دولةُ أنهكتها الحروبْ، وأُستُنزِفَتْ ميزانيتها، على مدى عقود من الزمن، حتى مع تَحولها مِن سياسة الحزب الواحدْ إلى التعددية التي يكفلها الدستور والقانون، لكن المشكلة باقية، والسبب الحكام الذين تعاقبوا عَلى الحكم .
العراق بلدُ الخيراتْ وفيه ثروات لا تملكها أي دولة بالعالمْ، لكن القائمين على الأمر دائما ما يأخذون هذا البلد إلى الهاوية، وكأن الشعب مقصودْ، هل كل من يملك دكة الحكم عليه أن يسير بالبلد إلى المهلكة!، وكأن هنالك زيادة بعدد السكانْ! ويَجبْ تقليص العدد إلى حد معين لتتوقف ماكنة القتل! أم أن الصدفة هي من تعمل على ذلكْ.
جميع دول العالم تمتلك ستراتيج تعمل عليه، وليس من مسؤولية أي كان التصرف وفق الأهواءْ، بل مسؤولية الاختصاص، وَهُمْ مَنْ يتعامل وُفقَ دِراسة عميقة ومستفيضة، وَلها أكثر من حلْ واحتمال، وبها تنتهي المشاكل والأزمات، لكننا في العراق غير ما يعمل به النظام العالمي لكل الدول سواء المجاورة منها والبعيدة، بل لا يشبه أي نظام آخر، فالتدخل السياسي في كل المفاصل وتقاطعها مع القانون من قبل البعض، يؤدي لنتائج قد لا نجد لها حلاً في المستقبل نتيجة ذلك التداخل.
اليوم كالأمس، لايوجد شيء جديد، اتخاذ القرارات والترويج لها بواسطة القنوات المأجورة، وبعض من باعوا ضمائرهم من اجل حفنة من الدولارات لينصروا فلان، وفي اليوم الذي يليه يعدل عن ما قاله بالأمس، بل تصرف له أموال، ليس من حق أي احد أن يهبها كيفما شاء، والانبار مثالا حيث كان يصفها دولة رئيس الوزراء في أول أيام الاحتجاج، أن احتجاجاتهم فقاعة، واليوم يعتبرها استحقاق قانوني بل ويدافع عن مظلومية الانبار، و ماهو الفرق بين مبادرة الحكيم ومبادرة المالكي، ناهيك عن التضحيات التي قدمها الجيش العراقي، وهنا يبدأ التساؤل هل تظاهرات الانبار محقة أم غير محقة ! إذا كانت كذلك فلماذا تم نعتها بالفقاعة! وبقيت لمدة سنة وأكثر، ولماذا هذه التنازلات وفي هذا الوقت الحرج بالذات، وَوَهَبها الأموال وَالدرجات والإعفاء عن المجرمين! وإيقاف كل مذكرات القبض ونقل محاكمة العلواني للأنبار، بينما فشلت كل الوساطات السابقة حول موضوعه، وطبعا هذا بوصف الدولة! وإذا كانت غير ذلك فلماذا هذا التخبط .
المستقرئ يضعها في راحلة الانتخابات! لان معظم الكتل مصممة على عدم تأجيل الانتخابات، وهي على الأبوابْ، فهل كان المالكي موفقا في حل الأزمة، وهل سينتهي الإرهاب الذي يضرب كل مناطق العراق بدون استثناء، وهل طبق المالكي مبادرة الحكيم مع وجود الفروقات في الزمن، والمخالفة الصريحة في بعض النقاط .
المالكي اليوم، وفي هذا الخضم المتداعي، أراد أن يصنع من نفسه بطلا للكسب الانتخابي، وقدم كل التنازلات في محافظة الانبار، ناهيك عن هدر المال العام، والدماء التي جرت على ارض الانبار ذهبت أدراج الرياح، فهل سينجح في الانتخابات المقبلة! والساحة العراقية اليوم تشهد متقلبا له أول وليس له آخر