يقول احد الكتاب عن الامام علي بن ابي طالب(ع) ” الناس يريدون من علي بن ابي طالب ان يكون معاوية ويأبى علي الا ان يكون علي” ونحن نقول بحق من جده علي بن ابي طالب (ع) واعني به السيد مقتدى الصدر ” ان الناس تريد من مقتدى الصدر ان يكون كغيره من عبيد الدنيا ويأبى مقتدى الا ان يكون مقتدى الصدر” وهذا نراه جليا فيما صدر مؤخرا من بيان اعلن فيه اغلاق مكاتب السيد الشهيد بصورة تامة وابتعاده عن العملية السياسية ذلك البيان الذي احدث ضجة واسعة في المشهد العراقي ان لم نقل انه كان صاعقة على العدو والصديق وان تظاهر البعض بعدم الاهمية لذلك ولعلي وكأطروحة محتملة استطيع ان ابين الاسباب التي ادت الى هذا البيان والنتائج المتوقعة وسأبدأ بالأسباب :
1. قيام بعض اعضاء كتلة الاحرار بأفعال واقوال لاتليق بتيار تم بناؤه بدماء الاعلام من ال الصدر وانصارهم .
2. قناعة السيد بان العملية السياسية الحالية والتي ستأتي لا فائدة منه فهي لن تنتج الا التفرقة والتناحر بين ابناء الشعب العراقي .
3. تيقن السيد وبحكم ما يملكه من دائرة علاقات واسعة داخل العراق وخارجه ومن أعلى المستويات بان النظام الحالي لن يتغير فبفعل التأثير الاقليمي على العملية السياسية والنظر الى مصالح بعض الدول سيفرض المالكي على الشعب بدورة ثالثة وكما يقولون ” المعادلة الاقليمية”.
4. قناعة السيد مقتدى بان الشعب العراقي(طبعا ليس الكل) يستحق هكذا سياسة وهكذا حكومة فلا داعي ان يزج نفسه فيها من جديد.
هذه لعلها بعض الاسباب المقترحة واما النتائج لهذا البيان فهي :
1. من ناحية اعضاء كتلة الاحرار الحاليين لن تكون لهم قوة تذكر بعد اليوم فهم متقومون بالسيد مقتدى الصدر لا بذاتهم .
2. المرشحين من كتلة الاحرار في الانتخابات القادمة لن تكون لأي منهم حظوظ في الفوز فكما قال لي احدهم عندما اتصل بي حول البيان قال” السيد لبسنة الباب” وفي كلمة اخرى قال ” ديحنة ابو هاشم “
3. سيكون هناك ارباكا واضحا في مجلس النواب والوزراء حيث لن تكون هناك كتلة اسمها الاحرار والتي كان يعبر عنها ببيضة القبان وانما سيكون هناك مجموعة من النواب (اذا بقوا ولم يستقيلوا) مستقلين يصوتون بحسب ماتمليه عليه تصوراتهم .
4. من المتوقع جدا ان يكون هناك عزوفا واضحا عن الانتخابات القادمة والجهة التي يمكن ان نعتبرها مأدلجة ولها قيادة وستحقق حضورا هي التيار الصدري وبحسب هذا البيان سيكون العزوف واقعا وكبيرا جدا .
5. بسبب ابتعاد التيار الصدري عن العملية السياسية وخصوصا الانتخابات فان ذلك سيؤدي الى استئثار القوائم الاخرى بالأصوات وخصوصا المجلس الاعلى ودولة والقانون .
6. بوجود السيد مقتدى الصدر وببيانته وبأعضائه وما يملكه من قواعد شعبية مليونية ودولة رئيس الوزراء عاث بالأرض فسادا فكيف سيكون الحال بغياب التيار وقيادته .
7. كثير من الدول المنصفة وذات الابعاد الاستراتيجية تجد في التيار الصدري جهة منضبطة وذات قيادة معلومة وتتحرك وفق استراتيجية معينة لذلك فهي تحرص على ان يكون التيار هو البوابة لدخول العراق وعلى كافة الاصعدة .
8. كثير من الجهات السياسية والدينية ليس من اساسيات نظرتها في الادارة الخوض في امور الشعب بصورة عامة والتدخل في كثير من اموره والتي هي مهمة جدا له ومع ذلك فهي كانت تقوم بالكثير من الامور ليس حبا بعمر بل بغضا بعلي بن ابي طالب فما هو المتصور بعد هذا الانسحاب الصدري .
9. كثير من الجهات التي تسيرها النفس الامارة بالسوء والاجندات الخارجية كان المانع والعقبة التي تقف امامها هو التيار الصدري وقيادته فكيف سيكون الحال عندما تخلو الساحة من الصدر واتباع الصدر .
10. قد تكون هذه النقاط التي اوردتها وغيرها الكثير غير مقبولة من البعض او قد يقال ان بها مبالغة ولكن انا اعد بانها ستكونواكثر من ذلك اذا اصبح قرار السيد هذا واقعا ولا يمكن الرجوع عنه وان غدا لناظره قريب .