بعد عام 2011 بدأ استيراد عجلة التكتوك, لكن بقي استيرادها محدود وحركتها مقيدة, بسبب مخاوف من استغلالها بشكل سلبي, وكانت تمثل مصدر رزق مهم للعاطلين, لكن بعد مشاركة عجلة التكتوك بتظاهرات تشرين استطاعت ان تكسر الحظر المفروض عليها, والذي كان يقيد حركتها بين مناطق بغداد, لتصبح انتقالها اسهل بين مناطق بغداد, ولم تعد محددة بشوارع او توقيتات, حتى استفحل الامر خصوصا في المناطق الشعبية, واصبحت العصابات والافراد المنحرفين يستخدمون هذه العجلة في نشر سمومهم, فاللصوص تكون هذه العجلة خير عون لهم, وعصابات المخدرات تجد التوزيع عبر عجلة التكتوك امر مربح ومريح جدا, بل حتى توزيع الخمور (خدمة توصيل) اصبح ينجز وبنحاج عبر عجلة التكتوك!
والادهى ان يتم التغرير بالاطفال والمراهقين فيتم اختطافهم من قبل سواق التكتوك ثم الاعتداء جسديا عليهم.
كل هذا يحدث في ظل صمت مريب من الجهات الحكومية ذات العلاقة! فالأمر الحالي هو داء خطير ويهدد بتدمير المجتمع.
· اغتصاب طفلتين من قبل سائق تكتوك
خبر نشرته وكالة الشرقية الاخبارية عن قيام سائق عجلة تكتوك باغتصاب طفلتين في الخامسة من العمر في احد مناطق شرق العاصمة, هو خبر صادم لو حصل في بلد اخر لاستقالت الحكومة او تم اقالة وزير الداخلية, لكنه اصبح من الاخبار المعتادة لتكرره كثيرا خصوصا مع غياب الردع الحقيقي للمجرمين والسفلة.
هنا يجب ان يكون موقف صارم في قطع كل اذرع الجريمة, والتي تنتشر في بغداد وباقي محافظات العراق.
نشخص هنا امكانية الحد من خطر عجلة التكتوك عبر التالي:
اولا – يكمن في تقييد وتنظيم حركة عجلة التكتوك, واجبار السائقون باستحصال رخصة قيادة والحصول على رقم لعجلة التكتوك.
ثانيا – تحديد عمر السائق فلا يجوز للاطفال والمراهقين من قيادة هذه العجلة.
ثالثا – تحديد اوقات العمل لعجلة التكتوك, وتحديد مسارات للحركة.
وهكذا لن يجد مغتصب الاطفال سبيلا لتكرار جرائمه, لانه يكون مقيد ومحدد بنظام صارم, يجعل عجلة التكتوك لفقط لكسب الرزق ولا شي غير هذا.
· عجلة التكتوك وعملية توزيع المخدرات
بعد تظاهرات تشرين عام 2019 لوحظ نشاط كبير جدا لتجارة المخدرات, واستغلالها لعجلة التكتوك في عملية التوزيع, خصوصا ان القيود رفعت عن عجلة التكتوك بعد تشرين 2019, واصبحت حرة في تنقلها بين مناطق بغداد, ربعد ان كانت ممنوعة من التنقل بين شوارع بغداد.
وقد استغلها تجارة المخدرات في عملية توصيل طلبات المخدرات الى المنازل, في ضل غياب اي جهد حكومي داخل الاحياء الشعبية, فلا توجد سيطرات ولا دوريات, وقد ازدهرت تجارة المخدرات 0
الوضع خطير جدا على المستوى الاجتماعي, وحالة انتشار تعاطي المخدرات لا يمكن السكوت عليها, ويمكن الحد منها عبر بتر ادواتها, ومنها عجلة التكتوك, والتي اصبحت ذراع مهم لعصابات المخدرات, خصوصا مع غياب القوانين التي تنظم عمل هذه العجلة, حيث عمد رجال العصابات الى استغلال الاطفال والمراهقين في عملية توزيع المخدرات وايصالها لبيوت المتعاطين (خدمة توصيل).
· عجلة التكتوك وعملية توزيع الخمور
من اكبر المخاطر حاليا التي تواجه الشباب هو الوقوع في مستنقع ادمان شرب الخمر, سابقا كانت حالات نادرة ولا يمكن تعميمها, وحتى عندما يتقدم شارب الخمر للزواج يتم رفضه لانه (شارب للخمر), لكن اليوم اختلفت الامور, حيث انتشر شرب الخمر بسبب حالة الفوضى التي تعيشها البلاد, والا فحتى في الغرب ممنوع بيع الخمر لمن هو اقل من عمر 18, اما في بلدنا فتوجد خدمة توصيل الخمر عبر عجلة التكتوك لمن يدفع, مهما كان عمره, لذلك لا تتعجب ان وجدت طفل في 12 من العمر وهو يدمن شرب الخمر, فلا رقيب ولا قانون.
نحتاج للحزم الحكومي عبر تقييد عجلة التكتوك بنظام صارم, يمنع حصول هذه الامور, مثلا يمنع نقل الخمور عبرها, ويمنع تجوالها بعد الساعة الحادية عشر مساءا, هذين الامرين كفيلين بتقليل انتشار شرب الخمر, والذي هو مقدمة لكل المفاسد.
· عجلة التكتوك وتنقل اللصوص
بسبب غياب القانون, وارتفاع نسبة البطالة, وانتشار المخدرات والكحول, بالاضافة لتفكك الاسر, وارتفاع نسبة المتسربين من المدارس, كل هذه جعلت الجريمة تنتشر وترتفع معدلات, خصوصا في المناطق الشعبية! حيث تنتشر عصابات السرقة والخطف, وتعتبر عجلة التكتوك خير عون لهذه العصابات لسهولة تنقلها, وعدم توفر بيانات عنها, لذلك عند استخدامها لا يمكن ملاحقتها, والامر سهل يسير لا يخفى على الجهات الامنية, لكن الغريب ان يستمر الصمت امام ما تسببه هذه العجلة من جرائم.
ننتظر اجراءات صارمة من الجهات الامنية, في عملية فرض القانون بحق عجلة التكتوك كي لا يتم استغلالها من قبل عصابات الجريمة.
· اخيرا
هي دعوة للحكومة وللجهات الامنية وللأعلام والجهات المؤثرة لتنظيم عمل عجلة التكتوك, والقضاء على الفوضى الحالية, لما تشكله حاليا من خطر اجتماعي كبير.