26 يونيو، 2025 11:48 م

“بوتين” في بيلاروسيا و”زيلينسكي” في واشنطن .. توقعات بتغيير قواعد اللعبة !

“بوتين” في بيلاروسيا و”زيلينسكي” في واشنطن .. توقعات بتغيير قواعد اللعبة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تحركات متوازية على الجانبين تُنبيء بتحركات جديدة على الأرض، توجه الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، إلى “واشنطن”، اليوم الأربعاء، للقاء الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، وإلقاء كلمة أمام جلسة لـ”الكونغرس”؛ في أول رحلة خارجية له منذ بدء العملية الروسية العسكرية؛ في شباط/فبراير الماضي.

وقال “زيلينسكي”؛ عبر حسابه على (تويتر)، إن الزيارة تهدف إلى: “دعم الصمود والقدرات الدفاعية” لـ”أوكرانيا”؛ ومناقشة التعاون بين بلاده و”الولايات المتحدة”.

وذكرت المتحدثة الصحافية للبيت الأبيض؛ “كارين جان-بيير”، في بيان ليل الثلاثاء؛ أن “بايدن” يتطلع إلى الزيارة وأن الخطاب أمام “الكونغرس” سيُظهر: “دعم الحزبين القوي لأوكرانيا”، مشيرة إلى أن: “الزيارة ستؤكد على إلتزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، والذي يشمل تقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية والعسكرية”.

وأوضحت أن الرئيس الأميركي سيُعلن مسّاعدة: “كبيرة” جديدة لـ”أوكرانيا”؛ التي ستشمل بحسب مسؤول أميركي كبير نظام (باتريوت) للدفاعات الجوية المتطورة.

وأكدت المتحدثة الصحافية لـ”البيت الأبيض” أن الزيارة تؤكد استمرار دعم “الولايات المتحدة”؛ لـ”كييف”: “طالما اقتضت الضرورة”.

لا تسّوية وشيكة للحرب..

وأوضح مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أنهم لا يتوقعون تسّوية وشيكة للحرب؛ وأنهم مسّتعدون لاستمرار القتال لبعض الوقت.

وأعاد “بايدن” التأكيد على إلتزام “الولايات المتحدة” بتسّليح وتدريب “أوكرانيا”، نافيًا في الوقت ذاته مشاركة القوات الأميركية بشكلٍ مباشر في الصراع.

وخلال مكالمة هاتفية؛ في 11 كانون أول/ديسمبر الجاري، ناقش “بايدن” و”زيلينسكي”؛ فكرة زيارة لـ”واشنطن” تبعتها توجيه دعوة رسمية لـ”زيلنسكي” بعد 03 أيام، وفقًا لمسؤول بارز في الإدارة الأميركية.

وقبل “زيلينسكي” الدعوة؛ الجمعة، وتم تأكيدها؛ الأحد، عندما بدأ “البيت الأبيض” التنسّيق مع رئيسة مجلس النواب؛ “نانسي بيلوسي”، لترتيب خطاب “الكونغرس”.

وأضاف المسؤول أن “البيت الأبيض” أجرى مشاورات مع “زيلينسكي” بشأن الترتيبات الأمنية لمغادرته “أوكرانيا” والتوجه إلى “واشنطن”، بما في ذلك خطر تحرك روسي خلال تواجد “زيلينسكي” خارج البلاد لفترة وجيزة، رافضًا الإفصاح عن تفاصيل الإجراءات التي اُتخذت لحماية الزعيم الأوكراني.

الإعلان عن أكبر حزمة مساعدات لـ”أوكرانيا”..

وأشار المسؤول إلى أن “الولايات المتحدة” تتوقع مواصلة “روسيا” هجماتها على القوات الأوكرانية والبُنّية التحتية المّدنية؛ بحسب زعمه.

وستكون شريحة التمويل الأميركية التي سيّنظرها “الكونغرس”؛ أكبر حزمة مساعدات أميركية لـ”أوكرانيا” – وتتجاوز المسّاعدات الطارئة التي طلبها “بايدن”؛ والتي تبلغ: 37 مليار دولار – وتهدف إلى ضمان تدفق الدعم للمجهود الحربي لشهورٍ قادمة.

وقال مسؤولون أميركيون إن “الولايات المتحدة” ستُعلن؛ الأربعاء، أيضًا عن إرسال حزمة مساعدات ضخمة بقيمة: 1.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى “أوكرانيا”، وستتّضمن للمرة الأولى بطارية صواريخ (باتريوت) وقنابل دقيقة موجهة لطائراتها المقاتلة.

الأولى منذ 03 أعوام..

في المقابل؛ أنهى الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، زيارته إلى “مينسك”؛ بعد لقائه نظيره البيلاروسي؛ “ألكسندر لوكاشينكو”، وهي الزيارة التي أثارت قلق “كييف” والغرب، كما أرسل من خلالها “بوتين” رسّائل واتفاقات عدة ترسّم ملامح الجبهة الشرقية.

الزيارة التي تُعد الأولى منذ 03 أعوام، تزامَن معها في نفس التوقيت قصف عنيف للعاصمة الأوكرانية؛ “كييف”، من خلال المُسيّرات، في هجوم وُصف بالأعنف من خلال الطائرات بدون طيار الروسية.

“بوتين”؛ أكد خلال لقائه؛ “لوكاشينكو”، أن “روسيا” لا تسعى إلى ابتلاع “بيلاروسيا” أو ضمها، فهي دولة صديقة وحليفة أيضًا، وهنا يقول “ألكسندر هوفمان”، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الإستراتيجية، إن الزيارة المهمّة ستنتهي اليوم على مستوى الوفود الروسية المشاركة؛ والتي من خلالها تُظهر رسّائل الرئيس “بوتين”.

أوضح “ألكسندر هوفمان”، خلال تصريحاته لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن هناك 03 رسّائل من تلك الزيارة وهي:

أولًا: تعاون نووي..

“بوتين”؛ أكد خلال الزيارة أن “روسيا” مستعدة لتطوير المشاريع النووية في “بيلاروسيا”، وهذا يعني تحولاً كبيرًا في الشراكة مع “بيلاروسيا”؛ التي تُعد بوابة لحدود “روسيا” من جانب الغرب، كما أنها رسالة واضحة لنقل الترسانة الأميركية في محيط “بولندا”؛ وتهديد “منطقة البلطيق” بالكامل.

ثانيًا: لا تخشوا العقوبات..

الرئيس الروسي؛ تّطرق خلال الزيارة إلى تنشيط التعاون الاقتصادي بين الجانبين إلى حدٍ التكامل، وهذا يعني في رسالة إلى “أوروبا” أن العقوبات المفروضة على “مينسك” لن تُضّعفها في ظل الصفقات الروسية، وآخرها إعلان رئيس وزراء “بيلاروسيا”، أمس الثلاثاء، أن سعر “الغاز الروسي”؛ لـ”بيلاروسيا” سيتم تحديده لأول مرة لمدة 03 سنوات.

كما وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو: 31 مليار دولار، وسيصل إلى: 40 مليارًا نهاية العام؛ وفي السّياق، قال رئيس “بيلاروسيا” إن بلاده تعمل على تقوية العلاقات مع “موسكو”؛ بالرغم من العقوبات التي تُفرض علينا، ولن نُكرر الأخطاء التي حدثت بعد إنهيار “الاتحاد السوفياتي”.

ثالثًا: وحدة عسكرية بالجبهة الشرقية..

وهي المحطة الأهم في تلك الزيارة؛ حسب “ألكسندر هوفمان”، فمن الضروري هنا مراعاة الفهم الإستراتيجي للوضع، الذي عبّر عنه “لوكاشينكو”؛ حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية.

أضاف أن قوات الأمن والدفاع البيلاروسية سترد على التهديدات العسكرية المباشرة لأراضيها وسيّادتها ليست هنا فقط، بل إن “روسيا” ستتبع إجراءات مماثلة إذا واجهت “روسيا البيضاء” تهديدات عسكرية على أراضيها.

قلق من تغيير دور “بيلاروسيا” في الحرب..

بينما أعربت “أوروبا” عن قلقها من نتائج تلك الزيارة، وقال المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية الألمانية؛ “شتيفن هيبيستريت”، إن “برلين” قلقة بشأن زيارة “بوتين” إلى “مينسك”، لأنَّ ذلك قد يُغيّر دور “بيلاروسيا” في الحرب بـ”أوكرانيا”.

من جانبها؛ أعلنت السلطات الأوكرانية أنها تخشى ضربات روسية على “كييف”؛ من الأراضي البيلاروسية؛ خلال الأشهر الأولى من 2023، في سيناريو يُشّبه ذلك الذي حدث؛ في 24 شباط/فبراير الماضي.

تورط بيلاروسي فعلي في الحرب..

وفي هذا؛ يقول “نعومكن بورفات”، المتخصّص بالسياسة الدولية بجامعة “تافريسكي” الأوكرانية، إن “بيلاروسيا” بالفعل متورطة في الحرب على “أوكرانيا”، والدليل صفقات الأسلحة التي تلقتها من “روسيا” والوحدات العسكرية الموجودة على الحدود.

وأضاف “نعومكن بورفات”، أنه منذ بداية شباط/فبراير الماضي؛ وتتدخل “بيلاروسيا” بشكلٍ مباشر، حيث زوّدت الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها خلال الحرب؛ بحسب ادعاءه.

ومراقبة الحدود الشمالية لـأوكرانيا” واستهدافها من خلال عناصر وحدات “بيلاروسيا”؛ كما قامت بالدفع على الحدود بنحو: 09 آلاف جندي روسي، بخلاف منصات الصواريخ والمطارات العسكرية الحديثة.

واستنكر “بورفات” تصريحات (الكرملين)؛ بشأن عدم التخطيط لشن هجوم من جانب “بيلاروسيا”، مؤكدًا أن وزير الدفاع الروسي؛ “سيرغي شويغو”، سبق الرئيس “بوتين”؛ إلى “مينسك”، للتخطيط بالفعل لكيفية إشعال تلك الجبهة؛ كما يزعم الخبير الأوكراني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة