18 ديسمبر، 2024 7:48 م

ماذا يضيف العمل الإنساني للإنسان؟.. أهميته في حياتنا اليومية

ماذا يضيف العمل الإنساني للإنسان؟.. أهميته في حياتنا اليومية

العمل في المجال الإنساني متعة ليس لها نظير، وراحة ليس لها حدود لضمير الإنسان الحي. عندما عُيِّنت في عمل الهلال الأحمر العراقي كان من أسعد أيامي؛ لأنني أحسست أن ذلك سوف يضيف لإنسانيتي الشيء الكثير، خاصة وأنا أحب الفقراء ومساعدتهم.

ماذا أضاف العمل الإنساني لي؟

لا أريد مدح نفسي، لكن كان مشروعي واضح الوفاء والإخلاص في العمل الإنساني، فعلاً نجحت بالمنصب كمسؤول وحدة ومسؤول شعبة مع قيادتي لجنة المساعدات، لذا أسأل: ماذا أضاف العمل الإنساني لي؟

أضاف روح التعاون والحيادية وعدم التحيز ومناصرة الإنسان دون النظر إلى انتمائه.

أكيد أن هذا المقال ليس الغرض منه التحدث عن نفسي فقط، بل هو مدخل لنعرف ماذا تضيف لنا أعمالنا الإنسانية؟

الإنسان يتألف من جسد وروح ويملك عقلًا ظاهرًا وعقلًا باطنًا، وعندما تسقي عقلك الباطن بالخير والرحمة سوف ينعكس على صورتك في الحياة ويترجمها على أرض الواقع.

لكن عندما تسقيه بالشر والمكر سوف ينعكس أيضًا على صورتك في الحياة ويترجم على أرض الواقع من خلال اختلاطك بمجتمعك، إذن كل خير تقدمه سيضيف لرصيدك في الحياة ويكمل شخصيتك.

كرامة الإنسان وحقوقه الإنسانية

المحافظة على كرامة الإنسان واجب مقدس، واحترام حقوقه الإنسانية أقدس شيء في الحياة، علمًا بأن التاريخ يُخلد ذات التوجه الفلسفي الإنساني ولا يُخلد ذات التوجه الفلسفي العنيف.

عندما أُُقصيت من عملي في الهلال الأحمر بسبب الغياب، فقد ألمَّت بي مشكلة طارئة أدت إلى خروجي من العراق، عِشت مرحلة صراع نفسي مع ذاتي الإنسانية التي أبت أن تعيش دون اختلاط ومساعدة الفقراء، هذا الصراع كلفني الكثير، سنة من عمري ذهبت هباءً بالصراع مع النفس.

فجأة قررت أن لا أفشل وعليَّ المسير نحو أفق الإنسانية مهما كلفني الأمر، أنشأت منظمة أسميتها الجود، مع وضع أساس لجميع أهدافها الإنسانية من نظام داخلي إلى الهيئة الإدارية، لكن مع الأسف رُفضت المصادقة عليها، لكن لم أبق مكتوف اليدين رغم فشل تأسيس الجمعية.

العمل الإنساني وأهميته في الحياة

تطوعت في منظمة العفو الدولية وكنت شغوفًا جدًّا بهذا التطوع من حيث المناصرة والدفاع عن حقوق الآخرين ورفض آليات العنف ومناصرة السلام والتسامح.

قُُبلت عضوًا رسميًّا في منظمة العفو الدولية بعد سنوات من التطوع والمناصرة والدفاع عن حقوق الإنسان، وبعد هذا العمل الإنساني وإصراري على النجاح حصلت على جائزة كتب السلام العالمية، وقُبلت في منظمة إنسباد ومقرها في بلجيكا كسفير سلام عالمي.

العمل الإنساني منحني الكثير، لشخصيتي ولنفسي الإنسانية، علينا جميعًا أن نسعى لكل عمل خير، ولنشر التسامح والمحبة.