ليست الأولى لتلك الحركات .. “الصدر” يخرج عن صمته للقضاء على “المهدوية” خوفًا من انشقاقات تياره !

ليست الأولى لتلك الحركات .. “الصدر” يخرج عن صمته للقضاء على “المهدوية” خوفًا من انشقاقات تياره !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

من حينٍ لآخر يظهر زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدي الصدر”، على الساحة العراقية بعد اعتزاله الحياة السياسية، إلا أنه يظهر ليُعّلق على أحداث دينية أو أخلاقية، وعلّق هذه المرة على ظهور حركة سياسية ودينية في “العراق”؛ تحت مُسمّى: “حركة مهدوية سياسية”، محذرًا من اتباعها، وهدد كل من التحق بها بالطرد من (التيار الصدري).

وقال “الصدر” إن: “كل من التحق أو يلتحق بهذه الجماعة من (التيار الصدري) فهو مطرود، لأن وجودهم بيننا مُضّر جدًا”.

كما دعا زعيم (التيار الصدري)، أمس الجمعة، إلى مقاطعة الحركة الدينية الشيعية في “العراق”، بعد ادعائها: “المهدوية” و”الإمامة” بغطاء سياسي واقتصادي واجتماعي وحوزوي.

وشدّد “الصدر” على أن من يلتحق بهذه الحركة من أنصار (التيار): “فهو مطرود”.

وفي رده على سؤال وجهه إليه مجموعة من طلبة الحوزة العملية حول هذه الحركة، قال “الصدر”: “هؤلاء طواغيت ماكرون فاسدون ليس لهم من الباطن والمعرفة إلا أدناها، بل هم طلاب دنيا وعشاق مال وليس لهم من الآخرة أي حظ على الإطلاق”.

وأضاف في بيانه بالحديث عن رئيس وأعضاء هذه الحركة: إنّهم “قد عاثوا فسادًا منذ زمن والده؛ (محمد محمد صادق الصدر)، وقد طردهم وفسّق بعضهم، فالواجب مقاطعتهم والابتعاد عنهم”، داعيًا إلى تبليغ الجهات الرسمية المختصة عنهم.

يُذكر أنّ الحركات “المهدوية” ليست جديدة على الساحة الشيعية، وقد ارتبطت على الدوام بفكرة المخلص أو المُنقّذ، لكن في الأعوام القليلة الماضية تحولت من التنظير والتبشير الكلاسيكي إلى خيار العنف، في تحول راديكالي شكّل مصدر حيرة لكثير من الدارسين لتحولات المذهب الشيعي في “العراق”.

وأشار إلى أنّ تلك الجماعات تعود إلى الظهور مجددًا، وهي تبعث الحياة من جديد في فكرة: “جيش الإمام”؛ الذي ينتظره: “المؤمنون” ليُخلصّهم، لكنّ هؤلاء يواجهون رفضًا عامًا لأفكارهم، رغم اعتمادهم القراءات الفقهية الشيعية ذاتها.

ويطرح ظهور هذه الحركة في الوقت الذي يواجه فيه “الصدر” أزمة شرعية ناجمة عن إعلان الأب الروحي لـ (التيار الصدري)؛ “كاظم الحائري”، اعتزاله ودعوته من “طهران” لإتباع أوامر الولي الفقيه؛ (خامنئي)، أكثر من نقطة استفهام وأكثر من سيناريو؛ أبرزها أنها حركة سياسية ستعمل على مزاحمة (التيار الصدري)؛ وأنها قد تكون صنّيعة خصومه السياسيين لتفكيك (التيار الصدري) أو إضعاف تأثيره على الشارع.

مخاوف من انشقاقات وانقسامات..

تحذير “الصدر” يُشيّر إلى حالة قلق تنتابه بسبب مخاوف من انشقاقات وانقسامات واسعة في تياره؛ وهو سيناريو اختبره في السابق حين ولدت من رحم (التيار الصدري) جماعة (عصائب أهل الحق)؛ بقيادة “قيس الخزعلي”، والتي تحولت بدورها إلى جماعة منافسة للصدريين وإلى إحدى أكبر الميليشيات المسلحة نفوذًا.

ولم يتضح توجه وإيديولوجية “الحركة المهدوية” الجديدة، لكن مجرد الحديث عن أنها تتمتع: بـ”غطاء سياسي واقتصادي واجتماعي و حوزوي”؛ يؤكد أن ثمة دفع لجعلها جماعة منافسة لـ (التيار الصدري) ولزعيمه.

ويبدو كذلك أنها بدأت تعمل على استقطاب أنصار (التيار الصدري)؛ وهو ما يخشاه “الصدر” ذاته؛ الذي يُكّابد في استعادة شرعية باتت مهزوزة منذ رفع عنه “الحائري” غطاء الشرعية والزعامة.

محاولة لكبح نفوذ “الصدر”..

ولا يزال “مقتدى الصدر” يحظى بنفوذ وتأثير واسعين؛ رغم انكفائه ورغم الضربة السياسية القاصمة التي تلقاها بوصول (الإطار التنسيقي) للحكم على خلاف رغبته؛ وهو الذي كان يُطالب بحكومة وطنية “لا شرقية ولا غربية”، وكان يُقاوم بشدة ترشح (الإطار)؛ لـ”محمد شيّاع السوداني”، رئيس الوزراء الحالي.

لكن نفوذه وتأثيره تراجع نسبيًا عما كان عليه؛ فيما لا يستّبعد محللون ومصادر عراقية؛ بحكم معرفتهم بطبيعة ومزاجيات “الصدر”، أن يُحاول العودة مجددًا للمشهد السياسي بذريعة أو بأخرى.

وتَشكُل حركة شيعية دينية جديدة لا يبدو أنه يخرج عن سياق محاولة كبح نفوذ “الصدر” أو إضعافه وتشتّيته، فالحركات “المهدوية”؛ التي برزت في السنوات الأخيرة، وقاومتها المرجّعية والسّلطات لم تأخذ الطابع التهديدي الذي تُشكله الحركة الجديدة.

محاولات سابقة لظهور “المولوية”..

وسبق وأن ظهرت؛ في العام 2015، في محافظة “ذي قار”؛ بجنوبي “العراق”، حركة دينية سّرية أطلقت على نفسها حينها اسم: (المّولوية)، لكن السلطات العراقية اعتقلت وقتها العشرات من أتابعها بتهمة: “الوقوف ضد أفكار المرجّعية الدينية وزعزعة الأمن”؛ “وتكفير مراجع دينية”.

وكان بروز تلك الحركة؛ (المّولوية) بعد نحو عام من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي؛ على ثُلث مساحة “العراق” أمرًا مفهومًا نسبيًا في سّياق حالة الفوضى التي شهدتها البلاد.

ونجحت بالفعل في استقطاب عشرات الأتباع من الشباب وطلاب الجامعات ومن المهمشين والفقراء من الطائفة الشيعية؛ التي كانت أهتزت ثقتها في مكونها السياسي والديني على إثر سيطرة (داعش) وتمّدده وتنامي نفوذه.

تحظى بغطاء سياسي وديني..

وبالنسبة للحركة الجديدة تبدو مختلفة فهي على خلاف؛ (المّولوية)، تحظى بغطاء سياسي وديني ولا تواجه مقاومة من قبل السلطات بحكم أنها تختلف إيديولوجيًا عن حركات أخرى ولا ترفع شعارات التكفير أو المواجهة مع رجال الدين الشيعة ومع المرجعية.

وما تتمتع به من غطاء يُكسّبها تأثيرًا أقوى وقدرة أفضل على الاستقطاب؛ وهو أمر يلقى صدى إيجابيًا لدى قوى سياسية شيعية مناهضة لـ (التيار الصدري).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة