مخابرات ملك الأُردن عبدالله الثاني وبعلمه هي التي منعت الضربة القاضية التي كان سيوجهها ثوار الأنبار لنوري المالكي وحاشيته في قاعدة البغدادي- عين الأسد الكائنة في محافظتهم وفي اللحظة الأخيرة. حيث إلتقطت إشارات ومعلومات عن تجميع الثوار والمجاهدين أنفسهم وعرباتهم لغرض تطويق مقر القاعدة. سألوا في واشنطن العاهل الأُردني عن سبب قيامه بذلك. فرد قائلاً: لماذا تضربونه..؟ نظام يستنزف قواته في قتل العراقيين والسوريين على حد سواء، وعراقيون يستنزفون طاقاتهم في قتل النظام وجيشه ومليشياته. محصلة الصراع لايبقى بعده مايهدد إسرائيل عبر الأُردن ولا الأُردن بحد ذاته. لقد حافظ المالكي على السلام والصفقات والعمولات مع الأُردن وإسرائيل لزمنٍ كافٍ. آن أوان إنهاء الخطر مستقبلاً .
يضيف الملك عند لقاءه أوباما بعد 72 ساعة انتظار موافقته على اللقاء في الولايات المتحدة بما معناه: معركة العراق تستنزف كل العرب ومحيط إسرائيل والأُردن والإسلاميين. هذا يعني أن نهاية الصراع تلغي أي خطر لنصف قرن قادم. لنترك اللعبة تأخذ مداها الداخلي والإقليمي بين السنة والشيعة. لتكن الحرب الأهلية التي تلغي الحروب الإقليمية. إنها الحرب التي تمنع مستقبلاً أي حرب. أو قيام نظام حكم وطني يطالب باستعادة الأراضي الأنبارية التي استولى عليها الأُردن إبان حصار تسعينيات القرن الماضي تحت عنوان- ما أُخذ أثناء الحصار لايسترده غير أهل الأنبار- ليأخذ الخراب حقه والقتل حقه والصراع حقه. بعده لن يبقى أحد. لم يعد النظام العراقي قادراً على حفظ السلام الوطني أي “الأهلي”، أو الإقليمي أي “العربي- الإسرائيلي” أصبح جزءاً فاعلاً من الصراع العربي- الفارسي. لتكن هذه الحرب الأهلية هي المخرج والبديل. أخيراً: لنحافظ على نظام المالكي بالقدر الذي يستنفد الجميع. إنه ينقل الصراع من عنوانه العربي- الإسرائيلي إلى عنوانه الإسلامي- الإسلامي. النظام العراقي يقاتل رجال القبائل “السنية” الذين يخشاهم الملك بنسختهم الفلسطينية والأُردنية على أرضه. نحن مع النظام حتى آخر مقاتل. إذاً الأُردن ممثلاً بالملك وحاشيته وبلاطه وعائلته مع المالكي وصفقاته حتى قطع النفس.