لا يخفى على احد ان الواقع الصحي اليوم يعاني من بعض المشاكل والتي تعود حلولها بيد وزارة الصحة حصريا وقد تناقشت مع الكثير من الأخوة النواب في خصوص موضوع الأدوية وغيرها من الامور المتعلقة بالأمور الطبية وخاصه ما تعانيه مستشفيات الموصل كافة..
ولكن للأمانة حتى نلتزم الحياد في الدقة في التشخيص يجب ان نميز بين وجود الدواء في صيدليات المستشفيات وبين اداء وعمل الطبيب.. انني اعرف عن قرب ان جميع الاطباء يتمنون قبل المرضى ان يتوفر لديهم كل انواع الأدوية حتى يقومون بإعطائها للمرضى الذين يقومون بفحصهم ولكن احيانا تجري الرياح بما لا يشتهي السفن…
نعم ان الامور التي تخص وزارة الصحة لا يستطيع مدير المستشفى او ربما حتى مدير عام الصحة في المحافظة من حلحلتها بالكامل وكلنا يعرف ان اغلب الوزارات هي ولادة المحاصصة والجميع يعرف ماذا يجري من سرقات للمال العام… وانا هنا ليس دفاعا عن الاطباء او عن دائرة صحة نينوى وانما لنقل حقيقة شاهدتها بأم عيني اكثر من مرة عند مراجعتي للمستشفى العام في الموصل الكائن في منطقه وادي حجر او ما يسمى بالمستشفى العسكري سابقا حيث انني اشاهد الدكتور يوسف البدراني مدير المستشفى العام بنفسه يتنقل بين الردهات وبين طوارئ المستشفى وبين صالة العمليات ويتفقد الصغيرة والكبيرة ويتفقد المرضى شخصيا ويستمع منهم لكل المشاكل والمعضلات التي تواجههم ويقوم بتذليل ما يستطيع من اشكالات بين المريض والكادر الطبي وانني أثمن جهود هذا الشخص الذي وجدت فيه الاخلاق العالية قبل كل شيء ووجدت فيه الإنسانية تتقدم على كرسي الوظيفة…. ان الدكتور يوسف البدراني مثال يقتدى به لكل الأخوة مدراء المستشفيات الاخرى فبارك الله بك ايها الدكتور المتفوق بمتابعته لكل المرضى الراقدين في المستشفى وبارك الله في العائلة التي انجبت هكذا نبلاء محافظين على عملهم بأتم صورة لا يهمه ولاتعنيه كلمه السيد المدير لا من بعيد ولا من قريب…
نعم انه الدكتور يوسف البدراني الذي اثبت وجوده في هذا المستشفى والذي يكون مراجعيه دوما من المرضى من المناطق الشعبية فيقوم بتلبية كل ما يستطيع من احتياجاتهم لقد شاهدته اليوم وانا ازور احد الاقارب الذي تعرض لحادث سيارة والحمد لله حالته مستقرة واثناء زيارتي شاهدت الدكتور يوسف يقوم بالتجوال بين صالات المستشفى ومعه الكادر الطبي ويستفسر من الجميع عن كل المعوقات التي تواجههم ووجدته يوجه الكادر الطبي ان يبعد الروتين من عملهم لان الروتين يجب ان لا يتعلق بحياة الانسان وخاصة في مجال الطب وللحديث طرافه عندما قال له احد الاطباء ان هذا المريض يحتاج الى استمارة يجب ان يوقعها مدير المستشفى فقال له نعم انا سوف اوقعها فيما بعد عليك ان تقدم العلاج اللازم للمريض وهذا هو اهم شيء..
ان الإنسانية ما زالت موجوده وان الجانب المادي ليس كل شيء لدى الكثير من ابناء مجتمعنا العراقي ولكن الحاله العامة تطغي احيانا على سمعة اغلب الكفاءات العلمية التي زرعت بذرة الطيب في قلوبها وانتزعت كل الجوانب الاخرى سواء كان الجانب المادي او جانب حب ((الانا)) الذي يصيب الانسان بسبب المنصب وينقل له داء العظمة..
شكرا للدكتور يوسف البدراني الصديق المخلص الذي جاء لخدمة اهله في هذا المجال وهذا الاختصاص الحيوي المهم.. شكرا له على انسانيته.. وشكرا له على مهنته الإنسانية.. وشكرا له على اخلاقه المتواضعة وشكرا وشكرا وشكرا…