خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
الجمعة الماضي؛ وعقب زيارة الرئيس الصيني؛ “شي جين بينغ”، إلى “المملكة العربية السعودية”، ولقاء ولي العهد؛ “محمد بن سلمان”، والتوقيع على اتفاقية بقيمة: 35 مليون دولار، أصدر الطرفان بيانًا مشتركًا في ختام الزيارة كانت اتجاهاته تُركز على أداء “إيران” بالمنطقة، وهو ما استُتّبع ردود فعل المسؤولين وغيرهم؛ كما استهل “حميد شجاعي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
تلك القمة التي شّدد الطرفان خلالها؛ (فيما يتعلق بالجمهورية الإيرانية)، على ضرورة توطيد التعاون حرصًا على سليمة الأنشطة النووية الإيرانية. بالوقت نفسه طلب الطرفان إلى “إيران”؛ التعاون مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، والمحافظة على نظام عدم انتشار السلاح النووي، واحترام مباديء حسن الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى.
وبعد البيان “السعودي-الصيني” المشترك؛ والذي حمل انتقادات لـ”الجمهورية الإيرانية”، عقد الرئيس الصيني اجتماعًا مشتركًا مع القيادات الخليجية، أفضى إلى بيان آخر مُعّادي لـ”الجمهورية الإيرانية”.
وقد جاء في هذا البيان، تأكيد المشاركون على الموقف الثابت والسابق تجاه إدانة استمرار احتلال “إيران” جزر “طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى”، في حين تعود ملكية هذه الجزر إلى “الإمارات”؛ بحسب ادعاءات البيان.
في حين أن موقف الدول العربية في المنطقة؛ وبخاصة “السعودية والإمارات”، تجاه “إيران” واضح تمامًا، ونحن نعرف ذلك بالتأكيد، واتضح في كثير من المواقف المختلفة أن هذه الدول لا تتورع عن القيام بأي شيء لمخالفة “إيران” وفرض العُزلة على بلادنا في المنطقة.
لكننا نتحدث عن موقف “الصين”؛ التي تُعتّبر شريكًا إستراتيجيًا لـ”الجمهورية الإيرانية”، وبينهما اتفاق مدته: (25 عامًا)، ثم يُعّقد اتفاقًا مع المنافس الإيراني المباشر في المنطقة، ويُشّاركه في موقفه العدائي من “إيران”.
هذا الموقف الذي أثار انتقاد نواب البرلمان للموقف الصيني. وغرّد “محمد جمشيدي”؛ النائب السياسي للرئيس الإيراني: “تذكير للزملاء في بكين. بينما كانت السعودية تقف جنبًا إلى جنب مع (داعش)؛ المدعومة من الولايات المتحدة، و(القاعدة) في سوريا، ودمرت اليمن باعتداءاتها الوحشية، أعلنت إيران الحرب على الجماعات الإرهابية لاستعادة الاستقرار والأمن الإقليمي والحيلولة دون تسّرب الفوضى باتجاه الشرق والغرب”.
وبالنسبة للجزء الأخير المتعلق بالجزر الثلاث؛ فلا مبرر لتأكيد العرب و”الصين”، بل على الصينين الإجابة على هكذا موقف. وتعقيبًا على هذا الموقف غرّد “حسين أمير عبداللهيان”؛ وزير الخارجية قائلًا: “جزر طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى؛ جزء لا يتجرأ من إيران، وستظل تابعة للوطن الإيراني إلى الأبد، وعند الضرورة فإننا لا نُجامل أي طرف فيما يخص وحدة الأراضي الإيرانية”.
استدعاء السفير الصيني..
أخطرت “إيران”؛ السفير الصيني، باستيائها من بعض البنود الواردة في بيان “الصين” ودول “مجلس التعاون” المشترك، من مثل تلك المتعلقة بوحدة الأراضي الإيرانية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الجزر الثلاث جزء من “إيران” وستّظل، وأنها كأي جزء آخر من “إيران” لا تقبل التفاوض مع أي دولة مطلقًا.
بدوره أكد السفير الصيني احترام بلاده وحدة الأراضي الإيرانية، وتعليقًا على أهداف الرئيس الصيني من زيارة “الرياض” مؤخرًا، أن هذه الزيارة تأتي في إطار المساهمة بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، والاستفادة من الحوار كأداة لحل المشكلات.
وأكد السفير الصيني أن سياسات بلاده الخارجية في المنطقة تقوم على الموازنة والتبادل الدبلوماسي من مثل زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني إلى “إيران”؛ خلال الأيام المقبلة، يؤيد هذا التوجه.
إقصاء “إيران”..
علق “عباس آخوندي”؛ وزير الطرق وبناء المدن بالحكومة الحادية عشر، على الموقف الصيني الأخير قائلًا: “موقف الصين ليس جديد بالنسبة لي، إذ تتبنى هذه الرؤية منذ سنوات. لكن مجموعة لا تُريد أن ترى مؤشرات ذلك. والصين تستثمر مبالغ طائلة في تطوير ممر (عُمان-گوادر) البحري، بتكلفة تتجاوز: 42 مليار دولار”.
وأضاف: “لم أكن مسؤول عند طرح بعض السياسات المتعلقة بالنظر تجاه الشرق، لكن ومن منطلق الحرص الوطني تواصلت مع بعض صُنّاع القرار أو على الأقل من يتمتعون بالتأثير كالسادة: مصباحي مقدم؛ وأحمد توكلي؛ ومرتضى نبوي، وأخبرتهم بالقصة. وأنا مازالت مقتنع بالتعاون مع الصين، لكن مع المحافظة على المصالح الوطنية”.