خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم simmpa فيلم هندي يناقش قصية خطيرة في المجتمع الهندي وهي الاغتصاب، والذي اصبح يحدث بمعدلات مرتفعة في الهند، كما يطرح فكرة اخمية دور رجل الشرطة في تحقيق العدالة والقضاء على الجريمة.
الحكاية..
يبدأ الفيلم بالبطل “سانجرام بهاليراو” وهو طفل يتيم يعاني في العيش بدون عائلة، ويكتشف مدى نفوذ رجال الشرطة الذين يتلقون الرشاوي من رجال العصابات، فيقرر أن يصبح شرطيا حتى يستطيع أن يغتني ويمتلك النفوذ. ويبدي شجاعة كبيرة وهو طفل. حتى أنه أستطاع أن يهزم عدد كبير من الأطفال.
وعندما يكبر ويصبح شابا يستطيع بالفعل أن يصبح شرطيا، ويتواطأ مع رجال العصابات، ويأخذ منهم الأموال. ويحقق نجاحا كضابط شرطة أمام المسئولين الكبار. ثم يتم نقله إلى قسم شرطة ميرمار بعد أن اثبت كفاءة في عمله كشرطي من وجه نظر وزير الداخلية، وهناك يتواطأ مع مجرم شهير يدعى “دورفا” والذي يعطيه الأموال في مقابل سكوته عن جرائمه بل وتعاونه معه.
استغلال نفوذ..
ونجد “سانجرام بهاليراو” يجبر أحد الرجال العجائز على التخلي عن أرضه ل “دورفا” حتى يتحصل على عمولة كبيرة، ولا يستطيع الرجل العجوز رد الظلم عن نفسه لأنه عجوز ولديه حفيدة وحيدة. ويلاحظ مساعد “سانجرام بهاليراو” وهو أقل منه في الرتبة لكن أكبر منه سنا، يلاحظ فساده ويحذره منه ويطالبه بأن يتصرف كشرطي شريف، لكن “سانجرام بهاليراو” يعترض على ذلك ويؤكد له أنه التحق بالشرطة فقط لكي يصبح ذا مال ونفوذ. ويضطر المساعد إلى السكوت عن “سانجرام بهاليراو” لأنه أعلى منه في الرتبة ولأنه يحبه كصديق. حتى أن “سانجرام بهاليراو” يعتبر زوجة ذلك المساعد بمثابة أمه وابنته بمثابة أخته، وقد أعطى للابنة مصاريف الجامعة التي عجز والدها عن سدادها.
انجذاب..
وفي أثناء عمل “سانجرام بهاليراو” يتعرف على الناس في المنطقة فيحب فتاة شابة ويبدأ في ملاحقتها، والتقرب منها وهي تستجيب له. تلك الفتاة اشتهر والدها أنه كان شرطيا قويا وشريفا، وكان يرتعب منه المجرمون ورجال العصابات.
ويتعرف على شابة تدرس في الجامعة لتصبح طبيبة وتدعى “أكروتي” وذلك حين تأتي إلى قسم الشرطة لتبلغ عن مروجي مخدرات يستخدمون الأطفال اليتامى في توزيع بضائعهم، وهي عرفت ذلك من خلال تعاملها مع هؤلاء الأطفال اليتامى الذين تدرس لهم وتعلمهم مجانا وتطوعا، لكي تخفف عنهم ظلم اليتم، وتساهم في ارتقاء حياتهم.
ويشعر “سانجرام بهاليراو” بالعطف نحو “أكروتي” ويعتبرها أخت له، كما يشعر بصلات قربي مع بعض الأفراد في المدينة التي نشأ فيها يتيما دون أ ب وأم، و التي أصبح يعمل فيها ضابطا. لكنه مع ذلك يستمر في مساعدته ل “دورفا” في أعماله غير المشروعة.
اعتداء..
وفي إحدى الليالي تعرف “أكروتي” من طفل أبكم تدرس له أن هناك طفلان ذهبا للمساعدة في توزيع المخدرات، وتذهب معه إلى ملهى ليلى في البلدة وتتسلل مع الطفل إلى الداخل لترى عملية تقطيع المخدرات ووزنها، وإعطائها للأطفال لحملها في حقائبهم المدرسية. وتصور ذلك بهاتفها وتتصل بهاتف “سانجرام بهاليراو” لكنه يكون مغلقا.
ثم يتم الإمساك بها ويكمل الطفل تصوير ما يحدث، حيث يتشابك رجلان يتبين أنهما شقيقا “دورفا” مع “أكروتي” وتدافع عن نفسها، لكنهما يجرانها إلى غرفة مقفلة ويجري الطفل محاولا الهروب بهاتف “أكروتي” ليذهب إلى صديقتها لتنقذها.
لكن الرجال يتبعان الطفل ويختبئ منهم حتى الصباح، ويعلم “دورفا” بالأمر ويوبخ شقيقيه على ما فعلاه، لكنه يحاول السيطرة على ما حدث، فيأمر بقتل الطفل الذي ذهب إلى صديقة “أكروتي”، لكن الصديقة تصطحب الطفل إلى قسم الشرطة.
وهناك يستغيثان ب”سانجرام بهاليراو” الذي يتردد قليلا، لكن حين يعلم أن “أكروتي” متغيبة منذ الأمس يشعر بالتأثر، ويسلم الطفل هاتف “أكروتي” ل”سانجرام بهاليراو” لكنه يكون متضررا من محاولة هروبه وبه كسر، فيأمر “سانجرام بهاليراو” بإصلاح الهاتف، ثم يتلقى اتصالا من “دورفا” يأمره فيه بإحضار الهاتف وتسليم الطفل له.
ويذهب”سانجرام بهاليراو” لمعرفة أين اختفت “أكروتي” ليدله الطفل الأبكم على مكان الملهي الليلي، لكن يصبح كل شيء نظيفا. فلا أثر للمخدرات أو لوجود تشابك بين “أكروتي” وبين شقيقا “دورفا”.
لحظة التحول..
ثم يتم اكتشاف مكان “أكروتي” التي تم رميها في عرض الشارع وهي بين الحياة والموت، ويذهب “سانجرام بهاليراو” إلى المستشفى ليجدها على وشك الموت بعد أن تم اغتصابها بوحشية وتضررت أجزاء من جسدها، ثم تموت وهي تمسك بيديه دون أن تستطيع أن تنبس بكلمة واحدة, وينهار “سانجرام بهاليراو” حزنا على “أكروتي” التي كان يعتبرها أخت له.
وتحدث لحظة التحول الكبيرة، حيث يشعر أنه كان خاطئا في كل ما فعل. خاصة حين يرى والدها وهو منهار من جراء موتها. ويعود “سانجرام بهاليراو” إلى قسم الشرطة وهو غاضب، وتتم رؤية الفيديو على هاتف “أكروتي”.
ويرسل “دورفا” رجاله لإحضار الهاتف حين يجد “سانجرام بهاليراو” متباطئ، وينظر رجال الشرطة الذين يعملون تحت أمرة “سانجرام بهاليراو” إليه ليعرفوا ماذا ينتوي فعله، ويقتحم رجال “دورفا” القسم لكن “سانجرام بهاليراو” يتصدى لهم وحده ويضربهم جميعا، ثم يرتدي زي الشرطة في كناية إلى شعوره بأنه أصبح رجل شرطة حقيقي.
ويذهب إلى “دورفا” في منزله ويحاول “دورفا” استمالته لكن حين يجد “سانجرام بهاليراو” غير متجاوب معه يهينه معايرا إياه بأنه يتلقى الرشاوي منه ويأمره بالوقوف في صفه. لكن “سانجرام بهاليراو” يحدث والدة “دورفا” والذي يبدو أنه يعرفها منذ زمن طويل. حتى أنه كان يعرف “دورفا” منذ أن كان طفلا يتيما، ويخبر “سانجرام بهاليراو” الوالدة بما فعله ابناها وهي لا تصدق، وتسأل ابنها “دورفا” الذي يخبرها أن ذلك لم يحدث. ثم تشتعل الأحداث أكثر ويتم القبض على الرجلان شقيقا “دورفا” بعد أن يصر “سانجرام بهاليراو” على اصطحابهما معه رغم مقاومة “دورفا”.
المحاكمة..
ثم تنعقد المحكمة، ويكتشف “سانجرام بهاليراو” اختفاء الدليل وهو الفيديو على هاتف “أكروتي”، كما يتم اختفاء الطفل الأبكم والذي يعد الشاهد الوحيد على ما حدث ل”أكروتي”، ثم يستعين محامي “دورفا” برجل أعمال لكي يشهد بأن شقيقاه كانا معه وقت حدوث الاغتصاب.
ويجد “سانجرام بهاليراو” موقفه ضعيفا خاصة حين توبخه القاضية بسب ضياع الأدلة، وعدم وجود أدلة على إدانة الشقيقين، فيخطب خطبة طويلة عن معدل جرائم الاغتصاب في السنين الماضية، وكيف أنه تزايد بشكل مرعب في كل أنحاء الهند، وذلك بسبب عدم معاقبة المجرمين المسئولين عن تلك الجرائم عقوبات رادعة وتركهم يفلتون بفعلتهم، ويحاول إقناع القاضية بخطورة تلك الجرائم وخطورة التساهل مع المجرمين.
فتعطي القاضية فرصة أخرى للاستماع إلى الشهود ولكنهم مجرد يومين، ويحاول “سانجرام بهاليراو” بكل قوته تجميع أدلة فيذهب إلى الشرطي المسئول عن حفظ الأدلة ويعرف أنه تلقى رشوة، لكنه لا يلومه لأنه كان مثله في يوم من الأيام.
القصاص..
ثم يذهب إلى رجل الأعمال الشاهد ويحادثه، لكن الرجل يستهزئ به فيضربه “سانجرام بهاليراو” ضربا مبرحا، وتصوره زوجته لينتشر الفيديو على الانترنت، ويتم فضخ “سانجرام بهاليراو” وأنه ضابط عنيف، ويعلق وزير الداخلية عمله لأن رجل الأعمال ذلك ينتمي لحزب هام في الدولة. لكن “سانجرام بهاليراو” يظل يعمل على القضية رغم تعليق عمله، ويعتذر من الرجل العجوز الذي اغتصب أرضه واعدا إياه بأن يعيدها إليه.
ويتناقش من أهل البلدة في أمر “أكروتي” خاصة مع اشتعال غضب والدها الذي يشعر أن روح ابنته غاضبة ولم تهدأ، ويفكر في قتل الشابين الذين اعتدا عليها لكي تطمئن روح ابنته. لكن “سانجرام بهاليراو” يوقفه ويقول له أنه سينتقم له.
ويتفق نسوة البلدة على التجمع في قسم الشرطة لإعطاء الطعام لذويهم من رجال الشرطة، ويترك “سانجرام بهاليراو” كاميرا المراقبة كما هي مفتوحة، ويحاول استفزاز الشابين بخصوص عدم قدرتهما الجنسية، فيتفاخر الشابان بأنهما اغتصبا “أكروتي” وعذباها حتى الموت، ويهددان مساعد “سانجرام بهاليراو” باغتصاب ابنته أيضا، فيغضب الرجل ويفتح الزنزانة لضربهما، لكنهما يضربانه في المقابل.
ويأمر “سانجرام بهاليراو” رجل شرطة آخر بإعطاء سلاح في يد الشابين حتى يستطيع قتلهما بحجة الدفاع عن النفس، وبالفعل يعود رجال الشرطة إلى جوار “سانجرام بهاليراو” متظاهرين أنهما خائفين من الشابين، ويطلق “سانجرام بهاليراو الرصاص على الشابين.
انتقام المجرم..
وحين يعلم “دورفا” بمقل أخويه يغضب غضبا شديدا ويقرر قتل “سانجرام بهاليراو”، ويرفض السير في المحاكمة، لكن المحامي يقنعه بأن يترك الأمر له. ويحرض المحامي القاضية في يوم استماع الأقوال على “سانجرام بهاليراو” متهما إياه بقتل الشابين عمدا، ويطالبها بفتح التحقيق في القضية، وأن يكون المحقق بعيدا عن البلدة، فتأمر بإحضار شرطي من خارج البلدة للتحقيق.
في الوقت الذي يخطف فيه رجال “دورفا” “سانجرام بهاليراو” ويبدأون في تعذيبه تمهيدا لقتله وتركه في الشارع وكأنه قتل بحادث سيارة.
لكن تأتي سيارة لتنقذ “سانجرام بهاليراو” ويخرج منها ضابط شرطة شجاع يحارب بمفرده رجال “دروفا” و”دروفا” نفسه، ويوسعهم ضربا ثم يتعاون هو “سانجرام بهاليراو” على القضاء على باقي الرجال. ويشرح له “سانجرام بهاليراو” الأمر حين يعرف أنه الضابط المكلف بالتحقيق في قتله للشابين، ويقدم الضابط تقريرا يفيد بأن “سانجرام بهاليراو” كان يدافع عن نفسه لتتم براءته من القتل العمد.
ويعود “سانجرام بهاليراو” إلى عمله بعد أن يعيده وزير الداخلية، ويخبره الضابط الذي حقق في قضيته أنه قدم تقريرا لصالحه لكي يبث الخوف في نفوس المعتدين والمغتصبين، حتى لا يكرروا جرائمهم. وينتهي الفيلم على ذلك.
النظرة الدونية للمرأة..
الإخراج جيد، وكذلك الديكورات، وأداء الممثلين، واتجه الفيلم نحو الاكشن والحركة والإثارة، كما تضمن أغاني جميلة ورقص وغناء كعادة الأفلام الهندية، كما حشرت قصة الحب حشرا داخل الفيلم لتعطي جاذبية للقصة.
لكن تكمن أهمية الفيلم في مناقشته قضية خطيرة تخص المجتمع في قالب ترفيهي وقالب إثارة وحركة، وهي قضية الاغتصاب وازدياد معدلاته في الهند، حيث أن الضابط نفسه يقدم أرقام وإحصائيات عن معدلات الاغتصاب في الأعوام السابقة. كما اأنه يطرح فكرة هامة وهي التعامل بقوة مع المعتدين والمغتصبين حتى لا تتكرر تلك الجرائم في حق المرأة الهندية، مؤكدا على أحقية المرأة الهندية في أن تتجول بحرية دون تهديد أو خوف، وحقها في التعليم والعمل وعدم التمييز ضدها لكونها امرأة.
حيث يؤكد على فكرة تكريس النظرة الدونية نحو المرأة والتي أدت إلى زيادة حوادث الاغتصاب والاعتداء على المرأة. ونجد الضابط يحرض العاملات في مجال الشرطة على تأديب المجرمين اللذين اغتصبا وقتلا “أكرومي”.
لكن هناك أيضا تساؤل على مشاهد العنف التي مورست على المجرمين ألا تخل بمبادئ حقوق الإنسان في التعامل مع مرتكبي الجرائم، وهل فكرة القضاء على وقتل المغتصبين ما مدى إنسانيتها، وهذا أمر محير في الواقع حيث أن الفيلم يؤيد فكرة القصاص العادل من المغتصبين لأن إبادتهم وقتلهم هو السبيل الوحيد للقضاء على مثل ذلك النوع من الجرائم الوحشية ضد النساء.
كما ألقى الفيلم باللوم على الأمهات اللاتي يربين أبنائهن الذكور على أنهم أفضل من النساء، وعلى فكرة الكبرياء الذكوري، ووجوب تربية الأطفال على احترام المرأة والشعور بمكانتها.
قوة الشرطة الباطشة..
ورغم أن الفيلم سعى في مجمله إلى أن يكون فيلم إثارة وحركة، حتى أنه ضخم من قدرات البطل الفرد الذي قتل عدد من الرجال بقوته العضلية وحدها، ويستطيع هزيمة العصابات إلا أنه طرح قضية هامة للمناقشة وهذا في الواقع هو الدور الأسمى للسينما، حيث تنشر الوعي وسط الناس وتطرح القضايا الهائمة والشائكة في محاولة لحلها أو التقليل من حدة الأمور السلبية والسلوكيات الخاطئة ومواجهة الجرائم . لكنه مع ذلك سيد فكرة قوة الشرطة الباطشة في مواجهة المجرمين، كما أشار إلى وجود فساد داخل مؤسسة الشرطة والذي يساهم في زيادة معدلات الجريمة، وارتباط ذلك الفساد بفساد أكبر على مستوى الأحزاب السياسية والمناصب الهامة في الدولة. لكنه مع ذلك أكد على نزاهة القضاء الهندي واستقلاليته.
الفيلم..
Simmba هو فيلم هندي عام 2018 من إخراج “روهيت شيتي”، كتبه “يونس سجوال وساجد فرهاد”. من إنتاج “هيرو ياش جوهر، روهيت شيتي، أبورفا ميهتا، كاران جوهر”، يقوم ببطولته “رانفير سينغ، سونو سود وسارة علي خان، مع أجاي ديفجن”. نسخة جديدة من 2015 فيلم “تيلوجو تيلجو”.
صدر فيلم Simmba في دول مجلس التعاون الخليجي في 27 ديسمبر 2018. وصدر الفيلم في الهند وأقاليم دولية أخرى في اليوم التالي تم توزيعه في جميع أنحاء العالم من قبل شركة Reliance Entertainment حصل الفيلم على آراء متباينة من النقاد، لكنه أصبح الفيلم الافتتاحي الأعلى ربحًا لسينغ اعتبارًا من عام 2018 واستمر في الوصول إلى إجمالي حوالي 400 كرور روبية في جميع أنحاء العالم، ليصبح الفيلم الهندي الخامس والعشرون الأعلى ربحًا على الإطلاق. في وقت لاحق، حصل على جائزة اختيار الشعب الأسترالية تلسترا.
