ما زلت الامراض تفتك بالمواطن العراقي، بظل غياب المستشفيات والعلاجات وبطش الأطباء
هنالك العديد من المستشفيات وهي قيد الانجاز وتسمى الألمانية والتركية والاوربية ولكن بلا انجاز لهذه الابنية . المنجز الأول للمسؤولين بوزارة الصحة هو وجود الاتهامات المتبادلة بين وزارة الصحة والمحافظين بالفساد والاهمال والفشل ولكن المتضرر الوحيد هو الشعب . محافظات مثل البصرة وميسان وذي قار تعاني من كثرة الامراض السرطانية بسبب كثرة ابار النفط وانعدام العوامل البيئية وهدر المليارات ولا وجود لتلك المستشفيات ولا حتى العناية وتقديم الدعم لهؤلاء المواطنين المصابين بمرضى السرطان الكثير من رؤساء الوزراء السابقين وعدو بدعم وتطوير الواقع الصحي وخاصة بناء المستشفيات ولكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود والاستفادة هو التسويف والمماطلة وسرقة المليارات وكثرة الحرائق داخل المستشفيات وحرق المرضى ومن ثم موتهم ولأن المشكلات الصحية تغزو سكان البلاد المرهقة، بينما هم يزدادون سنوياً بأعلى نسبة بشرية في المنطقة، فثمة نقص هائل في البنية الصحية مع ندرة في الكوادر المؤهلة للعمل في هذا القطاع الحيوي، في ظل توسع الإهمال في حقل الصحة العامة. وهو ما أشار عليه ضعف استجابة العراق لأزمة Covid 19، بوصفه أعلى بلدان المنطقة تسجيلاً لإصابات ووفيات، وما نتج عنه كذلك موت اكثر 200 عراقياً حرقاً في مستشفيات عزل لمرضى كورونا، بحادثتين في بغداد والناصرية في فاصل زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر فقط، كنتيجة حتمية لتمزق المنظومة الصحية المنخورة بالفساد على مدى عقدين (منذ 2003)، وما سبقها من عقوبات أميركية – غربية خلال التسعينيات الفائتة، ومقتبل الألفية الجديدة (1991-2003). وهذه كلها حطمت نظاماً صحياً، عُدَّ واحداً من أسرع القطاعات نمواً في منطقة الشرق الأوسط، ما زال العراق يستخدم بُنيته التحتية إلى الآن بما يفوق قدراته الأصلية اذ لم تبنى مستشفى واحده طيلة عقدين من الزمن على الرغم من وجود الميزانيات الانفجارية طيلة السنوات الماضية ووجود صراع داخل وزارة الصحة ومن الجهات الرقابية التي لطالما اتهمت بالفساد وتبديد الاموال والمتاجرة بأرواح ملايين البشر وهذا قدر مكتوب على الشعب العراقي ولكن نتمنى ان تكون الاصلاحات التي وعد بها السوداني حقيقية ولا تصبح وهمية اسوة ببقية الرؤساء . كواحدة من التمثّلات العيانيّة الأليمة لفساد النظام الصحي، ثَّمْة ثلاثة حوادث تعبر عن فداحة الإهمال الحكومي الناتج عن “بيروقراطية الفساد”، وتنافسية المصالح التي تتفشى بجسم الدولة العراقية إجمالاً، وفوضى اللعب بمصائر العراقيين ضمن صراعات حيازة النفوذ مع ضمان الإفلات من المحاسبة والزوج بالسجون كما تفعل الدول المتقدمة . النظام الصحي بحاجة الى هيكلة حقيقية وضرورة تنظيم عمل المستشفيات الاهلية حتى نبتعد عن صور اليأس الجماعي، واحتضان الموت كعزاء ، واستسلام مفجع بأن تكون مواطناً في بلاد منهوبة وكما اسلفنا نتمنى ان تتغير الصورة ويسهم توجه السوداني بالاهتمام بالقطاع الصحي الى بلورة الإصلاح والإعمار وبناء الطبيب قبل إنشاء المستشفيات ونطمح بذلك ان شاء الله بهمة الغيارى الذين جاءوا للإصلاح والبناء والاعمار بشتى المجالات . .