17 نوفمبر، 2024 3:38 م
Search
Close this search box.

لمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية

لمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية

اللغة ظاهرة انسانية ، وهي وسيلة اتصال بين الفرد والمجتمع وهي اداة لنقل الافكار والمشاعر والعواطف والخبرات ، وبها تميّز الكائن البشري عن بقية المخلوقات . وتُعد اللغة اساس كل حضارة ، اذ بها تُبنى هذه الحضارة وتُنقل بوساطتها ماأُبدع من المعارف ولاتتحرك المجتمعات بدونها . واللغة اداة التفكير ، والصلة بين اللغة والفكر صلة وثيقة محكمة لأن الفكرة منذ اشراقها في الذهن تظل عامة شائعة يعوزها الضبط والتحديد حتى تجد الوسيلة التي تعبّر عنها من لغة او رسم او نموذج ولذا يُقال ( التفكير كلام نفسي والكلام تفكير جهري ) .. واللغة وعاء الفكر ميّز الله بها الأنسان عن الحيوان فهي اكبر مايميز انسانية الانسان ومن دونها تُصبح الحياة مستحيلة .. ومن الباحثين من يرى ان اللغة انما هي جزء من السلوك الأنساني ذلك لان نشوء المجتمع وتطور افراده وتآلفهم وتحاببهم مدين الى اللغة فبوساطتها يستطيع الفرد ان يُقنع الآخرين بالحجة والبرهان …وللّغة دور رئيس في التواصل بين البشر ، فيها انتقلت المعارف والاكتشافات والاختراعات الخاصة بالاجيال السابقة وكذلك الآداب التي انتجتها الثقافات المختلفة منذ فجر التاريخ .. وان اللغة بعد كل ذلك ثمرة من ثمرات التفكير الانساني ..
واللغة العربية لغة القرآن الكريم والحديث الشريف والتراث ، اللغة التي انتقاها الله تعالى لتكون لغة الوحي وهي اللغة التي تستوعب العلوم والمعارف والفكر والوجدان ، لذا كان من ألزم الضرورات ان ينال معلموها مزيدا من العناية المستمرة للوقوف على حُسن أدائهم العلمي والتربوي .
ان لغتنا العربية هي اللغة التي انمازت من بين لغات العالم بتاريخها الطويل المتصل وقوتها الفكرية والأدبية زيادة على انها لغة القران الكريم وكبرى دعائم القومية بل هي الدعامة التي لولاها لانهارت كل كل الدعائم وانهارت بانهيارها القومية العربية اذ لاقومية بلا وحدة في اللغة ..
ويكفي اللغة العربية رفعة وشرفا انها لغة الوحي نزل به الذكر الحكيم ليُخرج الناس من الظلمات الى النور قال تعالى ( انّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف / آية 2 اذ انها اللغة التي شرّفها الله لتكون لغة الوحي والرسالة …. ومن حقنا نحن العرب ان نعتز بلغتنا العربية فهي مظهر اصالتنا وقوميتنا … ففي لغتنا حياة وجمال وفيها ادب وفكر وتراث امة ، ولاأدلّ على ذلك من عمرها المديد وصمودها ازاء كل انواع الغزو الفكري والثقافي ويذكر الأستاذ ( أحمد أمين ) : ( ان من اهم مقاييس رُقي أمة من الامم مقدار عنايتها بلغتها القومية من حيث العناية بتعليمها ونشرها والعناية بتسهيل صعوبتها ) ..
ان اللغة العربية ارتبطت بمقدسات الامة واستطاعت مع هذه المقدسات ان تعبر آفاق الجزيرة العربية الى دول العالم وحملت معها نسيم الصحراء من رقّة وعذوبة وما في صلابة الصخور من قوة ورصانة …
وفي اليوم العالمي للغتنا العربية ماأحوجنا الى الاهتمام باللغة العربية وماأحوجنا ان نهتم ونفعّل قانون ( سلامة اللغة العربية ) الصادر في سبعينات القرن الماضي وهو يستغيث ، من اجل تقويم السنتنا من الشطط والخطأ خاصة في هذه الأيام حيث نرى ونسمع ونقرأ جهارا نهارا من الكثيرين الذبن ( يرفعون المنصوب ) و ( يجرّون المرفوع ) في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة نتيجة جهلهم بلغتهم وقواعدها مع الاسف الشديد .. ولو خرج النحويون واللغويون من قبورهم وشاهدوا وسمعوا ماحصل ويحصل للغة العربية للطموا الخدود وقالوا : أرجعونا الى قبورنا …. السلام عليكم
المصادر
اللغة وعلم النفس / موفق الحمداني 1982
الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية / عبدالعليم ابراهيم 1973
خصائص اللغة العربية / نايف محمود معروف 1985
رسالة ماجستير / حسن علي العزاوي 1984 جامعة بغداد

أحدث المقالات