ما ورد عن إمام العصر الحجة بن الحسن المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) في رواية إسحاق بن يعقوب : (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله )
ومما يدل على لزوم التقليد ووجوبه، هو الارتكاز الثابت عند عقلاء البشر قاطبةً، وسيرة العقلاء المبنية على هذا الارتكاز من رجوع الجاهل إلى العالم والعارف في كل ما يحتاج إليه الإنسان من سائر شؤون الحياة، من المعاش والمعاد وحفظ نظام حياتهم من جميع الجهات، فيرجعون في كل شيء إلى أهل الخبرة في ذلك الشيء، في كل حرفة وصنعة وعلم من العلوم، وسائر شؤون الحياة.
فالناس بفطرتهم وطبيعتهم التي تعوّدوا عليها وتلقّوها ممن كان قبلهم، يفعلون ذلك، فيرجع المريض إلى الطبيب لا إلى النجار، وهكذا سائر الأمثلة، يعني يرجعون إلى كل عالم بعنوانه الخاص، فالذي يريد السؤال عن مسألة شرعية من قبل الشريعة، يرجع إلى العالم بتلك الأحكام.وهي جاءت لتنظيم حياة الإنسان
وهذا الكلام الذي سبق هو بمرجع التقليد الجامع للشرائط ،
لكن ظهر مرجع جديد كما ذكرنا في العنوان وهو بخلاف مرجع التقليد بالمقدمة بل هو يلبي كل متطلبات النفس والرذيلة والانفتاح إلى عالم مليء بالمنكرات والحقائق المشوهة والمزيفة حيث أصبح يخدم الإنسان ويسوغ له كل فعل بخلاف الشريعة وهذا المرجع هو كما جاء على لسان المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله ) هو الإعلام الذي يرجع إليه الناس
إذن للإعلام دور مهمّ جدّاً في عصرنا الحاضر، وهو السلطة الأولى أحياناً وليس الرابعة كما يقولون، لكنّ المشكلة أنّ بعض قنواتنا الدينية أصبحت تدس السم بالعسل كيف والأنكى من ذلك، أنّ سائر العلوم الدينية لا تجدها حاضرةً ـ إلا نادراً ـ بل محرفة تحريفا مذهلا حيث لاوجود للأخلاق بل نجد أنها تنطوي تحت مسمى العشق والحب المحرم وتدور هذه الإحداث في أكثر من ثلاثين حلقة حول العشق والمعشوق حتى تعطينا نظرة إن لاوجود لهذا الشخص في حياته وانجازاته سوى الحب والعشق ومثال ذالك مسلسل يوسف الصديق عليه السلام حيث بل الأسوأ من هذا، وما يدمي القلب ويبعث على التأسّف والخجل، تلك الوسائل الإعلامية أظهرت حياة وانجازات هذا النبي مطوية تحت أمراه تحبه وتعشقه وينزل الملك من الله ويقول له تزوج هذه المرأة (لأنها تعبت في عشقتك ومفارقتك ) حيث أعطا المسوغ الواضح من الله للعشق المحرم فأصبح المجتمع يمارس هذا الأمر لأنه جاء من الإعلام والفضائيات حيث ترك المبادئ والأخلاق والقيم والرسل والأنبياء والأوصياء وعلماء الدين وهذا ما كشفه سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” في محاضرة عقائدية تاريخية حول شخصية المختار الثقفي وثورته ألقاها يوم الخميس 28/ ربيع الأول / 1435هـ أمام براني سماحته ” دام ظله ” الواقع في كربلاء المقدسة إذ وصف سماحته ” دام ظله ” تلك الوسائل الإعلامية بالمرجعيات التي يرجع إليها الناس وبصورة ملفته للنظر , إذ يقول سماحته ” دام ظله ” في معرض هذه المحاضرة مامضمونه
إن النساء تشبهن بزليخا فحدث هناك الزنا المحرم والخيانة الزوجية وغير من هذه الأمور قبيحة )…
وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا معينة والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك معين تجاه هذه القضايا ، فوسائل الإعلام لها القدرة الكبيرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع ، فمن خلالها يمكن نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد أو المجتمع وهذا ما حصل فعلا فنحن نرى اليوم هذا الانحلال والفساد ونرى كيف إن الإعلام كيف يهجم بأوسع وسائله ليمحي كل القيم والمبادئ والأخلاق فأخذ يزخ بمسلسلات مدبلجة غربية كانت أو تركية أو إيرانية فكلها تهدف إلى نزع الفطرة السليمة لدى المجتمعات حتى تمرر مخططاتها الخبيثة أو من اجل شهرة ما غير ناظرة لما سوف يؤل إليه هذا الأمر بل المهم هو تحقيق الرغبة المرجوة فعلى الامه الانتباه لهذا الأمر وعلينا ان نجعل هذا المرجع (الإعلام ) هو وسيلة لمرضاة الله وليس لمعصيته جل ذكره