ببحر الاله وفي القرن الثالث قبل الميلاد سمي ببحر بلاد كلدان
في تلك الحقبة ظهرت اول تسمية للخليج ب( الخليج الفارسي ) من قبل ملك بلاد فارس داريوش الاول (521-486 ق.م) وكان يقصد البحر الذي يربط بين بلاد فارس ومصر .
اما بالنسبة للغزاة والمستكشفين الوافدين من خارج الاقليم فقد اختلفت التسميات حسب ماوجدوه من سكان ولغتهم .
فالاسكندر الاكبر اسماه الخليج الفارسي بعد رحلة استكشافية قام بها قائده نياركوس عام 326 ق. م. وقد عاد من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج، مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج ذاك الاسم.
هذا الاسم اشيع تداوله في خرائط وكتب اليونان وهي ذات الكتب التي ترجمت وانتقلت الى الغرب والعالم الجديد .
بالمقابل ،اطلق المؤرخ الروماني بيليني بلينيوس في القرن الاول الميلادي تسمية الخليج العربي وذلك لانه قام برحلته قادما من بلاد مابين النهرين ووصل الى بلدة المحمرة الواقعة على رأس الخليج حيث وجد سكانها يتكلمون العربية ولم يصادف ان التقى بفارسي هناك .
في العصر الاسلامي وتحديدا في القرن الثالث الهجري جرى تداول تسمية خليج المرجان ، وفي العصر العباسي الثاني سمي ب( خليج العراق ) .
وفي العصر العثماني سمي الجزء الشمالي بخليج البصرة والى حدود دولة الامارات الحالية ، بينما سمي الجزء السفلي بخليج عمان .
وحينما احتل البرتغاليون سواحل بلاد فارس سنة (1650) على الخليج اسموه في خرائطهم بالخليج الفارسي .
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى بدأ التحضير لانشاء عصبة الامم وقد جرى الاعتماد على الكتب اليونانية والخرائط البرتغالية في تعريف جغرافيا العالم حيث اعتمدت تسمية الخليج الفارسي في اولى وثائق الديبلوماسية للمجتمع الدولي .
في اوج النزعة الناصرية العروبية في العقدين الخمسيني والستيني من القرن الماضي انتشرت وبقوة تسمية الخليج العربي فاستبدلت الخرائط في المدارس العربية تحت تاثير تلك الموجة .
ويلخص العلامة والمؤرخ العراقي الراحل الدكتور مصطفى جواد سبب الخلاف في التسمية فيقول : أن الخليج هو خليج البصرة وقد دعاه بعض المؤرخين الغربيين بالفارسي لأن أكثر أولئك المؤرخين والرحالة الغربيين كانوا يهدفون إلى عبوره من الجانب العربي إلى الفارسي وليس العكس والهدف هو الذي يفرض التسمية فعندما تكون في بغداد مثلا وتريد الطريق الذي يؤدّي إلى البصرة فإنك تقول أو تسمّيه طريق البصرة أمّا إذا كنت في البصرة وتريد الطريق المؤدّي إلى بغداد فإنك تسمّيه طريق بغداد وهكذا كان الأمر بالنسبة للخليج عندما كان الهدف منه هو الوصول إلى البصرة فتكون التسمية خليج البصرة وهي نهاية الخليج العليا أمّا من يسلكه من الجانب الفارسي ويريد الجانب العربي فهو خليج البصرة وخصوصا لعموم السكّان.. ولاتزال تسمية ( خليج البصرة ) متداولة في التراث البحري في الهند واندونيسيا كما ان اغاني شعبية متوارثة من مئات السنين يرددها ابناء مدينة بومبي الهندية تسمي الخليج بخليج البصرة ..