22 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

فن التقديس في العراق

فن التقديس في العراق

التقديس يعرف في اللغة : بأنه التعظيم والتوقير وفي الاصطلاح : التنزيه عن النقائص الكونية ” بالمطلق ” .

فالقدسيّة تعتبر أعلى درجة من التّقدير والاحترام والهيبة، وقد ترقى إلى درجة الكمال وعدم جواز النّقد.

وظاهرة التقديس لها عدة اسباب منها الدينية ، والسياسية والاجتماعية ؛ وقد يذهب البعض الى ان التقديس هو اقل درجة من العبادة ودليله في ذلك تقديس المسلمين للكعبة والبيت المقدس والقرآن لعظمتهم من الناحية الدينية.

وفي المجتمعات قد نجد تقديس العلماء او رجال الدين لدرجة تحريم انتقادهم والتجاوز عليهم لحد الاستماتة في الدفاع عنهم ، ومنحهم درجة المعصومة.

وهذا مايحدث في العراق ، فالتقديس اصبح ظاهرة مقلقة، في ظل ممارسات غير منطقية ومعتقدات غريبة اصبحنا نراها ونسمع عنها في مجتمع يفترض ان شريحة كبيرة منه كانت تعد من الطبقات المثقفة قبيل عام ٢٠٠٣ ، ولكن ما نشاهده اليوم يؤكد مدى التدهور الفكري والاجتماعي والجهل الذي خلفه الاحتلال الامريكي للعراق ، وتسرب ثقافات من الخارج ، ساهم في ترعرعها الفقر وحرمان من أبسط مقوّمات الحياة، لخدمة بعض الاجندات التي تسعى للسيطرة على المجتمع بهدف تغطية الفساد الماليّ والإداريّ والاجتماعيّ، وتكريس مبدأ التفرد في السلطة عبر استغلال الأديان السماويّة، عن طريق الشحن المذهبيّ والعشائري، و تحويل رجل الدّين من أداة للاتّباع وحبّ النّاس والانفتاح عليهم، إلى أداة للهيمنة والإرهاب وهذا مايحدث فعلا في العراق .

فقد اعتاد العراق على ظاهرة التقديس ووضع هالة المعصومية حول شخصيات طرحتها ادوات خارجية لابقاءه تحت سيطرتها .

نحن بحاجة الى اعادة تربية العقول والتفكير المنطقي وفهم الدين الحقيقي وقبل كل ذلك تعزيز الوعي المجتمعي الذي يرفض كل ماهو خارج عن المألوف ومحاربة الاجندات والافكار الغريبة واعادة النظر في معايير المجتمع التي تؤدي الى نهوضه لا الى رجوعه لحقب الجاهلية.

أحدث المقالات