“علي بیگدلی” يجيب .. كيف تحولت “الإمارات” و”قطر” إلى جنة الشرق الأوسط ؟

“علي بیگدلی” يجيب .. كيف تحولت “الإمارات” و”قطر” إلى جنة الشرق الأوسط ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انتهت فاعليات “كأس العالم لكرة القدم” بتتّويج “الأرجنتين” بلقب البطولة؛ وعكست ابتسامات الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”؛ في المراسم الختامية، وإرتداء “ميسي” البشت القطري، نجاح دولة “قطر” في استضافة مباريات “كأس العالم” على نحوٍ جيد.

في حين انتشرت الأخبار عن اعتقال اليونانية؛ “إيفا كايلي”؛ نائب رئيس “البرلمان الأوروبي” بصحبة أسرتها في “بلجيكا”؛ بتهمة تلقي رشوة من القطريين لقاء دعم استضافة “الدوحة”؛ كأس العالم.

وفي هذا الصدد أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “علي بیگدلی”؛ الخبير في الشأن الدولي…

مسألة الرشوة هامشية أمام نجاح “قطر” في “المونديال”..

“ستاره صبح” : برأيكم هل يمكن أن يتسّبب ملف رشوة “قطر”؛ نائب رئيس “البرلمان الأوروبي” في مشكلة ؟

“علي بیگدلی” : كان لأنباء رشوة نائب رئيس “البرلمان الأوروبي” صدى واسع على مستوى العالم، لكن ما تمخضت عنه هذه البطولة هو نجاح “قطر” في استضافة “كأس العالم”. وإقامة هذه الحدث الكروي في “قطر” يُمثل منعطف في التاريخ القطري.

ولعل دفع الرشوة مسألة هامشية؛ لكن إقامة “كأس العالم” بإدارة سّخية قطرية، لم يستطع مكانًا آخر يتمتع بالجدارة للاستضافة. وقد أدى إقامة هذه المباريات إلى كسّب القطريين إمتيازًا خاصًا على المستويات الإقليمية والدولية.

وللحديث عن التنمية القطرية يُجّدر بنا مقارنة هذه الدولة بـ”الإمارات العربية المتحدة”. فالحقيقة لقد كانت التنمية الإماراتية نتيجة الأنشطة التجارية. وكانت حكومة “الإمارات” قد دعت المستثمرين الأجانب، وحفزتهم عن طريق التسّهيلات على البناء العمراني في “الإمارات”. لكن أمير “قطر”؛ على عكس “ابن زايد”، ربط مسّار التنمية بالسياسة.

وبغض النظر عن القضايا الاقتصادية؛ يُصارع الشيخ “تميم” قضايا سياسية. والمعروف أن “قطر” تتبع سياسات مستقلة وترتبط بعلاقات بناءة مع أغلب دول العالم.

وكانت “قطر” تُعاني مشكلة مع “الكويت” وبعض الدول العربية الأخرى، بعد أن فقدت حليفها في “مصر”؛ وأعني: “محمد مرسي”، بعد الانقلاب عليه واعتقاله.

والمعروف أن “تركيا” اتخذت الجانب القطري في هذه الأزمة، ووجهت بإرسال قواتها العسكرية إلى “الدوحة” تعبيرًا عن دعم القطريين. لكن بعد تجاوز هذه الأزمة؛ وبمرور الوقت، حققت “الدوحة” استقرارًا أمنيًا جيدًا.

كذلك فالظروف الاقتصادية مواتية في “قطر”. وأثناء زيارة الرئيس الصيني إلى “السعودية”، والاجتماع مع الدول أعضاء “مجلس التعاون الخليجي”، وقّعت “الدوحة” مع “بكين” اتفاقية لتصّدير “النفط” من حقل (بارس) الجنوبي إلى “الصين”؛ بقيمة: 60 مليار دولار.

والحالة الاقتصادية في “قطر” تمضي على نحو توفير مستشفى لكل: 100 ألف مواطن. وتقدم الخدمات التعليمية والطبية إلى المواطن بشكلٍ مجاني. ويتمتع أمير “قطر” بالقدرة على إدارة الأجواء الداخلية والإقليمية والدولية على نحوٍ جيد.

وأخيرًا سوف تبعث استضافة “الدوحة”؛ مباريات “كأس العالم” على نحوٍ مبهر، إلى زيادة الرغبة في الاستثمار بهذا البلد.

وفي إطار منافساتها مع “السعودية”؛ بذلت “قطر” جهود مضنية لاستضافة “كأس العالم”، وهناك شّبهات عن تقديم رشوة إلى بعض الشخصيات النافذة، لكن على كل حال فقد أحسنت في إقامة هذه الدورة من المسابقات.

وزن “قطر” الإقليمي..

“ستاره صبح” : برأيكم ما كانت أهداف “قطر” من استضافة “مونديال كأس العالم” ؟

“علي بیگدلی” : لم تكن “قطر” تبحث عن أهداف اقتصادية، بل إنها تمتلك أفضل الاقتصاديات في منطقة الخليج، وإنما كانت تبحث عن دور في السياسات الإقليمية والعالمية، وقد حققت هذا الهدف.

وحاليًا يتعين على دول الشرق الأوسط أن تعتبر بوزن “قطر” الخاص؛ حيث تستطيع المناورة في منطقة الخليج باعتبارها قوة إقليمية.

ولقد لعبت بجدارة دور الوساطة بين “إيران” و”أميركا” والدول العربية. وكما أسلفنا فأساس الوجود القطري يقوم على الممارسات السياسية بعكس “الإمارات”؛ التي تُركز نشاطها على قطاع التجارة.

اثبات القوة..

“ستاره صبح” : كيف ترى زيارة “ماكرون” إلى “قطر” ومتابعة المباراة النهائية ؟

“علي بیگدلی” : حين يصل منتخب دولة ما إلى المرحلة نصف النهائية أو النهائية، يتوافد مسؤولو هذا البلد على محل إقامة المباريات للمتابعة عن كثب.

لكن الطريف أن تٌقدم أمير قطر على “ماكرون”؛ وهذا يُعتبر نوعًا من استعراض القوة، ويثبت بالحقيقة أن الشيخ “تميم”، نجح بتحقيق أهدافه من استضافة “مونديال كأس العالم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة