خاص: إعداد- سماح عادل
“طلعت رضوان” كاتب وباحث مصري.
حياته..
“طلعت سنوسى رضوان البسيونى”، ولد في1942 حي العباسية، القاهرة، حصل على ليسانس حقوق في1980 من كلية الحقوق، جامعة عين شمس. عمل حوالى35 سنة موظفا بوزارة المالية. وتقاعد منذ عام 2002.
انصبت اهتماماته حول الدفاع عن الحضارة المصرية، من خلال الدراسة العلمية وخاصة علم الأنثروبولوجيا حيث دافع عن خصائص الشعب المصري الثقافية، وهى الخصائص التي تؤكد أنّ كل شعب له خصوصيته الثقافية، بمعنى الثقافة القومية، والتي تشمل بنيته اللغوية، ومجمل أنساق بقيمه إلخ، وليس بمعنى الثقافة في مفهومها السائد غير العلمي، والمحور الثاني هو الدفاع عن علمنة مؤسسات الدولة في مواجهة الأصولية الإسلامية أو أية أصولية دينية لا تعترف بالآخر المختلف مع فكرها الأحادي . وعلى ضوء هذيْن المحوريْن كانت دراساته المنشورة في الصحف والمجلات المصرية والعربية (خاصة مجلة العربي الكويتية ومجلة العربي العلمي الكويتية. وفى الموقع الالكترونى (الحوار المتمدن) والموقع الالكترونى مجلة مصر المحروسة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. وفى كتبه التي شملتْ الإبداع الأدبي والنقد والتاريخ.
مؤلفاته..
صدر له 26 كتاب في فروع مختلفة ما بين الرواية والقصة القصيرة والقضايا الفكرية:
- مدينة طفولتي: مجموعة قصص قصيرة – هيئة الكتاب المصرية عام 1990وأعيد طبعها عام 2001 ضمن مشروع مكتبة الأسرة.
- أبعاد الشخصية المصرية بين الماضي والحاضر- هيئة الكتاب المصرية عام 1999 وأعيد طبعه في نفس العام ضمن مشروع مكتبة الأسرة .
- الثقافة السائدة ومقاومة الميديا الصهيونية بالعبرى – عام 1999على نفقته الخاصة بالتعاون مع الجمعية المصرية للتنوير.
- أنساق القيم في الإبداع المصري – مجموعة دراسات في النقد الأدبي – هيئة قصور الثقافة- سلسلة كتابات نقدية- عدد 103 مايو2000.
- العسكر في جبة الشيوخ: الأصولية الإسلامية قبل وبعد 1952- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عام 2003- وأعيد طبعه باسم (الثقافة المصرية والأصولية الدينية- قبل وبعد يوليو52) مع المزيد من الإضافات وصدر عن دار(الدار) للنشر عام 2010.
- ترنيمة عشق: رواية – هيئة الكتاب المصرية – عام 2006.
- هديل الحمام: مجموعة قصص للأطفال – هيئة قصور الثقافة- عام 2008.
- موسيقى من السماء: مجموعة قصص للأطفال- هيئة الكتاب المصرية- عام 2011.
- الليبرالية المصرية قبل يوليو1952- مكتبة الأسرة عام 2010.
- الصراع المصري العبري والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمأزق الحضاري للمرجعية الدينية- مكتبة جزيرة الورد – عام 2011.
- العلمانية والعلاقة بين الدين والسياسة- هيئة قصور الثقافة- عام 2012.
- العلمانية والطريق إلى الاستقرار الاجتماعي – هيئة الكتاب المصرية- عام 2013.
- * زواج الدين الثابت بالسياسة المتغيرة – المجلس الأعلى للثقافة – عام 2014.
- مصر الحضارة والانتصار للحياة – كتاب الهلال – ديسمبر2012.
- دوائر النور والنار- رواية- دار النسيم للنشر- عام 2013.
- روح الفراشة- مجموعة قصص قصيرة- كتاب الأخبار.
- توظيف الدين في الإبداع – عام 2013 – دار النسيم للنشر.
- قراءة في مذكرات ضباط يوليو1952- مركز المحروسة للنشر- عام2015.
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية – مركز المحروسة للنشر- عام2025 .
- إبداع الأميين المصريين – هيئة قصور الثقافة – عام2017.
- دراسات فى الإبداع المصري والعربي– هيئة الكتاب المصرية- عام2018.
- تجديد الخطاب الديني بين الواقع والوهم- مؤسسة أروقة للترجمة والدراسات والنشر- عام 2019.
- التراث العبري ومصطلح إسرائيليات- دار (الدار) للنشر- عام2019.
- التأرجح بين المنطوق والمكتوب فى الشعر المصري – دار الدار للنشر- عام 2020.
- في البدء كانت العتمة: مجموعة قصص قصيرة – هيئة الكتاب المصرية – عام 2020.
- قراءة نقدية للعهد القديم – أو (موقف العهد القديم من الحضارة المصرية، والموقف العدائي ضد فلسطين ومعظم الدول فى تلك الفترة التاريخية من الزمن القديم) الناشر مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر- عام2020.
- قراءة تحليلية لصحيح البخاري – مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر- عام 2020.
- تحت الطبع : انعكاس الثقافة القومية على الإبداع الأدبي – هيئة قصور الثقافة.
المثقف العربي..
في حوار معه أجراه “سامح سليمان” يقول “طلعت رضوان” عن المثقف العربي: “أعتقد أنّ أغلب المثقفين العرب وأغلب المثقفين المصريين أدوا أدوارًا كارثية في تمجيد السلطة الحاكمة، ولو ركـزنا على مصر نكتشف أنّ (المثقفين) المصريين ردّدوا مزاعم عبد الناصر حول (عروبة مصر) وصدّقوا تلك الأكذوبة، ولم يهتموا بدراسة الموقف من ناحية التعريف العلمي لمفهوم (الثقافة القومية) التي هي مجموع أنساق القيم التي أبدعها شعب من الشعوب عبر تاريخه الممتد، وذلك يتضح في (الميثولوجيا) وفى كل أشكال الإبداع الشعبي من نكت وأمثال ومواويل وعادات (الموالد، سبوع الطفل، أربعين الميت.. إلخ).
ولو أنّ (المثقفين) اهتموا بدراسة تلك الأبواب لعرفوا أننا لا ننتمي للعروبة إطلاقا. كما أنهم سكتوا على جريمة عبد الناصر عندما شطب اسم مصر وصار الاسم الحروف الثلاثة الشهيرة (ج. ع. م) وتلك جريمة لم يرتكبها الغزاة الذين احتلوا مصر بما فيهم العرب، ولذلك فإنني أتحفظ على تعبير (مثقفين) وكتبتُ عنهم أنهم (متعلمين كبار) وعلى رأسهم العروبي الكبير الأستاذ الدكتور جمال حمدان الذي ردّد أكاذيب العروبيين والناصريين والماركسيين عن أنّ (مصر عربية)”.
ويواصل عن الثقافة العربية: “أعتقد أنها ثقافة معادية لروح العصر الحديث، بسبب طغيان الماضي على الحاضر، والعداء للعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ولحرية المواطن (الفرد) في استقلال فكره، وتعظيم آلية (التلقين) في التعليم وبالتالي تجريم الحق في الاختلاف وقمع أي تفكير حر.
ولعلّ من بين أسباب التخلف الحضاري والتكنولوجي في المنطقة (سواء عند العرب أو في مصر) هو عدم الانتباه لجوهر التقدم الذي حدث في أوروبا، عندما تم الانتصار على الكهنوت الديني، حيث أنه (بفضل العلماء والفلاسفة) تمّ ترسيخ حقيْن للمواطن: الأول حق الاختلاف والثاني (وهو أهم من الأول) حق الخطأ، على أساس أنّ صواب اليوم قد يكون خطأ الغد، والعكس صحيح”.
قضايا المرأة..
وعن أهم قضايا المرأة في المجتمع يوضح: “النص الديني في الديانة العبرية ضد المرأة . وعندما تم اكتشاف البنج لأول مرة في أوروبا منع الكهنوت الديني استخدامه في حالة عمليات الولادة القيصرية، واستندوا إلى نص (وبالوجع تلدين أولادًا) (تكوين: إصحاح 3/16) وبالتالي منعوا استخدام مخدر الكلورفورم. وفى نفس الإصحاح فإنّ الرجل يسود على المرأة.. والأمثلة كثيرة، وهو ما تردّد بعد ذلك في العهد الجديد” .
وعن العلاقة بين الدين وبين الجنس والسياسة وما هي أبعاد تلك العلاقة يقول: “هذا سؤال يحتاج إلى كتاب أو دراسة من عدة صفحات، وأعتقد إذا كان المقصود بالجنس (العرق) فإنّ الدين مع التعصب للجنس وعندي أمثلة عديدة في هذا الشأن لدرجة أنّ معاوية بن أبى سفيان قال (وجدتُ أهل مصر ثلاثة أصناف: فثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لا ناس. فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب. والثلث الذين يشبهون الناس فالموالى. والثلث الذين لا ناس المُسالمة يعنى القبط) المقريزى – المواعظ والاعتبار- بذكر الخطط والآثار- ص 50).
أما عن علاقة الدين بالسياسة فأرى أنّ الخلط بينهما مفسدة للاثنين، كذلك ضرب الدين مع السياسة في خلاط واحد، اسمه أنظمة الاستبداد، ولا مناص من (علمنة مؤسسات الدولة)”.
الحضارة المصرية القديمة..
وعن تقييمه الشخصي للحضارات: الحضارة المصرية القديمة، اليونانية، الرومانية، الفارسية: “أعتقد أنّ الحضارة المصرية كانت البداية للحضارات الإنسانية، وتلك الحقيقية أكدها علماء المصريات، خاصة عندما ركزوا على تكريس أهم (قانون) يحكم علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة السلطة بالمواطنين وهو (قانون الضمير) ولم تكن مصادفة أنْ يؤلف العالم الكبير برستد كتابه (فجر الضمير) كما أنه الذي كتب (مصر هي أول دولة متحضرة كبيرة، في وقت كانت فيه أوروبا ومعظم غربي آسيا ما تزال مسكونة بجماعات مُـشتتة من صيادي العصر الحجري)، ونفس المعنى قالته عالمة المصريات (كريستين نوبلكور) فكتبتْ (تروى لنا بعض الآثار التي حفظتها الصدفة روايات عجيبة تبرهن على المواهب الرفيعة التي تمتع بها المصريون القدماء، ذلك الشعب الذي أبدع حضارة متقدمة، في ذات الوقت الذي كان أجدادنا في أوروبا قابعين في ظلمات الكهوف).
والمُـستخلص من تلك الكتب العديدة أنّ الحضارة المصرية انتقلتْ إلى اليونان ثم إلى روما ثم إلى أوروبا . كما أعتقد أنه من المهم لجيل الشباب التعرف على كل الحضارات الإنسانية، ولكن مع الاحتفاظ بل والدفاع عن الخصوصية الثقافية لكل شعب، وهو المعنى الذي عبـّـر عنه الأب الروحي للشعب الهندي (المهاتما غاندي) الذي قال (إنني أرغب أنْ تهب على بيتي جميع ثقافات العالم، ولكنني أرفض أنْ تقتلعني من جذوري إحدى هذه الثقافات)”.
علامة مضيئة..
في مقالة بعنوان (طلعت رضوان.. علامة مضيئة في تاريخ مصر) يكتب “محمود حامد”: “ما بالنا لا نتمكن من التقاط أنفاسنا، ونرانا نودع الأحباب واحدًا تلو الآخر وسط حزن عميق على قسوة الفقد وألم الفراق؟ عندما دخلت منذ لحظات، باغتنى خبر رحيله المفاجئ. قمة في الطيبة والنبل والتواضع.. في أول لقاء لنا (زمان في ثمانينيات القرن الماضي) لعبت كيمياء العلاقات الإنسانية دورها، وتعددت اللقاءات لأكتشف أنني اكتسبت صداقة كنز من المعلومات في تاريخ مصر، وعقل قادر على التحليل القائم على المنطق السليم، وروائي يمتلك أدواته باقتدار، وناقد يضيف للعمل الأدبي قيمةً فوق قيمته، وباحث يتخذ من الأمانة العلمية سبيلًا للوصول إلى استنتاجاته الموضوعية، ومفكر يؤمن بقيمة العقل ويجعله دليلًا يرشده الطريق ومصباحًا يضيء أمامه الدروب المغلقة.
وفوق ذلك كله «أو رغم ذلك كله” تجده إنسانًا في غاية التواضع، يتعامل مع الجميع كأخوة أو أبناء له، يسأل دومًا عن أحوالهم ويقدم لهم نصائحهم الثمينة في هذا الزمان المقلق. طلعت رضوان اسم كبير في الثقافة المصرية، وعلم من الأعلام «القلائل» الذين رفعوا لواء الهوية المصرية ودافعوا عنها بكل السبل والأحاجيج، تميزت كتاباته وآراؤه بالوضوح التام دون أي مواربة، ودون تقديم أي تنازلات فكرية”.
ويضيف: “طلعت رضوان ليس مجرد عابر سبيل في الحياة الفكرية والثقافية لمصر. كل مؤلفاته تقول أننا أمام نهر متدفق عاشق لهذا الوطن حريص على الارتقاء به وإقالته من عثرته التي شدنا إليها أولئك المتعصبون كارهو الحياة المتلاعبون بالدين والدنيا أيضًا، ولم يكن غريبًا على الإطلاق، إزاء قيمة مفكرنا العملاق، أن يخصص الدكتور رفعت السعيد سلسلة مقالات عنه كتبها في «البوابة» تحت عنوان من كلمتين فقط: (طلعت رضوان)، وكأنه يريد أن يقول: «يكفى اسمه دون أي إضافات»، وهو بالفعل كذلك.
تضمنت تلك المقالات، جولة فكرية مع كتابه «العلمانية والعلاقة بين الدين والسياسة»، والذي اعتبره كتابًا يستحق الاهتمام، لأنه يتخذ مسلكا يفسر به معاني يساء فهمها عن عمد، بهدف تشويهها في أذهان الجماهير. والكتاب على صغره حافل بالمعلومات وقادر على إيقاظ العقل”.