18 ديسمبر، 2024 11:38 م

قراران مضحكان ، مبكيان !

قراران مضحكان ، مبكيان !

قراران غريبان ، صدرا عن جهتين عراقيتين رسميتين ، لا جامع بينهما سوى حصادهما عبارات التقريع من المواطنين ، والضحك على ما يرميان اليه من اهداف ربما هي اقرب الى من يحمل بيديه قطعة ثلج صغيرة في نهار تموزي !
عن اي قرارين اتحدث ؟ … اتحدث ، عن قراري وزارة التربية ومديرية المرور العامة ، القاضيان باتخاذ اجراءات صارمة بحق من يخالفهما ، فيما تشير جميع الشواهد على ان القرارين ، لا يمكن تطبيقهما اطلاقاُ ، فهما عبارة عن رمال في صحراء المخيلة ، وابتسامة في عزاء ، او ضوع عطر قرب مسلخ لجزر الحيوانات !

قرار وزارة التربية ، يقضي بمنع التدريس الخصوصي ، وهددت باتخاذ الاجراءات القانونية بحق من يخالف ذلك ، مبينة بأنها اتخذت هذا القرار بعد ملاحظتها قيام بعض المعلمين والمدرسين بعدم توصيل المادة العلمية للطلاب مما يجبرهم الى اللجوء الى الدروس الخصوصية !!

… وهنا ، تبدأ القهقهة عند المواطنين ، ويتساءلون : كيف لوزارة التربية ، تطبيق قرارها ؟ هل ستقوم بحملات تفتيش لبيوت المعلمين والمدرسين ، لمراقبة التدريس الخصوصي ، او ستقوم الوزارة ، بتعين شرطي في بيت كل طالب لمنع المدرس او المعلم من زيارته واعطاءه دروسا خصوصية ؟

ليسمح لي من اقترح اصدار هذا القرار ، ومن وقعه ، القول بأن هذا القرار ولد ميتاً ، وسيبقى كذلك ، ما دامت اجواء الدراسة ، وسوء البنايات المدرسية ، وعدم انتظام الدراسة بسبب تأخر توزيع الكتب ، والتغيرات المفاجئة للمناهج ، والوضع الامني غير المستقر ، وازدحامات الطرق مازالت مشاكل بلا حل … فهل ادرك القائمون على الواقع الدراسي عندنا هذه الحقائق ، قبل اصدار هذا القرار المضحك ، المبكي ؟
اما القرار الثاني ، فهو ادهى ، واكثر مدعاة للسخرية ، وهو قرار مديرية المرور العامة بحظر التدخين في مركبات النقل العام، حيث أعلنت عن فرض الغرامات على المخالفين بشكل فعلي ، والقرار المذكور يشمل السائق والراكبين على حد سواء، واوضحت دائرة المرور بان الغرامة ستفرض على السائق في حال حصول حالة التدخين في المركبة ، واشارت الى امكانية الركاب تبليغ المرور بحدوث التدخين داخل المركبة ذات 7 راكب فما فوق !!
الذي يثير العجب ، هو هذا التساؤل المنطقي : هل دائرة المرور ، تعيش في زمن جمهورية افلاطون ؟ وهل تعتقد ان الراكب ، سيبادر الى ابلاغ سيطرات المرور بالاخبار عن السائق الذي يقود المركبة التي يستقلها في ضوء الاعراف العشارية التي بدأت تتنامى بشكل كبير في مساحة المجتمع ؟ ثم كيف تعرف سيطرة المرور ان المركبة الفلانية حدث فيها (جرم) التدخين .. ؟
للأمانة ، اذكر من مشاهدة عيانيه ورب الكعبة ، انني لاحظت اثناء مراقبتي لكيفية تعامل السائقين مع القرار ، انهم زادوا من عنادهم ، بل ان بعضهم ، يبدأ بالتدخين منذ بداية خطه حتى نهايته ، دون ان يعبأ بالقرار والاضرار الصحية التي تصيبه .. على رأي المثل القائل ( كل ممنوع .. مرغوب ) !…

اخيرا ، اقول ان الحكمة هي البصيرة.. فمتى تكون قراراتنا حكيمة ؟