بعد البيان الهام الذي أصدره سماحة السيد مقتدى الصدر بخصوص اعتزاله العمل السياسي و عدم وجود تيار سياسي يمثله لا في البرلمان ولا في الحكومة الحالية ولا القادمة فان مشهدنا السياسي قد أزداد تأزماً وضلامية , بل وربما قد وصفه البعض بانه قد قضى على الأمال المنشودة في تغيير واقع الحال من خلال الأنتخابات القادمة التي كان يعول فيها كثيراً على التيار الصدري لما لهذا التيار من مواقف وطنية مشهودة وعلى رأسه سماحة السيد مقتدى الصدر , فلكل شخص عادي اسبابه الخاصة في أتخاذ اي قرار يرغب به نظراً للظروف التي يمر بها الأنسان , ولكن القرار لشخص وطني وقائد و مرجع ديني كبير مثل سماحته لابد أن يعاد النظر في الموضوع ويحسب الف مرة قبل أن يؤخذ مثل هكذا قرار وخصوصاً فيما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد والعباد , لذا فمن واجبنا كعراقيين أن نناشد سماحته بالعدول عن قراره أو التريث به أو تعديله فيما تقتضيه المصلحة العامة , حيث أن السيد مقتدى الصدر يمثل ركناً أساسياً من أركان العملية السياسية لما له من تأثير كبير على شريحة واسعة من مقلدي سماحة المرجع الاعلى السيد الصدر الأول ولما له من تأثير بالغ على هذه الشريحة , وأن الأنسحاب من العملية السياسية سيولد فراغاً سياسياً كبيراً سيستغله خصوم هذا التيار وسينعكس سلباً على نتائج العملية الانتخابية القادمة حتماً بعد أن راهن الجميع بان سيكون للتيار الصدري فيها شأن كبير , بعد سلسلة النجاحات التي حققها التيار من خلال الانتخابات السابقة لمجالس المحافظات ,
ولكن دعونا ندعو سماحته الى تعديل قراره من الاعتزال الى تغيير المسار نحو طريق سياسي جديد وصحيح , نحو قيادة جديدة تماماً للتيار الصدري تضم كافة مكونات الشعب العراقي , قيادة تتعض من التجربة السابقة التي لا يختلف عاقل على أخطائها وسوء شخوصها و التعرج في مسارها , لتبني على اركان جديدة وطنٌ عراقي نحلم به جميعاً تسخر فيها كافة أمكانات التيار الصدري لخدمة المواطنين بدون استثناء أو تمييز , دعونا ندعو سماحته الى أخذ دوره البارز أكثر وأكثر من أجل خدمة العراقيين وتحقيق جزءاً من امالهم وأحلامهم , دعونا ندعو سماحته الى أن يفعل دوره أكثر وأكثر من خلال تيار صدري جديد يحافظ على نهج القائد الصدر الأول من تفكير وتخطيط وبناء ومنهج , في سبيل أعلاء شأن هذه الأمة ورقيها
فالعراق عراقك يا سيدي وعراق الجميع ,