تعتبر المرجعية الدينية العليا عند أتباع أهل البيت (عليهم السلام) الامتداد الطبيعي لمرحلة الإمامة المعصومة… وللإيمان القاطع بغيبة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه الشريف) فلابد من رجال على قدر عالٍ من الورع والتقوى والكفاءة لآداء دور النيابة طيلة فترة الغيبة للحفاظ على الشريعة من الانحراف ولتوجيه الأمة إلى ما يوثّق صِلتها بالدين ويحصنها ضد الاستعمار ويحافظ على عصاميتها واستقلاليتها بل ورفضها لكل نظام سياسي منحرف…
ما يدعو إلى إكبارنا لدور مرجعيتنا الدينية على مر التأريخ هو عدم مساومتها للظالمين وعدم إعتياشها على سفرة البلاط وعدم تلقي المرتبات من خزائن الملوك… فيما عُدّ رجال الدين السائرين على خلاف ذلك جزءاً من المؤسسة الحاكمة الرسمية بما فيها من انحراف وتبعية للمستعمرين… فعادوا أدوات لتنفيذ المخططات الغربية في منطقتنا كعلماء الوهابية والسلفية والقرضاوية ومن لف لفهم.
ما يدعو إلى فخارنا بالوجود المرجعي هو قيادة شعبنا العراقي ضد المحتل البريطاني عام 1914 فيما ساوم الآخرون.
وقيادة الشعب في ثورة العشرين ضد الوجود البريطاني فيما قال الآخرون نحن من رعايا المنتصر وإن كانت بريطانيا.
ما يدعو إلى إكبارنا لدور المرجعية هو مقاومتها للمعاهدة البريطانية المكبلة للعراق عام 1922 وتعطيل توقيعها لمدة سنتين من قِبل المرجع السيد ابو الحسن الأصفهاني والميرزا النائيني فاستعانت بريطانيا بعبد المحسن السعدون وزيراً للداخلية الذي أجتهد فأجرى تعديلات في قانون العقوبات ليتسنى له معاقبة المراجع المعترضين على إمضاء المعاهدة البريطانية بعدها قام بنفي المراجع الأصفهاني والنائيني والخالصي مع عشرين من كبار اساتذة الحوزة العلمية نفاهم إلى ايران فمررت بريطانيا معاهدتها المشؤومة بمعونة السعدون والزمرة الحاكمة من عملاء بريطانيا . كما إن ما يدعو إلى احترامنا لمراجعنا العظام هو المسيرة المشرقة للإمام الحكيم والخوئي والصدرين والخميني (قدس الله اسرارهم) والإمامين الخامنئي والسيستاني (دامت بركاتهما)
فقد أثبتوا جميعاً أنهم أحرار وثوار عقلانيين اكبر من التعصب وأسمى من الطائفية … مما يعزز القناعة بأنهم رساليون حقاً ومبدأيون صدقاً…
ولذا كانت المرجعية لنا فيما بعد سقوط صنم بغداد عام 2003 ولحد الآن صمام أمان حقاً … وحامية للوحدة الوطنية .
مرجعية بهذا القدر من الوزن … لابد إلى الإنصات إلى ما توجه إليه فقد قالت : يجب المشاركة في الإنتخابات … فعدمها يفسح المجال أمام سطوة الداعشيين ما يعني عودة روح حكم صدام المستبد وعودة المقابر الجماعية.
إنتخبوا لكن بدون مساومة مع نائب أو وزير سابق لم يؤدِ دوره كما يجب,ولا إستجابة لسماسرة شراء الأصوات والذمم… فهذا يعني الغفلة عن خطورة تكريس المعاناة كما يعني ذبح العراق من جديد … إنتخبوا الأصلح .. من عُرف بالكفاءة والنزاهةِ والإخلاص… فلا وألف لا لمن فشل في آداء الواجب .. فالعاقل لا يُلدغ من جحر ٍمرتين.