اختلف الناس في تحديد معنى الاهل .. هل هم اهل الرجل .ثم من هم عترته وما الفرق بين الاهل والعتبرة , وهل يمكن ان يجتمع المصطلحان سويا في مجموعة معينة ..؟ لنذهب للقران الكريم في تحديد معنى الاهل.
اولا: الاهل الزوجة :قال تعالى{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} هنا الاهل الزوجة .
ثانيا الابناء : وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ .. القصة معروفة المشار اليه هو ابن نوح {ع} .
ثالثا: العشيرة :{وإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا هنا اطلق القران على العشيرة مصطلح اهل.
رابعا: العائلة والمجتمع: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا “معناه: أأمر يا محمد أهل بيتك وأهل دينك بالصلاة. روى أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله{ص}يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر، عند كل صلاة فيقول: الصلاة رحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ولم يأت باب غيرهم.
خامسا : كلمة اهل المجتمع :{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } عن الصادق{ع} قال: ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها : أمر الله الامام أن يدفع ما عنده إلى الامام الذي بعده، وأمر الأئمة أن يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يطيعوهم .
سادسا:{ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ} اهل المسجد الذين اخرجوا هم المهاجرون سماهم القران اهلَ المسجد.
سابعا: اهل الكتاب: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}هذا النص لأهل الديانات الإبراهيمية بينما اطلق على اخرين ولم يسم اهل الكهف بل اصحاب الكهف.( ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾ .
ثامنا: من هم اهل البيت ؟أهل البيت (ع) الوارد ذكرهم في آية التطهير وفي الأحاديث المروية عن النبي{ص}:1الإمام أمير المؤمنين{ع} 2- مولاتنا الزهراء{ع}3. الإمام الحسن {ع} 4. الإمام الحسين {ع} ومعهم النبي فيكونوا خمسة .. ثم تأتي الاحاديث الشريفة تبين من هم اهل بيت النبي{ص}.
عن النبي(ص)أحاديث صريحة توضح من هم هل البيت في آية التطهير واليك بعض النماذج المروية :عن عائشة قالت :خرج النبي{ص}وعليه مِرْط من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال:﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.ثم ان عائشة لم ترد عنها رواية انها قالت عن نفسها انها من ال بيت الرسول{ص}ولكن المغرضين اقحموها بالموضوع حقدا لعلي.
2. عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (ص) قال :لما نزلت الآية على النبي:.. ( ص) (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة و حسناً و حسيناً ، و علي خلف ظهره ، فجللهم بكساء ، ثم قال : ” اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً ” .قالت أم سلمة : و أنا معهم يا نبي الله ؟قال : ” أنت على مكانك و أنت على خير ” صحيح مسلم وصحيح الترمذي..
3. عن أم سلمة قالت :في بيتي نزلت :{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} فأرسل رسول الله ( ص) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : ” هؤلاء أهل بيتي ” . الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة :ج 3/146 .
وهناك روايات عديدة تذكر ما صرح به الرسول{ص} وحدد من هم أهل البيت حيث قال : ” إن لكلِّ نبيِ أهلاً و ثِقْلاً ، و هؤلاء واشار الى عني و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثِقْلي ” مجمع البحرين :ج 5 / 330 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطري/ .
الفرق بين الال والاهل والعترة:” قال المبرد: َعترة فلَان أَي منصبة والمنصب يعني{ كلّ شيء جزء من شيء} وبهذا يكون الاهل جزء منك , وهم ممن لا يحل الزواج منهن . وحددهم النبي{ص} هم من حرمت عليهم الصدقة . وبكل الاحوال لا يمكن لاحد ان يسمي نفسه من العترة.. لان العترة هي اصل الشيء وتطلق على اصل الشجرة التي يبقى منها عروق او جزء منها بعد قطعها. وهي تختلف تماما عن الاصل. لان الاصل في الانتماء لمدينة تشمل عناوين واشخاص كثيرين . وتدخل فيها الاعمام والعشيرة .. فيكون كلهم من اصل ومدينة واحدة ولكنهم ليسوا عترة.
** العرب يعتبرون ابن الابن بمنزلة الابن . بينما ابناء البنات يعتبرون من الاهل الا عند رسول الله{ص} الذي انفرد بال علي {ع} (أدلة من القرآن) قال تعالى :{ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) فمن أبو عيسى{ع}.؟
اخيرا أخرج الطبراني عن جابر عن ابن عباس أن النبي{ص} قال : إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب . المصدر/ابن حجر, الصواعق المحرقة , دار الكتب العلمية , بيروت , ص192
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .